أكد الشيخ الخليفة الطيب الجد ود بدر، أن ما يطلبه أهل السودان من أصدقائه في الإقليم الأفريقي والعربي والمسلم والأسرة الدولية هو عونه على تجاوز المرحلة الإنتقالية التي تتأسس فيها شرعية الحكم الانتقالي على التراضي بين القوات المسلحة والقوى السياسية والاجتماعية.
وأوضح الطيب، في كلمته أمام مؤتمر المائدة المستديرة الذي دعا له نداء أهل السودان، والذي انعقد بمشاركة أكثر من 120 حزبا سياسيا و40 مبادرة، وشيوخ التصوف وزعماء القبائل وقادة المجتمع وشباب الثورة والنساء والمهنيين، والسفير حسام عيسى سفير جمهورية مصر العربية ورؤساء وممثلي البعثات الدبلوماسية في السودان ـ أن الشرعية الحقة هى شرعية التفويض الشعبي التي تأتي عبر انتخابات ديمقراطية تعددية نزيهة يختار فيها الشعب قيادته بحرية تامة وشفافية وفق المعايير والضمانات المعروفة دوليا، مضيفا أن شعب السودان يتطلع إلى دعمكم لإنجاز الانتخابات لتحقيق الشرعية وأسباب الاستقرار.
وأكد الطيب أن مشاركة أكثر من 120 حزبا سياسيا و 40 مبادرة والمهنيين تأتي استجابة لصوت وضمير الشعب السوداني المطحون بالأزمات المعيشية ومخاوف عدم الاستقرار وليس لنصرة حزب، أو بحثا عن مغنم، حيث أن الجميع يشارك من أجل الوطن والأخذ بيده من مدارك الفتن والصراعات وخطاب الكراهية والبغضاء.
وقال الطيب إن الطريق نحو ديمقراطية واستقرار السودان هو مصلحة مشتركة للجميع، وستحفظ ذاكرة أجيال الشعب السوداني المسالم الفضل للدول والشعوب التي تعينه على بلوغ تطلعاته في الديمقراطية عبر الانتخابات، مضيفا " ولكن يسوء شعبنا سعى البعض لتمزيق صفه وإحداث الفتنة بين مكوناته، ومن يعرف طبائع السودانيين يدرك بأن الطريق إلى علاقات تبادل المنافع والمصالح معهم لا يكون بالتدخلات الأجنبية المستفزة للضمير الوطني والمنتهكة للسيادة الوطنية ".
وأكد الطيب أن العلاقة بين الشعب السوداني وقواته المسلحة والنظامية ليست علاقة خصومة أو صراع، بل أوجب واجبات الوطنية الحقة، مضيفا أن " كل ذلك يدعوننا جميعا وبدون مزايدات أن نلتف حول جيشنا وقواتنا النظامية دعما ومناصرة والتحاما، حتى نضمن الحفاظ على وحدة الوطن وتماسكه في ظل الأطماع والمهددات الخطيرة التي تحيط ببلادنا ".
وشدد الطيب على أن الشعب والجيش في السودان حماة التحول والتغيير المنشود، وعماد وجود ووحدة وأمان وطننا، مؤكدا ضرورة فرض سيادة حكم القانون على الجميع دون تسييس أو تدخل من أي جهة مهما كانت، واستقلال القضاء والنيابة ، وإقامة العدل، وبسط الحريات العامة ، موضحا أن فرض هيبة الدولة على الجميع هى أسس الدولة الرشيدة، وإلا كانت الفوضى والفتنة والشر المستطير .
ودعا إلى الحفاظ على السلام الذي تحقق عبر اتفاقية جوبا وإستكمال السلام في جنوب كردفان ودارفور، ووضع حد للنزاعات والصراعات القبلية المؤسفة.
وقال الطيب إن واجب نداء أهل السودان أن يواصل جهوده حتى يحدث التعافي والتصالح والتسامح وطي كل صفحات المآسي ورد الحقوق لأهلها وفق قواعد العدالة والمصالحة وجبر الضرر المعنوي والمادي لضحايا الحروب والنزاعات في جميع أنحاء السودان.