جاءت الرسائل المهمة التى تضمنتها تكليفات الرئيس السيسى للوزراء الجدد.. لتشكل خارطة عمل لتحقيق النجاح، والأهداف المنشودة، ودستوراً شاملاً ومتكاملاً.. يجب ألا يغيب عن عيون وعقول أى مسئول أو مدير عمل لتحقيق التجرد والموضوعية والتفانى والاعتماد على الكفاءات.. دون التورط فى شبهات المجاملات التى تعد فساداً بائناً لا لبس فيه.. واتاحة الفرص أمام الشباب أصحاب القدرات والأفكار والطاقات الخلاقة.. وانتهاج سياسات التدريب والتأهيل المستمر لتحقيق التميز.. ومواكبة العصر.. وغرس روح الإبداع والابتكار بدلاً من النمطية والتقليدية.. ومن أهم وصايا وتكليفات الرئيس للوزراء البحث داخل وزاراتهم والتنقيب فى مؤسساتها وهيئاتها عن الموارد والقدرات لتعظيمها ..والكوادر لصقلها والاستفادة منها.. بدلاً من البحث عن موارد وكوادر جديدة تزيد العبء والتكلفة.. والحرص على التواصل مع المواطنين لترسيخ الوعى واتاحة الحقائق وعرض الجهود والإنجازات.. ومن المهم إدراك المتغيرات والتحديات الإقليمية والدولية، والداخلية أيضاً.. والانتباه بشكل جيد وموضوعى لكفاءة آليات التنفيذ لضمان نجاح التخطيط بحيث تكون آليات واقعية.. حتى لا يحدث التباين بين ما يطرح على طاولة كبار المسئولين وما يتم تنفيذه على أرض الواقع.
خارطة طريق لبلوغ الأهداف المنشودة.. ورؤية متكاملة للتغلب على التحديات
توقفت كثيراً أمام اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسى بالوزراء الجدد عقب أدائهم اليمين الدستورية بالقصر الجمهورى بمدينة العلمين، ووجدت فى تكليفات الرئيس الكثير من الدروس والمبادئ التى ترسخت على مدار 8 سنوات كاملة.. كانت هى أسرار النجاح الذى فاق جميع التوقعات فى تجربة مصر الملهمة للبناء والتنمية والتقدم ومواجهة التحديات وعبور الصعاب والمعوقات.
لم يستغرق الوزراء الجدد وقتاً فى معرفة ما هو مطلوب منهم، أو الطريق الذى يسلكونه من أجل تحقيق الأهداف المنشودة والتى تصب فى مصلحة الوطن والمواطن، فما قاله الرئيس من تكليفات تشكل رؤية شاملة ومتكاملة ليهتدى بها كل وزير ومسئول فى عمله نحو الإنجاز والأفكار الخلاقة التى تصنع الفارق.. فقد أصبحت بين يدى الوزير خارطة طريق ومقومات وأسس النجاح وعليه ان يقرأ كل تكليف جيداً قراءة واعية وذكية ويفتش فى مكنون كل كلمة ليجد فيها مفاتيح الإدارة الناجحة بما يحقق مصلحة الدولة والشعب وبما يرقى لطموحات المصريين ويساهم فى تحقيق إستراتيجيات الدولة وغايتها الكبرى وحماية مصالحها ومقدراتها.
الحقيقة أننى وجدت فى كل تكليف دستور عمل وما أحوجنا جميعاً وليس فقط الوزراء والمسئولين التنفيذيين الرسميين.. ولكن روشتة نجاح وتميز وإدارة ذكية للجميع على مستوى الأشخاص والكيانات والدول أيضاً، لذلك لا يجب ان تمر هذه التكليفات مرور الكرام علينا جميعاً ولكن لابد من التوقف أمامها باستخلاص الدروس ومقومات نجاح أى عمل.. أو كل من يطمح فى بلوغ أهدافه المنشودة.
