أثرى المخرج المبدع حسين فوزي السينما المصرية بعدة أفلام واقعية، رسم فيها بريشته جمال الواقع، فالجمال الذي كان بداخله يجسده كمشاهد ولقطات سينمائية مبهرة، رغم عذاباته، ونحيب والدته، فهناك مقال سننشره تباعا عنوانه "أم المخرجين تبكي"، والمقصود بها هي السيدة والدة المخرجين الأشقاء أحمد جلال وعباس كامل وحسين فوزي، فالأخير ترك لنا جمالا سينمائيا تمثل في روائع الأفلام، منها "لهاليبو" و"أحبك يا حسن" و"تمرحنة" و:ليلى بنت الشاطئ".. وفي ذكرى رحيله نلقي الضوء على علاقته بثلاث نساء وهن زوجاته.
صفعة من بنت العمدة
بدأ حسين فوزي مشواره المهني كرسام في دار الهلال، ولكي يمتلك مفاتيح الرسم ليصقل بها موهبته، فقد سافر عام 1930 إلى إيطاليا ويوغسلافيا ليدرس الرسم، وفي يوغسلافيا عثر على حبه الأول، فقد أقام في غرفة بجوار مكتب البريد وبيت العمدة، وكان فوزي دائم التردد على مكتب البريد لمراسلة أصدقاءه في القاهرة، وأعجب بسكرتيرة المكتب، وكان يتعامل معها بالإشارة، لأنه لا يعرف لغتها، وتعمد حسين فوزي مغازلتها تعبيرا عن عواطفه التي لم يقدر على كبتها، وفي أحد الأيام أراد تقبيلها فصفعته الفتاة على وجهه.
تقرير سيئ من القاهرة
ازداد حسين فوزي تعلقا بالفتاة وقرر أن يتزوجها، وترك مكتب البريد وانتظرها في الخارج حتى أنهت عملها، وسار وراءها ليعرف عنوان بيتها، فعرف أنها إبنة العمدة، واصطحب أحد المترجمين وذهب إلى والد الفتاة ليطلب يدها، وأخبره العمدة بأن له في القاهرة أصدقاء كثيرين، وقبل أن يوافق على زواج إبنته لابد أن يسأل أولا عن أخلاقه وسلوكه .. وبعد أسبوع جاء الرد للعمدة بأن فوزي سيئ السير والسلوك، فهو يشرب الخمر ويغازل النساء ولا يصلح للزواج مطلقا .. وضحك العمدة كثيرا بعدما اطلع على تقرير أصدقاءه في القاهرة، وأرسل لحسين فوزي يستدعيه ويخبره أنه يوافق على زواجه من إبنته، وليقنع العمدة عائلته أخبرهم بسبب موافقته على العريس بأن الشاب الذي مر بتلك التجارب في نظره هو أصلح الشبان للزواج.
أكد العمدة لعائلته بأن إبنته ستكون سعيدة مع الشاب ذي التجارب الذي صفعته فازداد حبه لها وتمسكه بها، وكأن قلب الرجل كان يخبره بالحقيقة، وبالفعل تزوج حسين فوزي من الفتاة وعاد بها إلى القاهرة ليعمل رساما صحفيا في عدة صحف ويستقر في دار الهلال ليرسم في إصداراتها، ثم تلتقطه السيدة عزيزة أمير وتطلب منه أن يخرج لها فيلم "بائعة التفاح" ومن هنا يترك فوزي دار الهلال ليبدأ رحلته مع السينما.
استمر زواج حسين فوزي بالفتاة اليوغسلافية إربعة وعشرين عاما، أحب زوجته فيها حبا عنيفا، وشهدت معه أسعد أيام حياته، فقد اشترى فيللا في مصر الجديدة وكان يقتني سيارتين من أفخم الماركات، وأنجب من زوجته ولدان، وهما مراد وأمير، وبعد رحلتها مع السعادة ماتت زوجته الأولى تاركة حسين فوزي مع شابان في ريعان الشباب، فمراد كان يعمل مصورا بالتليفزيون، وأمير مديرا لكافيتريا بأحد الفنادق الكبرى.
تزوج حسين فوزي بعدها من الفنانة نعيمة عاكف، ليسعد بحبها ويوظف إمكاناتها وموهبتها سينمائيا ويجعل منها نجمة شباك، وتعتبر نعيمة عاكف هي الحب الصادق الثاني في حياته، واستمرت زيجتهما تقريبا خمس سنوات، بعدهما وصلا إلى مرحلة الطلاق، ليدخل فوزي في دوامة الحزن والكآبة على حبه الثاني الضائع، وليخرج من تلك الدائرة تزوج من الفنانة الفاتنة ليلى طاهر، عاش معها مدة قصيرة هنيئة قرابة العام وبعدها قررا الإنفصال .
حسين فوزي ونعيمة عاكف عند عقد قرانهما