خلال الفترة الماضية، أحاطت شائعات الوفاة بزعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري، وكان يظهر بين الحين والآخر لدحض تلك الشائعات، حتى أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أمس مقتل الظواهري في عملية أمريكية استهدفته أثناء تواجده في منزل وزير داخلية طالبان في العاصمة الأفغانية كابول.
وقتل الظواهري بعد سنوات من الاختفاء حي ظل مطلوبا طوال نحو 25 عاما مع رصد مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عنه، حيث كان هو العقل المدبر لتنظيم القاعدة الإرهابي والمخطط لكل العمليات التي نفذها وكان من أبرزها أحداث 11 سبتمبر 2001، وتولى قيادة التنظيم بعد 2011 بعد مقتل بن لادن.
الظهور الأخير لأيمن الظواهري
ومنذ 2020 ترددت أنباء عن وفاة أيمن الظواهري بسبب معاناته من المرض، وتحديدا في نوفمبر 2020، حيث تحدثت تقارير عن إصابته بسرطان الكبد وتقارير أخرى تحدثت عن إصابته بالربو، لكن التنظيم نشر له فيديو في ذكرى 11 سبتمبر في 2021، لدحض تلك الشائعات، حيث أشاد الظواهري حينها بهجوم بسيارة مفخخة وقع في 1 يناير في هذا العام والذي استهدف قاعدة عسكرية روسية في منطقة تل السمن، بمحافظة الرقة شمال شرقي سوريا.
وقال الظواهري في ذلك المقطع إنه تطلب المرحلة الحالية منا استنزاف العدو حتى ينتحب ويئن بسبب النزف الاقتصادي والعسكري، ومن أبرز العمليات في هذا الصدد تل السمن، وهذه العملية كانت مثالاً عملياً لكسر الحصار العسكري للعدو"، وكان ذلك الظهور قبل الأخير لأيمن الظواهري.
أما الظهور الأخير لأيمن الظواهري فكان في أبريل الماضي، وتحديدا بعدما نشرت مؤسسة "السحاب" التابعة لتنظيم القاعدة في 5 أبريل الماضي، مقطع فيديو للظواهري تحت شعار "حرة الهند"، وجاء هذا المقطع بعد انتشار شائعات وفاته بعد الفيديو الذي سبقه في سبتمبر 2021.
وقد ظهر الظواهري في المقطع الأخير، مشيدا بامرأة هندية مسلمة تحدت حظر ارتداء الحجاب في فبراير الماضي، وكان يرتدي الرأس الأبيض التقليدي بجانب ملصق يمتدح ما أسماه "سيدة الهند النبيلة"، بحسب ما ترجمته منظمة "سايت انتيليجنس غروب".
مقتل أيمن الظواهري
ونفذت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عملية أدت لمقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري ، في غارة بطائرة بدون طيار يوم الأحد على منزل في أفغانستان وتم الإعلان عقب التأكد من وفاته، وذلك بعد ما ورد في مطلع أبريل إبلاغ كبار موظفي الأمن بـ "تطوير الاستخبارات"، حيث تم إطلاع الرئيس الأمريكي على "نمط حياة" للظواهري، ثم في يونيو ويوليو اجتمع الرؤساء والنواب في غرفة العمليات عدة مرات "لاختبار الصورة الاستخباراتية"، وخلصوا إلى أن الظواهري هدف مشروع، وفقا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل".
ثم في 25 يوليو، عقد بايدن اجتماعا للمستشارين ومجلس الوزراء الرئيسيين للاجتماع النهائي بشأن المعلومات المحدثة، وسأل مرة أخرى عن الخيارات الأخرى، ثم سمح بايدن بشن غارات جوية محددة بدقة بشرط أن تقلل الضربة إلى أقصى حد ممكن من خطر وقوع إصابات في صفوف المدنيين، ونفذت العملية وأدت لمقتل الظواهري دون استهداف المدنيين.