هناك الكثير من الأفلام تسببت في إقحام المخرجين والممثلين في دائرة الخلاف، ووصل خلافهم إلى ساحات القضاء، ومنها فيلم "لواحظ" الذي قامت ببطولته الفنانة شادية، ولا يعرف الكثيرون أن الفنانة ماجدة كانت بطلة الفيلم، وبعد أن مثلت عدة مشاهد منه حدث الخلاف .. الأسرار والكواليس نرويها كما جاءت بمجلة الكواكب عدد 14 أغسطس 1956.
بدأ تصوير فيلم "لواحظ" في بداية يوليو 1956 في استوديو جلال، وأثار إسم الفيلم ضجة في الأوساط الفنية في الشهر الأخير، حيث كانت الفنانة ماجدة هي بطلته، وبدأ تصوير الفيلم وبعد عدة مشاهد صورتها ماجدة رأت أن الدور لا يتفق مع طبيعتها ولا يناسب شخصيتها، فالبطلة في الفيلم راقصة في كباريه، وتدبر المكائد في القصة.
انقطعت ماجدة عن الفيلم وطلبت من المنتج والمخرج تعديل الدور لكنهما رفضا .. وهنا لجأ المخرج حسن الإمام إلى الفنانة شادية لتقوم بالبطولة، وفور علم ماجدة بما حدث تقدمت بشكوى ضد حسن الإمام إلى نقابة الممثلين، ولم تكتف بذلك بل شكته إلى القضاء فشكاها حسن الإمام أيضا إلى القضاء.
جرى في نقابة الممثلين تحقيق، وتم الإستماع إلى شهود من الممثلين، بينما تصوير الفيلم يدور بالبطلة شادية .. وأكدت ماجدة أنها لم تمتنع عن تمثيل الدور، فعلى العكس هي تريد أن تضيف بعدا آخر على أدوارها، فقد قامت بالعديد من أدوار البنت الطيبة المظلومة، وهذا الدور يمكنها من إظهار مواهبها والخروج من إطار الشخصيات التي قامت بتمثيلها، والخلاف وقع على تفاصيل تمسكت هي بتغييرها لكن المخرج والمنتج قاما برفضها.
دخلت كاميرا الكواكب استوديو جلال لترصد تصوير الفيلم ببطلته الجديدة الفنانة شادية التي ترقص في الفيلم وتغني أغنية جديدة، ومن كواليس العمل أيضا مشاركة فرقة "الدراويش" في الفيلم، وهي فرقة كونها طالب جامعي من الأسكندرية وهو محمد درويش، والفرقة مكونة من مجموعة من الطلبة ذوي الروح المرحة والدم الخفيف.
يعتز حسن الإمام بهذا الفيلم، فالقصة في رأيه جديدة ولا تقع في يد السينما بسهولة، ويقوم بالبطولة أمام شادية الفنان كمال الشناوي والفنان فاخر فاخر الذي يعتز به كثيرا المخرج حسن الإمام، لأن فاخر كان أحد الأعمدة التي قام عليها نجاح حسن الإمام في دنيا الإخراج السينمائي.
يتم تصوير الفيلم في جو شديد الحرارة، لكن مرح فرقة الدراويش يخفف من وطأة الحر مع المرطبات التي يوزعها المنتج أحمد والي على فريق العمل بين الحين والآخر، ورغم أن حسن الإمام مخرج المبكيات، إلا أن الكواكب أكدت أنه يحب القفشات والتنكيت، وطرحت سرا للقراء حيث قالت أن حسن الإمام كان يعمل في تأليف الأغاني والمونولوجات قبل أن يعمل مخرجا .. وأخذه الحنين إلى مهنته القديمة فقام فقط بتأليف مطالع أغاني الفيلم كلها.
انتهى تصوير الفيلم مع نهاية ديسمبر 1956 وعرض لأول مرة بسينما الكورسال في 28 يناير 1957.