الجمعة 19 ابريل 2024

حكومة رشيدة للجمهورية الجديدة

مقالات15-8-2022 | 21:08

حل 13 وزيراً جديداً مكان آخرين أنهوا مهمتهم، وأشكر القيادة السياسية لأنها أبقت على الدكتور مصطفى مدبولي، رئيساً للوزراء، نظراً للمجهود الكبير الذي حققه منذ توليه المسئولية، فضلاً عن إنه نظراً لوضوحه وصراحته الدائمة بوضعه الحقائق كاملة أمام الرأي العام، اكتسب حب ورضا معظم المواطنين، فضلاً عن نجاحه في عبور العديد من الأزمات الكبرى التي مرت بها مصر، فدولة الرئيس محارب ويرأس حكومة حرب من أجل الوطن والمواطن، ويستحق أن نلقبه بـ"مهندس الإنجازات وقاهر الصعوبات"، فهو متابع جيد لوزرائه دون تحيز، ودائماً يفضل مصلحة البلاد العليا عن أى شىء آخر، فبعد التعديل الأخير أرى أنها حكومة رشيدة تليق بالجمهورية الجديدة، وتلبي طموحات الشعب.

 

تولى مسئولية وزارة السياحة والآثار، خبير مصرفي يتمتع بخبرة كبيرة في مجال الاقتصاد، ويستحق أن نلقبه ب"العقل الذهبي"، فرغم دهشه البعض عن سبب إختيار رجل اقتصاد لوزارة السياحة والآثار، إلا أنني أرى أنه من أنسب وأفضل الإختيارات في الحكومة الجديدة تولي المصرفي أحمد عيسى طه أبو حسين، هذا المنصب، ويعتبر بمثابة هدية من الرئيس السيسي، رئيس الجمهورية، للقطاع السياحي والأثري والعاملين فيه، لعدة أسباب لا تكفي هذه السطور لشرحها.

 

لعل أبرز هذه الأسباب باختصار هو أن الوزير أحمد أبو حسين، رجل محترف إدارة وتخطيط بالشكل الصحيح، وهذا مطلوب لإدارة واستغلال الميزات التنافسية التي تتمتع بها مصر بالشكل الأمثل لتعظيم موارد الدولة، كما أن السياحة تعد مصدراً رئيسياً وأحد أعمدة الاقتصاد القومي ، فهي نشاط اقتصادي مهم يسهم بشكل كبير في الناتج الإجمالي المحلي، ومورد رئيسي لتوفير العملة الأجنبية، فكل ذلك يحتاج عقلية اقتصادية لتحقيق وتنفيذ هذه المهمة بنجاح، ولابد من مساندة الإعلام له وتوضيح سر اختيار القيادة السياسية له لتولي هذا المنصب، حتى يكون لدى المواطن وعي ودراية بالأسباب، فلا يجوز أن نحكم على أحد قبل أن نرى خطته ونعرف رؤيته، ونتابع إنجازاته.

 

كما تم اختيار أحد أكفأ الرجال المخلصون للوطن، وزيراً للتنمية المحلية، وهو اللواء هشام آمنة، وذلك بعد نجاحاته الكبيرة التي حققها في محافظة البحيرة، وكان أبرزها تحقيقه أعلى معدلات تنفيذ ونسب إنجاز للمشروعات القومية في المحافظة، إضافة إلى نجاحه في زيادة استثمارات المحافظة، وتصديه بحزم وإزالة معظم التعديات على أملاك الدولة، وتنفيذ البرامج الرئاسية بكل حزم وبشكل خاص برنامج حياة كريمة، فهو ملقب ب"قاهر الفساد"، نظراً لنزاهته ومحاربته الفاسدين بكل حسم، وسادت حالة من الارتياح والترحيب أروقة المحليات وداووين المحافظات بتوليه المهمة.

 

وأرى أنه من أفضل القرارات، هو إسناد الرئيس حقيبة الصحة للدكتور خالد عبد الغفار، فهو رجل المهام الصعبة، حيث حقق نجاحات كبيرة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وادارة الصحة بحرفيه خلال قيامه بعمل الوزير، حيث نجح في ادارة وزارتين في وقت واحد، ولم يقصر في عمله رغم كثرة الملفات وصعوبة التوقيت بسبب أزمة كورونا.

