الجمعة 17 مايو 2024

(واشنطن بوست) ترصد معارك من نوع جديد تدور في أوكرانيا للسيطرة على "الثروة المعدنية والطاقة"

أوكرانيا

عرب وعالم10-8-2022 | 10:44

دار الهلال

رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر اليوم  معارك من نوع جديد تدور رحاها في أوكرانيا، التي تعد من أكثر الأراضي الغنية بالمعادن في أوروبا وتضم بعضًا من أكبر احتياطيات العالم من التيتانيوم وخام الحديد وحقول الليثيوم غير المستغلة، فضلاً عن رواسب ضخمة من الفحم .

واستشهدت الصحيفة في ذلك، من خلال تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي في هذا الشأن، برصد مشاهد لعدد قليل من عمال المناجم في شرق أوكرانيا وهم يعملون بدأب لاستخراج الوقود، الذي يمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه أوكرانيا، بالرغم من استمرار المعارك على أشدها في المناطق الشرقية من البلاد مع القوات الروسية .

وأوضحت الصحيفة أن أن نصيب الأسد من رواسب الفحم في عموم أوكرانيا، والتي دعمت صناعة الصلب الحيوية في البلاد لعقود من الزمن، يتركز في الشرق، حيث حققت موسكو معظم النجاحات. وهذا يضعهم في أيدي روسيا، إلى جانب كميات كبيرة من الطاقة القيمة الأخرى ورواسب المعادن المستخدمة في كل شيء من أجزاء الطائرات إلى الهواتف الذكية..وذلك وفقًا لتحليل أجرته الصحيفة نفسها مع مجموعة SecDev، وهي شركة كندية تعمل في مجال المخاطر الرقمية.

وذكرت الصحيفة : أن روسيا تمتلك هي الأخرى كميات هائلة من الموارد الطبيعية، غير أن احتمالية حرمان أوكرانيا من ثروتها المعدنية سوف تُقوض استراتيجيًا اقتصاد البلاد، وهو ما أجبر كييف بالفعل على استيراد الفحم لإبقاء أضوائها في المدن والبلدات، وفي حال نجح الكرملين في ضم الأراضي الأوكرانية التي استولى عليها - كما يرجح المسئولون الأمريكيون بأنه سيحاول القيام به في الأشهر المقبلة - فستفقد كييف بشكل دائم الوصول إلى ما يقرب من ثلثي ثروتها المعدنية.

كذلك، ستفقد أوكرانيا عددًا لا يحصى من الاحتياطيات الأخرى، بما في ذلك مخازن الغاز الطبيعي والنفط والمعادن الأرضية النادرة - وهي ضرورية لبعض المكونات عالية التقنية - والتي يمكن أن تعرقل جهود أوروبا الغربية عن بدائل للواردات القادمة من روسيا والصين //بحسب الصحيفة//.

وفي أواخر الشهر الماضي، وعلى ارتفاع 1200 قدم تحت الأرض في منجم بمنطقة دونباس، قام العمال بالتنقيب في طبقات الفحم الأسود بشعور من الإلحاح؛ حيث يعمل الفحم المُستخرج على تغذية محطة كهرباء قريبة، تعد جزءًا من شبكة طاقة أجهدتها الحرب وأضعفتها. ويقول يوري، وهو مشغل حفارة يبلغ من العمر 29 عامًا:" نحن بحاجة إلى الحصول على أكبر قدر ممكن من الفحم والبلد بحاجة إليه".

هنا، أكدت "واشنطن بوست": أنه برغم أن أوكرانيا معروفة على نطاق واسع بأنها قوة زراعية، إلا أنها تعد أيضًا مادة خام رئيسية وموطن لـ 117 من 120 من المعادن الأكثر استخدامًا في الأرض، ومصدرًا رئيسيًا للوقود الأحفوري. كما يشير تحليل SecDev إلى أن ما لا يقل عن 12.4 تريليون دولار من رواسب الطاقة والمعادن في أوكرانيا أصبحت الآن تحت السيطرة الروسية. وبالإضافة إلى 63 في المائة من رواسب الفحم في البلاد، استولت موسكو على 11 في المائة من رواسبها النفطية و20 في المائة من رواسب الغاز الطبيعي و 42 في المائة من معادنها و 33 في المائة من رواسبها من الأتربة النادرة والمعادن الهامة الأخرى بما في ذلك الليثيوم.

ووفقا للتحليل نفسه، فقد سيطرت روسيا، منذ بداية عملياتها العسكرية في أوكرانيا في شهر فبراير الماضي، على 41 حقلاً للفحم و 27 موقعًا للغاز الطبيعي و14 موقعًا للبروبان وتسعة حقول نفط وستة رواسب خام الحديد وموقعين لخام التيتانيوم وموقعين لخام الزركونيوم وموقع السترونتيوم وموقع واحد لليثيوم وموقع لليورانيوم ورواسب ذهب ومحجر كبير من الحجر الجيري المستخدم سابقًا في إنتاج الصلب الأوكراني..من جانبه، قال رومان أوبيماخ، المدير العام لهيئة المسح الجيولوجي الأوكرانية، إن الحكومة في كييف ما زالت تقيم تأثير الحرب على مواردها المعدنية.