فى اعتقادى أن هناك مبادئ ودروساً كثيرة فى تكليفات الرئيس السيسى للوزراء الجدد تشكل إطاراً عاماً، ودستوراً متكاملاً لتحقيق النجاح وبلوغ الأهداف فى إطار من الشفافية العالية والموضوعية والأفكار الخلاقة والابتعاد عن النمطية والتقليدية.. فى التالي:
أولاً: الرئيس السيسى شدد على أهمية التحلى بالتجرد والموضوعية والتفاني.. والحقيقة ان الرئيس يجدد التأكيد على هذا المبدأ الذى رسخه على مدار 8 سنوات كاملة فى العمل وإدارة الدولة، بثلاثية التجرد والموضوعية والتفانى أهم ركائز النجاح والتميز وتقوم على التعامل الشفاف والنزيه الذى يتسم بالتجرد والموضوعية والتفانى، فالرئيس السيسى أكد مراراً وتكراراً ان «المجاملة فساد».. والمجاملة هى آفة تنخر فى عظام أى كيان ليسقط حتماً ويعرف طريقه إلى الفشل، فاختيار العناصر الأكثر كفاءة والالتزام بالمعايير الموضوعية فى كل مقومات الإدارة أهم عنصر فى تحقيق الأهداف المنشودة ويؤدى كذلك إلى خلق حالة الرضا والاستقرار والثقة، وإذا استشرت المجاملات عصفت بأى نجاح، فالتجرد والموضوعية فى اختيار كافة أطراف ومقومات الإدارة والعمل أسس حقيقية وركائز حتمية لبلوغ النجاح وتحقيق الأهداف.
الحقيقة أن المواطن المصرى فى عهد الرئيس السيسى اطمأن على موضوعية الاختيار وانتهاء زمن المجاملات والوساطات وسياسات الدم الخفيف أو المصالح المتشابكة.. وعدم اتباع النزاهة والشفافية، ولمس المصريون هذه الحقائق على أرض الواقع.. فالمعيار الحقيقى الذى يحكم العمل أو الحصول على الفرصة هو الكفاءة والقدرة، أو الأكثر كفاءة وجدارة.
ثانياً: جاء التكليف الثانى من الرئيس للوزراء الجدد إضافة قوية لتحقيق النجاح والإنجاز.. حيث أكد الرئيس السيسى أهمية ترسيخ مبادئ الإدارة الموضوعية للوزارات بالاعتماد على الكفاءات والأداء المتميز ومن يبذل أقصى جهد كمنهج إدارة ثابت.. والحقيقة أن هذا التكليف يمثل بالنسبة لإدارة أى عمل أو مسئولية طريقاً صحيحاً نحو الأهداف المنشودة، فالإدارة الموضوعية التى تستند إلى التقييم الحقيقى والشفاف من خلال الاعتماد على الكفاءات دون غيرهم ولا مجال فى ذلك لأى نوع من المجاملة أو اقصاء القادرين على تحقيق النجاح واتاحة الفرص لأنصاف المواهب والكفاءات هذا يشكل خطراً داهماً ليس فقط على تحقيق النجاح ولكن فى بقاء واستقرار أى مؤسسة أو إدارة، لذلك فإن افساح المجال واسناد المسئولية للمتفانين والمخلصين فى عملهم وأصحاب الأداء المتميز ومن يبذلون أقصى الجهود يشكل أهم مقومات النجاح والتميز.
الحقيقة أن تطبيق البندين السابقين من كل وزير ومسئول أو مدير عمل يمثل ويجسد أقصى درجات الإدارة الموضوعية والخلاقة التى لا تجامل ولا تفرط فى معايير التفانى والكفاءة.. وبالتالى فإن الخطر الحقيقى والآفة القاتلة التى تهدد أى نجاح أو تقدم أو بناء هى غياب الموضوعية والاختيار النزيه للعناصر والكفاءات.
ثالثاً: هناك مسئولية كبيرة تقع على عاتق الجميع وهى إدراك طبيعة المرحلة التى يمر بها العالم ومتغيرات دولية شديدة الدقة جاءت من رحم تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية.. وجائحة كورونا وبالتالى أزمة اقتصادية عالمية قاسية وطاحنة وانعكاسات ذلك على الداخل بدول العالم وبطبيعة الحال مصر وهو ما فرض على الجميع رؤى مختلفة والبحث عن رؤى وأفكار مع جهود استثنائية وعمل متواصل والتحلى بإرادة قوية وصلبة وقدرة على التحدى والعطاء فى ظل هذه المتغيرات لايجاد حلول وبدائل، من أجل أن يمضى الوطن فى مسيرته دون توقف أو تراجع.. بما لا يعنى الاستسلام للظروف أو المعوقات أو التحديات أو الصعوبات فلا مجال لذلك طالما أن هناك عقولاً وكفاءات تفكر.. وعلماً يطبق وجهوداً متواصلة تبذل، لذلك كان التكليف الرئاسى الثالث يخاطب الواقع والتحديات القائمة التى يمر بها العالم ومنها مصر، ولابد للوزير أو المسئول أن يدرك هذا جيداً، وأن تكون رؤاه وجهوده منصبة على البحث عن حلول واقعية قابلة للتطبيق واختيار فريق العمل الأكثر كفاءة وقدرة على الإبداع دون الاستسلام لأى حجج أو التعليق على شماعات الظروف.