 

تمكين المرأة، كان حاضراً بقوة في التعديل الوزاري، حيث أسندت حقيبة الهجرة وشئون المصريين في الخارج للسفيرة سها جندي، نظراً لخبرتها الطويلة في التعامل مع ملف المصريين في الخارج، كما إنها تعلم مختلف مشاكلهم، وهي أول سفير مصري سيدة لدولة أيرلندا، وتولت مهمة التفاوض باسم 135 دولة نامية لإنشاء هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وتنوعت مهامها الدبلوماسية ونجحت في أن تكون لها بصمتها الواضحة.

 

كما أن اختيار الدكتورة نيفين الكيلاني، لحقيبة الثقافة، جاء نظراً لمسيرتها الحافلة بالنجاحات، كما أنها ليست بعيدة عن ملفات وأروقة الوزارة، حيث كانت تشغل منصب عميد المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون، وتتمتع بخبرة كبيرة.

 

لم يشمل التغيير، وزير المالية الدكتور محمد معيط، فهو من أنشط الوزراء، وذلك لأنه رغم كل ما تواجهه البلاد من أزمات إلا أنه يسير فى الاتجاه الصحيح، نتيجة خبرته المتميزة، وثقة كبرى المؤسسات والجهات المالية العالمية فيه، كما إنه حقق نجاحات وإنجازات كبيرة في العديد من ملفات الوزارة، وذلك يطمئنا جميعاً على حال البلد ويقتل شائعات الخونة في مقتل التي تروج إلى أن مصر مقبلة على أزمة اقتصادية، فإذا كان هذا الكلام فيه جزء من الصحة، فإن قيادتنا السياسية كانت قامت بتغيير المجموعة الاقتصادية وعلى رأسها وزير المالية.

 

تجديد الثقة في الفريق كامل الوزير، أمر في غاية الروعة، بالنسبة لي شخصياً ولكل الشعب المصري، فالجميع يدعم هذا الوزير المقاتل من أجل الوطن والمواطن، حيث تمكن الرجل من تحقيق أعلى معدلات الإنجاز في مختلف مشروعات الوزارة، وعلى رأسها الشبكة القومية للطرق، وتطوير الموانئ، وتطوير السكة الحديد، فضلاً عن تحقيقه ملحمة وطنية في توسعة الطريق الدائري، إضافة إلى أنه يحسب له كل ما تحقق على أرض الواقع بالنسبة للقطار الكهربائي الخفيف والمونوريل والقطار الكهربائي السريع، كما إنه نجح في تعظيم موارد الوزارة من خلال الإستغلال الأمثل للامكانيات الموجودة بمختلف هيئاتها، فضلاً عن أنه لا ينام سوى 4 ساعات فقط من أجل خدمة الوطن، فهو بحق وزير التطوير، نجح في تحويل التحديات إلى إنجازات، وأعتقد ثقة القيادة السياسية فيه لم تكن من فراغ، بل نتيجة العديد من المواقف والتكليفات التي نجح في تنفيذها بإحترافية.

 

استمرار وزير الشباب و الرياضة، الدكتور أشرف صبحي، دليل واضح على أن الرجل لديه انجازات واضحة فى مجال الشباب و الرياضة، وأن مايحدث من سجالات ومهاترات فى الأوساط الكروية هو شأن اتحادات متخصصة و ليس للوزارة دخل بها، فالرجل بحق لديه من الانجازات مايؤهله لاستكمال مسيرته.

 

ليس من المفترض أن يكون كل من شملهم التغيير سيئين أو مقصرين، فعلى سبيل المثال وزير التنمية المحلية السابق اللواء محمود شعراوي، من أكفأ الوزراء وحقق نجاحات غير مسبوقة وتمكن من تحقيق أعلى معدلات الإنجاز خاصةً في مشروع حياة كريمة، ولكن هناك اعتبارات عديدة، تراها القيادة السياسية، قد لا يراها باقي المسئولين أو المواطنين، تحتم التغيير، كما أرى أن رئيسنا المخلص الشريف، قائد مسيرة التنمية والتطوير، لا ينسى من بذل مجهوداً أو تحمل المسئولية لخدمة الوطن، فكانت تغريدته الطيبة والإنسانية التي تدل على أخلاقه الكريمة قبل إعلان التعديل الوزاري، بتوجيهه الشكر للوزراء الراحلين، فهذه سمة القادة المخلصين، واستراتيجية الجمهورية الجديدة، التي أسسها قائد معركتي البقاء والبناء، لتحيا مصر.

[email protected]