الإثنين 1 يوليو 2024

شيماء الغيطي: مبدعو الأقاليم يواجهون غياب الرعاية والإهتمام (حوار)

26-7-2017 | 18:07

قالت الشاعرة شيماء الغيطي أنها بصدد إصدار ديوانها الجديد الذى يحمل عنوان "غربه"  في مجال الشعر العامية، واعتبرت الغيطي الحائزة على جائزة  أول جامعة وأول إقليم شرق الدلتا الثقافي والأولى على الجمهورية عام 2000 في مجال شعر العامية الكتابة النسائية، الأدب النسائي، أدب المرأة، كلها تعبيرات باتت تشكل مرجعية للقراءة، والاقتراب من المنجز الأدبي الذي تنتجه المرأة الكاتبة، فيما يعتبر البعض من وجهة نظره أن هذا التصنيف الأدبى واحد من اثنين، إما أنه رقيق ناعم سلس، بما أنه صادر من الجنس اللطيف، وهو يختص بقضايا المرأة فقط وهمومها، أو الاعتقاد الآخر أنه يشمل الكثير من القضايا ولكن ما يميزه أن المرأة تستخدم ألفاظًا لا يستخدمها الرجل وهي حاجاتها الشخصية. وفيما يلى نص الحوار :
في البداية، لنلقي الضوء على التجربة الأدبية الخاصة بك؟. 
لقد بدأت الكتابة فى سن مبكرة، وكانت الإنطلاقة خلال قصر ثقافة الطفل بالمنصورة، والمرحلة الثانية كانت نادى أدب الجامعة ونادى أدب قصر الثقافة.
وأهم التكريمات خلال مسيرتى الأدبية أنى حصلت خلال الفتره الجامعية على العديد من المراكز المتقدمة على مستوى الجامعة والأقاليم والجمهورية في مجال شعر العامية، أبرزها أول جامعة وأول إقليم شرق الدلتا الثقافى وأول جمهوريه عام 2000.
ما هى المشكلات التي تواجه الشعراء في مصر؟
الشعراء في مصر طبقات، طبقة تواجه الصعاب من شظف العيش، وبؤس المعيشة، وضيق الحال، ومع ذلك فهم متفائلون في شعرهم، مقبلون على الحياة، يغشاهم الحب والرضا في جميع أشعارهم، وهذه الطبقة هى الأكبر والأكثر اتساعا.

وطبقة لها نصيب من حظ الدنيا، فجمعت بين الغنى المادي والمنصب الاجتماعي، وهي طبقة تعرفها من منجزها الشعري بسهولة؛ لأن قضاياها التي تشغلها غير التي تشغل الطبقة الأخرى. 

 كيف ترى مبادرة القوافل الثقافية التي أطلقتها وزارة الثقافة المصرية؟
أرجو ألا تكون مجرد شعارا يحتفي بالمسؤولين الكبار، على حساب أصحاب الفكر الحقيقي، كما أرجو أن أفتح الموقع الخاص بوزارة الثقافة لأجد إجراءات حقيقية قابلة للتنفيذ للمشروع الثقافي، كما أحب أن أنوه إلى أن هذه الفكرة مطبقة بالفعل في دول الخليج العربي، وتستطيع أن تلج مواقعهم الثقافية لتدرك أنها فكرة حقيقية منذ سنوات، ولها إطار معلوم وفاعل.

وهي فكرة تهدف إلى تقديم الدعم الثقافي والمجتمعي للمناطق البعيدة عن مركز الثقافة بالعاصمة، كما توجه الرعاية والتوعية للشباب في مواقعهم كافة، وتعزز لديهم فكرة المواطنة والفكر السليم، بعيدا عن هيمنة مركزية العاصمة.    
 هل ترى أن جوائز الدولة في المجال الأدبي تحتاج إلى مراجعة؟ وكيف نعيد الجمهور للالتفاف حول الأنشطة الأدبية مرة أخرى؟
نعم، الجوائز يجب أن تكون في منأى عن المحاباة والشللية، وأن يكون الفائز هو العمل الحقيقي وليس صاحبه، مهما كانت أيدلوجيته، وتوجهه السياسي.

فكرة إعادة الجمهور للالتفاف حول الأنشطة الأدبية هي أم القضايا وأهمها على الإطلاق، إن لم تكن هي الفكرة الأم للأدب عامة، وهنا يجب أن نتذكر الدور الاجتماعي للسيدة أم كلثوم عندما تناولت القضايا الفلسفية، والوطنية، والعاطفية، والاجتماعية وهي تغني القصيدة لكبار الشعراء في الوطن العربي، وكيف كانت الأمة كلها تجتمع لسماعها، والترنم معها ببعض الأبيات التي لا يفهمون لها معنى، سوى أنها تروق لهم أداء موسيقيا وغنائيا، ومع الوقت أصبحت القضايا الكبرى في القصائد المغناة يتداولها الجيل اللاحق بشغف وحب.

وهناك أيضا لغة منفرة لدى الشعراء والنقاد على السواء، لغة طاردة للجمهور تحت ادعاء أن الأدب إنما هو للصفوة والنخبة، وليس لعوام الناس، وهي فكرة  مغلوطة ساعدت على نفور الجمهور من الأدب والشعر، في الوقت الذي يتخلى فيه المبدع والناقد عن تلك اللغة المنفرة سيقبل الجمهور من غير دعوة.   

 من وجهة نظرك كيف ترى الاهتمام من قبل وزارة الثقافة بالمواهب الإبداعية في الإقاليم ؟ وكيف تلعب الثقافة دورا في المرحلة الحالية لمواجهة الإرهاب ؟ 

الأقاليم أشد ظلما من غيرها ممن يقطنون المدن الكبرى، يعانون التهميش والإقصاء، ودور وزارة الثقافة وحده غير مجد في إعادة التوازن بين المدن الكبرى والأقاليم، فلابد من مراعاة البعد التعليمي والرياضي والفني، وتآزر الجميع من أجل خلق جيل من الأقاليم يحظون بالاهتمام والرعاية نفسها، فمثلا المدرسة والنادي الرياضي والمؤسسة الثقافية والمجلس الأعلى للثقافة وقطاع الفنون التشكيلية وكلها مؤسسات تملكها الدولة، في حال تفاعل تلك المؤسسات جميعا، وتقديم خدمة حقيقية للطالب ومعه المعلم وأستاذ الجامعة والمسؤول الرياضي والعناصر ذات الصلة كلها بأن تقام المسابقات الثقافية والرياضية والفنية والتشكيلية جميعا وفي وقت واحد، هنا سيكون الطالب، والمعلم وكل العناصر ذات الصلة في حلقة لا مركزية يديرها العمل الفني والنشاط الأدبي والثقافي والرياضي بشكل فاعل ومثمر. والكل يجب أن يعمل تحت شعار واحد فقط هو "تحيا مصر" .