رابعاً: الرئيس السيسى أكد فى تكليفاته للوزراء الجدد على نقطة مهمة ربما تلامس واقع بعض المؤسسات، وهى قبل البحث عن موارد وكوادر إضافية على الوزير أو المسئول أن ينظر داخله أقصد الوقوف بدقة على كافة أدوات وإمكانات وزارته والمؤسسات والهيئات التابعة لها، وحسن إدارتها لتعظيم نتاج وناتج تلك الإمكانيات وتطوير أسلوب عملها بهدف تحقيق أقصى استفادة وعائد ممكن، وهنا أضع يدى على نقاط مهمة هى:-
- ربما يتورط الوزير أو المسئول فى البحث أو ضم موارد أو كوادر جديدة.. تزيد من الإنفاق والتكلفة وهو لا يدرك ان بداخل وزارته ومؤسساتها موارد كثيرة وكوادر يمكن الاستفادة منها وتعظيمها والوقوف على ماهيتها وتحويلها إلى أرقام إيجابية، وربما يكون لديه كوادر لم يعرفها ولم يضع يده عليها، بالإضافة إلى وجود كوادر تحتاج لتدريب وتأهيل وقابلة للتطور ومواكبة الإدارة الحديثة ورفع قدراتها وإمكاناتها وبالتالى يستفيد منها فى العمل ويوفر تكلفة الاستعانة بكوادر جديدة من الخارج بمعنى أن التدقيق والنظر إلى ما هو موجود ومتاح داخل الوزارات يحتاج إلى حصر وتقييم حقيقى وبالتالى إيجاد الحلول له وكيفية تعظيمه وتجويده.. لكن الطريق السهل والمكلف والذى يمثل عبئاً هو التسرع فى إضافة موارد وكوادر من الخارج رغم أن الحلول والإمكانات موجودة بداخل الوزارة ومؤسساتها وهيئاتها.
الأمر المهم أيضاً أن النظر والتدقيق فى داخل الوزارات وما يتبعها من مؤسسات وهيئاتها يضع يد الوزير على إمكانات وقدرات مهدرة لا يتم الاستفادة منها أو أن هناك مميزات نسبية مدفونة تمثل قيمة مضافة نحو النجاح وتحقيق الأهداف فإدراك طبيعة الأزمة العالمية والمتغيرات الدولية يدعونا إلى الترشيد.. وهو ما يفرض علينا النظر بتعمق إلى ما نملكه وما بين أيدينا سواء من موارد أو كوادر وتعظيمها وتأهيلها بما لا يؤدى إلى تراجع العمل والإنتاج ومعدلات الإنجاز.
خامساً: هناك تكليف للرئيس السيسى للوزراء يشكل منهجاً ثابتاً ومبدأ حاكماً لأى نجاح وهو استشعار التقدم الهائل فى هذا العصر وهذا يستلزم تطوير برامج التدريب والتأهيل ورفع قدرات الموارد البشرية من الشباب المتميز، خاصة أنهم الكتلة الواعدة التى تتميز بالكفاءة العملية والذهنية والقدرة على إنتاج الأفكار للتعامل مع مختلف القضايا بشكل خلاق ومبتكر بعيداً عن التقليدية.
فى اعتقادى أن هذا التكليف يجسد قضية محورية مهمة للغاية، فالرئيس السيسى يضع الشباب على رأس أولوياته ويوليهم اهتماماً كبيراً ينبع من إيمان راسخ بقدراتهم، وثقة فى نجاحهم.. كذلك فإن الأفكار الخلاقة تصنع النجاح والتميز وتسهم فى حل المشكلات واختصار الوقت والجهد.
الحقيقة أن هناك دولاً فقيرة فى مواردها الطبيعية وثرية بمواردها البشرية.. لذلك تشهد تقدماً كبيراً بفضل الأفكار الخلاقة والسهلة التى تدر عوائد هائلة تمثل موارد وثروات للدول بمئات المليارات.
