تناولت صحيفة الأهرام، في افتتاحية عددها الصادر اليوم، تحت عنوان "الدور المصري في تحقيق التهدئة" نجاح مصر في تحقيق التهدئة بين إسرائيل وإحدى الفصائل الفلسطينية وعودة الهدوء إلى قطاع غزة.
وقالت الصحيفة إن تحقيق التهدئة جاءت بعد جهود كبيرة سعت مصر من خلالها إلى التواصل مع أطراف الأزمة ووقف إطلاق النار لتخفيف المعاناة عن سكان غزة في ظل التحديات والصعوبات الكثيرة التي يواجهونها.
ورأت الصحيفة أن نجاح الوساطة المصرية في تحقيق التهدئة يعكس الثقل السياسي والأمني الكبير الذي تتمتع به مصر ودورها البارز في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وخبرتها الطويلة في إدارة الأزمات والصراعات، إضافة إلى كونها دائما تمارس دور الوسيط النزيه الذي ينحاز إلى الاستقرار والسلام والتهدئة وتحقيق التنمية والازدهار انطلاقا من أن استخدام القوة العسكرية لن يحقق أهداف أى طرف، كما أنه يزعزع الاستقرار والأمن ويؤدي إلى الدمار الذي غالبا ما يدفع ثمنه بالأساس المدنيون والأبرياء.
وأوضحت الصحيفة أن الدور المصري في تحقيق التهدئة في غزة قد حظى بإشادة المجتمع الدولي وأطراف الأزمة، إضافة إلى الأمم المتحدة وأمريكا والدول المختلفة، وهو ما يعكس الرهان الدولي والإقليمي على دور مصر الفاعل في تحقيق الاستقرار.
وأشارت الصحيفة إلى أن درس المواجهة الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية هو أنه لابد من حل المشكلة الأساسية وهي إنهاء الاحتلال وحل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام العادل والدائم الذي يرتكز على إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 ضمن حل الدولتين، وهذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار ومصالح جميع الأطراف، ومن ثم فإن استمرار غياب حل القضية الفلسطينية واستمرار الاستفزازات الإسرائيلية وانتهاك المقدسات الإسلامية والمسجد الأقصى وبناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية وممارسة الحصار على الشعب الفلسطيني، من شأنه أن يقود إلى مزيد من التوتر وستتكرر مثل هذه المواجهات في المستقبل كما حدثت خلال السنوات الأخيرة، وبالتالي تظل المنطقة تدور في حلقة مفرغة من العنف.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة "تحقيق التهدئة، ووقف إطلاق النار يمثل خطوة مهمة ينبغي أن يتبعها خطوات أخرى خاصة دور المجتمع الدولي في تقديم الدعم للفلسطينيين وتخفيف المعاناة الاقتصادية عنهم والعمل على البدء في مفاوضات جادة بين إسرائيل والفلسطينيين لتحقيق السلام العادل والشامل، وهنا يبرز دور الولايات المتحدة كراع لعملية السلام وتنفيذ حل الدولتين الذى طالب به الرئيس بايدن, وذلك لمنع موجة أخرى من العنف".