تحل اليوم ذكرى ميلاد البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية الـ 117، إذ ولد نظير جيد (الاسم عند الميلاد) في مثل هذا اليوم 3 أغسطس من عام 1923م، في قرية سلام مركز منفلوط بمحافظة أسيوط، وهو أول أسقف للتعليم قبل أن يتم سيامته البابا.

عرف عن البابا شنودة ولعه بالشعر والأدب منذ صغره، وكان ينظم الشعر ويلقيه، وأغلب قصائده تحولت إلى ترانيم قبطية أرثوذكسية تراثية (تعليمية عقائدية لاهوتية وغيرها..) ومازالت أغلب الكنائس من كل العالم ترددها وتصليها حتى الآن، وأصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2012 العديد من قصائد البابا شنودة بعد وفاته في ديوان جاء بعنوان «البابا» قدمه الدكتور محمد سالمان.

وكان البابا شنودة في الماضي خلال فترة دراسته بالجامعة ينظم الشعر الفكاهي عن مواد دراسته والذي كان يحاول بخفة دمه وروح دعابته المعروف عنه أن يخفف عن نفسه عبء وثقل دراسة وفهم هذه المواد، وفي عام 1944م وهي السنة الأولى له بكلية الآداب كتب بعض الأبيات عن مادة «الجغرافيا» وجاءت أبياتها:

حاجة غريبة بأدخلها بالعافية في مخي ما تدخلشي

بنشوف في الأطلس أمريكا وألمانيا وبلاد الدوتشي

ماتقول لي بأى فوتوغرافيا وتقول ما تقول ما هاصدقشي

حاجة غريبة بأدخلها بالعافية في مخي ما تدخلشي

ورياح مبللولة تجيب مية ورياح جافة متمطرشي

ورياح بتساحل في الساحل تتبع تعريجة وتمشي

و رياح بتغير وجهتها ورياح تمشي متحودشي

أنا عقلي اتلخبط فين ديا وديا وبين ديا وديا ما أفرقشي

حاجة غريبة بأدخلها بالعافية في مخي ما تدخلشي

وفي السنة الثانية له بالجامعة كتب شعر فكاهي بعنوان «يعملوني عميد» ألقاه في حفل تكريم عميد الكلية وتقول أبياته:

يا ما نفسي شهر واحد بس مش عايزه يزيد

يعملوني فيه عميد أو حتى نائب للعميد

كنت أعمل للسكاشن كلها ترتيب جديد

كنت أخلي الشخص يتخرج تقول زي الحديد

كنت أمشِّي الشخص منكم عالعجين مايلخبطوش

كنت ألغي قسم جغرافيا ومش ناقصين مضايقة

مُتنا من كتر المذاكرة ومش لاقيين ذاكراتنا حايقة

من غير الجغرافيا تبقي دراسة الكلية رايقة

مش ظريف الاقتراح دا يخليكم ما تسقطوش

بس أنا يا خسارة عايش وسط ناس مايعبروش

لو كانوا يعرفوا مقداري كانوا مايسيبونيش

يعني لو ماكنتش أعرف المناخ دا استوائي أبقى جاهل

يعني لو ما كنتش أعرف الجبل دا التوائي أبقى جاهل

يعني لو ما كنتش أعرف بيليزوي وكيتيزوي وميليزوي أبقى جاهل

دا كلام فارغ صحيح دا مقرر مش مريح

دي مضايقة دي سماجة بس لما أبقى عميد

والأمل دا مش بعيد هابقى ألغي كل حاجة

 

ويقول البابا شنودة أنه تتلمذ على يد أحد الكتب القديمة في الشعر، وهو كتاب «أهدى سبيل إلى عِلميّ الخليل» لـ محمود مصطفى، وبدأ يتعلم البحر والقوافي ونظم أبيات الشعر المختلفة، ومن أبرز قصائده الدينية، يا صديقي لست أدري، هوذا الثوب خذيه، حُرمت البراري، قم حطم الشيطان، غريبًا عشت في الدنيا، أبواب الجحيم، وماذا بعد هذا، وأنت لم تنصت، أنا في البيداء وحدي، والعديد غيرها.