كذلك لا بد من اتخاذ سياسات التدريب والتأهيل ورفع الكفاءة والقدرات منهجاً ثابتاً لصنع الفارق، وتحقيق النجاحات من خلال الحرص على مواكبة العصر، وهو ما شدد عليه الرئيس السيسى ليترسخ كسياسة وعملية ثابتة ومنتظمة فى كل أجهزة الدولة، وهو ما كنا نفتقده خلال العقود الطويلة الماضية، خاصة عندما تدرك أن هناك موظفين أمضوا حياتهم الوظيفية كلها دون الحصول على دورة تدريب أو تأهيل واحدة، وهو ما أدى إلى تقزم الإدارة والغرق فى الروتين والنمطية والتقليدية وغياب الإبداع والابتكار والابتعاد عن مواكبة روح العصر وهو ما أدى أيضاً إلى ترهل الجهاز الإدارى للدولة خلال العقود الماضية، لذلك فإن حالة التجمد وعدم التطور تشكل (آفة) خطيرة على عملية التقدم وتحقيق النجاح وبلوغ الأهداف.. من هنا وضعت الدولة المصرية من خلال تكليفات وتوجيهات الرئيس السيسى يدها على مكمن الخطر.. وأرست قواعد مجاراة ومواكبة العصر ومتطلبات النجاح وتحقيق الأهداف من خلال تدريب وتأهيل مستمر على أحدث وأرقى مستوى.
سادساً: الرئيس السيسى لا يتوقف عن التأكيد على أهمية التواصل المستمر مع المواطنين لأن ذلك فى اعتقادى يضع المواطن دائماً أمام الحقيقة، ويزيد من مسئوليته الوطنية.. ويعرض له تفاصيل الواقع، ويبنى وعياً عميقاً لديه، وبانتشار هذا الوعى تستمر عملية البناء وتفشل كل محاولات التزييف وحملات الأكاذيب خاصة أننا أمام تحديات دولية وإقليمية وداخلية تواجه الدولة المصرية لذلك لابد أن يكون المواطن على دراية كاملة وفهم صحيح بما يجرى ويحدث من حوله من أحداث ومتغيرات.
الأمر المهم فى تواصل المسئول أو الوزير مع المواطنين، هو إيصال حجم الجهود والإنجازات والتطورات الهائلة، والمعدلات الفارقة فى مجال التنمية الشاملة التى تشهدها مصر فى جميع ربوعها وفى مختلف المجالات والقطاعات.
التواصل هو ركيزة الوعي، وعرض الحقائق هو صمام الأمان فى مواجهة الوعى المزيف لذلك لا بد أن ينتبه الوزراء الجدد والمستمرون إلى هذه الحقائق وإدراك أهمية التواصل مع المواطنين سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال الإعلام الوطنى.. ليعرف المواطن حجم الإنجازات والتحديات ويطلع على الحقائق فى مواجهة الأكاذيب أو حتى لرفع الروح المعنوية وتعظيم المسئولية الوطنية لدى المواطن.
- يقيناً الرسائل التى أكد الرئيس السيسى فى تكليفاته للوزراء الجدد تعد مبادئ مهمة للغاية وخارطة لإدراك النجاح، واستدعاء للإرادة الصلبة المرتكزة على الأفكار الخلاقة وتوظيف واستغلال الإمكانات والقدرات والكوادر الداخلية وتعظيمها وإعادة تدريبها وتأهيلها والمساهمة فى بناء الوعى والتحلى بالتجرد والموضوعية والتفاني.. وإتاحة الفرص للشباب صاحب الكفاءة والقدرات الخلاقة، وإدراك طبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية والتحديات المحلية.
كل ذلك يشكل رؤية شاملة تجسد دستور عمل للوزراء الجدد بالشكل المباشر ودستور عمل لنجاح أى مسئول.. وفى اعتقادى ان الوزير أو المسئول لا بد أن يضع أمامه وباستمرار هذه التكليفات التى ستؤدى بطبيعة الحال إلى تحقيق النجاح، ولا يجب أن تغيب عن عيون الوزراء المستمرين والجدد، ولا على أى مدير عمل لأنها الطريق الوحيد إلى تحقيق الأهداف وتمثل جل الشفافية والنزاهة والموضوعية والقدرة على التحدى والإبداع والابتكار الذى يصنع الفارق ويحل المشكلات ويقودنا إلى الاستقرار والرضا والثقة والتقدم.