الجمعة 26 ابريل 2024

الأحلام لن تتوقف على هدف

مقالات10-8-2022 | 15:07

أمام شاشة الكمبيوتر، تساءلت ماذا أكتب لفتاة أو شاب عاش أيامًا وليالي طوال معلقاً غده على نتيجة الثانوية العامة.. وكأن أحلامه مرهونة برقم، مجرد.. رقم إن لم يحصل عليه انقلبت دنياه رأساً على عقب.. كيف أقنعه أن الكون لن يكف عن الدوران إن لم يحالفه المجموع للالتحاق بكلية كانت له الهدف والأمل؟

 والغريب أن إعلان نتيجة هذا العام جاء مواكباً لأهم نقلة في حياتي المهنية.. وكأنها مصادفة ربانية لأقص عليكم كيف لصحفية مثلي تخطت الـ50 من العمر، تترك الصحافة الورقية وتنتقل لعالم الصحافة الالكترونية.. وأنا التي قضيت 27 سنة من حياتي معلقة بمصل "حواء" أو بمعنى أدق المجلة النسائية التي تعاملت معها لأعوام طوال باعتبارها حكاية عشق وليس عمل والسلام.

أقول هذا الكلام بمناسبة ما شاهدته من حالات يأس أصابت بعض الشباب الذين لم يحصلوا على النتيجة المرجوة، وبدلاً من التفكير في هدف بديل وقفوا يندبون حظهم العاثر أمام  كلية أغلق مجموعهم بابها في وجههم، ربما أفادت تجربتي طالب في إيجاد كلية بديلة توصله لهدف أحلى، أو طمئنت أما أو أبا وأزالت حزنا مكتوما بين حنايا القلب بعد حرمان فلذة كبدهم من كلية توهموا أن سعادته تكمن في ختم شهادتها.

 ففي عام 1995 التحقت بصاحبة الجلالة "حواء" المدرسة الصحفية التي غيرت مساري بعد أن كان عالمي قاصرا على دنيا المشاعر والوجدان، وفتحت عيني على موضوعات وقضايا أهم سياسة، اجتماع، فن، ثقافة وكل ما يخطر على بال أحد في قاموس الكتابة. وبعد 7 سنوات من الاجتهاد والعمل الشاق بمكافئة رمزية لا تتعدى بضعة جنيهات.. عينت، واستمرت كل مخططاتي مرهونة بمجلتي الحبيبة دون سواها.. فتدرجت في المناصب المختلفة ووصلت لمدير تحرير، وحققت حلم عمري في عام 2012 بتولي مسئولة باب "قلوب حائرة" الخاص بحلول المشاكل الأسرية والعاطفية وظللت أكتبه أسبوعيا حتى تقلصت صفحات حواء في السنوات الأخيرة، ولم يعد منتظماً في النشر، فضلاً عن تفاصيل كثيرة جعلتني أسأل: وماذا بعد؟ فما كان مني إلا أن لملمت أحلامي الورقية واستبدلتها بأخرى إلكترونية.. لم يكن القرار سهلا، لكن الأكيد أن المولى عز وجل لن يخذل أبداً شخص يريد العمل ويأخذه على محمل جد.

فيا كل طالب وطالبة لم يحالفه المجموع للالتحاق بالمرحلة الأولى من التنسيق، إياكم أن تربطوا مستقبلكم بكلية ترونها القمة، فهذه المسميات متغيرة وما كان قمة الأمس أصبح اليوم في آخر قائمة التنسيق والعكس صحيح. أو تعلقوا صلاحية أحلامكم على هدف دون سواه.. فإذا كانت من ينقصها 10 سنوات على التقاعد لا زالت تجدد أهدافها وتحلم، فمن الأولى ألا تكفوا أنتم عن إيجاد قائمة طويلة عريضة من الأهداف البديلة وأنتم في مقتبل العمر.

Dr.Randa
Dr.Radwa