سلطت مجلة "ميليتري ووتش" الأمريكية الضوء على تقارير من مصادر روسية وموالين لها في أوكرانيا تتحدث أن كوريا الشمالية، تستعد لإرسال أكثر من 100 ألف جندي لدعم روسيا وجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك المنفصلتين عن أوكرانيا بصورة ذاتية، في حربها ضد الحكومة الأوكرانية وداعميها من حلف "الناتو".
وجاءت تلك التقارير في أعقاب إعلان كوريا الشمالية عن عزمها دعم جهود إعادة البناء في شرق أوكرانيا، واعتراف حكومة بيونج يانج دبلوماسياً بجمهوريتي دونتيسك ولوهانسيك، اللتين اعترفت بهما روسيا في فبراير الماضي.
وتشير المجلة الأمريكية إلى أن كوريا الشمالية لها باع طويل في دعم جهود الحرب في أرجاء العالم ضد المصالح الغربية، ولعل أبرزها كانت مشاركاتها في فيتنام ، وذلك من خلال إرسال فنيين، وأطباء، ومستشاري مدفعية .
وبحسب المجلة الأمريكية أبرزت مصادر روسية خبرات كوريا الشمالية في ميادين "مكافحة بطاريات الصواريخ"، ووصفتها بأنها "جائزة ثمينة"، في ضوء ما تمتلكه بيونج يانج من عتاد كبير ومتطور من منظومات المدفعية القوية تفوق روسيا نفسها، وهو ما أثار تكهنات بشأن إمكان سعي روسيا لشرائها لمواجهة نظم المدفعية التي تسلمها دول "الناتو" لأوكرانيا.
وتتابع المجلة قولها: إن مشاركة حكومة بيونج يانج في الحرب الأوكرانية سيتيح للجنود الكوريين الشماليين، اكتساب خبرات مواجهة قوات مزودة بعتاد غربي ودُربت على أيدي خبراء "الناتو"، كما أن عناصرها يحصلون على الدعم والتوجيه أثناء المعارك من ضباط بالحلف، فضلاً عن إسهام ذلك أيضاً في تعزيز العلاقات مع روسيا بشكل أكبر، ولاشك أن حكومة موسكو ستعوض كوريا الشمالية بشكل مهم.
ومن الناحية النظرية والفنية، فإن كوريا الشمالية والولايات المتحدة في حالة حرب منذ أكثر من 70 عاماً، ومع وجود عناصر وضباط أمريكيين وغربيين آخرين يلعبون دوراً حيوياً في دعم جهود الحرب الأوكرانية من إدارة اللوجيستيات، وصولاً إلى تقديم المعلومات الاستخباراتية والتخطيط للعديد من العمليات، فإن دخول الكوريين الشماليين إلى القتال سيمثل آخر حلقات النزاعات العديدة التي التقى فيها الجانبان وجهاً لوجه.
وعلاوة على الأعداد المعقولة من المتطوعين الذين قدموا من بلدان غربية للانضمام إلى الحرب الأوكرانية، فإن هناك عناصر أميركية رسمية ورد أنها تشارك في القتال، وأن أعدادهم زادت مع اتساع نطاق عمليات إرسال كميات الأسلحة الأميركية بوتيرة أسرع من قدرة الجيش الأوكراني على استيعابها.
وزعمت المجلة الأمريكية أن قوات كوريا الشمالية قاتلت في السابق جنباً إلى جنب مع نظيرتها الروسية في سوريا لدعم القوات الحكومية هناك، وقد يقدم انضمامها في الحرب الأوكرانية الكثير لتعزيز علاقات الدفاع وتمكينها من إكساب الوحدات الكورية الشمالية المشاركة خبرات في ميادين العمليات المشتركة.
وتؤكد أن نوعية العتاد الكوري الشمالي، الذي قد تجلبه معها القوات الكورية الشمالية، في ضوء التوافق الكامل بين منظومات تسليح كوريا الشمالية وروسيا، تبقى أمراً غير مؤكد، كما أنه مرهونٌ أيضاً بمسألة انتشار قوات كورية شمالية فعلياً من عدمها.