أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن أحد أهم نقاط القوة في اليمن تتمثل في أن المجتمع الدولي بأكمله يعترف بالحكومة الشرعية ويعترف بالجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي في سبيل تسوية الأزمة اليمنية.. مشيرا إلى أن حل أزمة اليمن يتطلب توافر الإرادة السياسية، خاصة وأن الشعب اليمني أرهقته كثيرا هذه الأزمة فضلا عن تداعياتها من ناحية الإرهاب وعدم استقرار المنطقة.
وأعرب المبعوث الأممي في حواره مع جريدة (الأهرام ويكلي) التي تصدر عن مؤسسة الأهرام خلال زيارته مؤخرا إلى القاهرة، عن تقديره لجهود الحكومة المصرية والشعب المصري في استقبال جالية كبيرة من اليمن، مشيرا إلى أنه لم يتوقع أن يصل المستوى إلى رقم يتجاوز الـ100 ألف يمني يستقرون حاليا داخل مصر ويحصلون على العديد من التسهيلات، وما لمسه في هذا الشأن خلال لقائه مع وزير الخارجية سامح شكري وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وقال: "مصر دولة مهمة في المنطقة، واستقرار منطقة البحر الأحمر هو أمر هام جدا بالنسبة لها، وأنا أعول علي دورها ودعمها في مجلس الأمن وأشيد بهذا الدور أيضا".
وجدد المبعوث الأممي دعوته إلى استئناف مفاوضات التسوية للأزمة اليمنية.. مؤكدا أن أفكار الحل وردت كلها في أجواء الحوار بدولة الكويت، باعتبار أن للأزمة جانبين، جانب أمني يتعلق بضرورة انسحاب جماعة أنصار الله (الحوثيين) وتسليم السلاح، فلا يمكن لجماعات خارج الدولة أن تسيطر على مدن ومؤسسات، وجانب سياسي يتعلق بـ "الشراكة السياسية" وأحقية الحوثيين وجماعات الرئيس السابق علي عبد الله صالح في أن يكونوا جزءا من تشكيل أي حكومة مستقبلية، وأن أي حل مستقبلي سيتبلور في هذا الإطار.. لافتا إلى أن أية أمور أخرى تتعلق بمؤسسة الرئاسة وتشكيل حكومة لوقت معين وكيفية التعامل مع الانتخابات المستقبلية هي بمثابة تفصيلات وليست النقطة الجوهرية في الصراع.
واعتبر المبعوث الأممي أن مسار المفاوضات التي بدأت قبل أكثر من عامين تحققت فيه العديد من الأشياء المهمة، من بينها أجواء الحوار بدولة الكويت والدعم الكبير من دول المنطقة لحل الأزمة، والاتفاقيات التي تمت بلورتها ولم يتم التوقيع عليها، وإقناع الحوثيين بالقبول بالقرار الأممي 2216 .. لافتا إلى أن الحوار المباشر في الحروب هو من أصعب الأمور التي يمكن أن تقع.
وأكد المبعوث الأممي أنه لم يرد تضخيم عملية استهداف موكبه التي تعرض لها بمطار صنعاء قبل عدة أشهر لأن الأمر لا يتعلق بشخصه، مشيرا إلى أن هذه المحاولة التي تخرج كلية عن العادات والتقاليد اليمنية الأصيلة، لن تضعف من عزيمته على الاستمرار في عمله، خاصة وأن الشعب اليمني بأكمله يعاني ويتحدى الموت يوميا بشكل مباشر.
وأضاف أنه آسف بصورة أكبر من تلك العملية التي تعرض لها، لعدم التمكن من الجلوس للحديث في مبادرتي (الحديدة) و(السلام) وهو الأمر الأكثر خطورة.. مشيرا إلى أن الحوثيين قاموا بحملة كبيرة ضد هذه الجهود بدون أن يستمعوا إليها من الأساس، وأن هذا ربما قد يعود إلى "القراءة الفاسدة" لدى جماعة "أنصار الله" حول تصوراتهم للمجتمع الدولي وموقف المجتمع الدولي، فنقاط القوة في اليمن تتمركز في أن المجتمع الدولي كله يتحد على قضية اليمن ويعترف بالشرعية ويعترف بالجهود التي يقوم بها المبعوث.
وأكد المبعوث الأممي أن أثر الأدوار الإقليمية في الأزمة، وفي المقدمة منها التدخلات الإيرانية، لا يزال قائما.. موضحا أن "أنصار الله" يعترفون بأنهم حصلوا على مساعدات من إيران، وإن كانوا يقللون من شأن هذه المساعدات.. مشيرا إلى أنه في هذا الإطار قام بزيارة إيران مرتين في مأموريتين، حيث كان "الموقف الرسمي المعلن" من قبل إيران أنها لا تتدخل في اليمن.
وأكد أنه لمس خلال لقائه بوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون وأعضاء من الإدارة الأمريكية في البيت الأبيض ومستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعمهم بكل قوة دول مجلس التعاون واستقرار مجلس التعاون، واهتمامهم بمسألة انتشار الإرهاب وضرورة القضاء عليه.. مشيرا إلى أن عدم الاستقرار الذي تشهده اليمن يجعل الجماعات الإرهابية داخل اليمن أقوى مما كانت موجودة.