الخميس 2 مايو 2024

متى يعود الشباب للقراءة؟


صابر سكر

مقالات18-8-2022 | 12:32

صابر سكر

القراءة نشاط يقوم به الإنسان، وهي عملية معرفية تستند على تفكيك رموز تسمي حروف لتكوين وإيضاح المقصود والوصول إلى مرحلة فهم وإدراك المقصود من الكاتب وكتابته.

وصفها الكاتب الراحل عباس محمود العقاد: تتيح للمرء أن يحيا أكثر من حياة، فهي تعزز مكتسباته وتدعم خبراته وتتيح للإنسان انفتاحاً على عوالم وآفاق معرفية ومعلوماتية جديدة .

والقراءة من أهم الوسائل التي نغفل عنها رغم أنها هي التي تنقل إلينا ثمرات العقل البشري ومنجزاته وتربي المشاعر الإنسانية، ومن ثم تحتل مكانة متميزة بالنسبة للثقافة كما تشكل ركيزة هامة وأساسية من ركائز المعرفة على الرغم من منافسة وسائل الإعلام والفيسبوك ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي، فالمادة المكتوبة تقدم المعارف الثابتة التي يستطيع الشباب الرجوع إليها وقتما يشاء، وكما يستطيع التحكم في الوقت والجهد التي يحدده للقراءة مما يمنحه القدرة علي التركيز والاستفادة والتفكير والتأمل والتخيل وتنمية الثروة اللغوية لدى القارئ  .

وتساعد القراءة في توسيع وتنمية خبرات الشباب وتفتح أمامه أبواب المعرفة وتحقق له شغل أوقات الفراغ والمتعة والتسلية وتهذب مقايس التذوق لديه وتساعده على حل مشكلات الحياة، كما أنها تسهم في الإعداد العلمي له وتحقق التوافق النفسي والاجتماعي والتميز أمام الآخرين، سواء في الحياة  العائلية أو العامة والاجتماعات وفي الندوات والمؤتمرات، تجعل لدى الإنسان حصيلة لغوية تساعده على التعبير السليم والصادق مما يجعل للمتحدث قبول لدى الآخرين، من هنا تبدو الحاجة ماسة إلي الرجوع الي القراءة لتنمية العالم وللوقوف على أسباب العزوف عن القراءة لدى الشباب من الممكن أن نحدد مجموعة منها على سبيل المثال:

- عدم التعود على القراءة.

فإن معظم الشباب يكتفون بقراءة المقررات الدراسية يلخصون ويحفظون للنجاح والتفوق الدراسي فقط، فتكون قراءتهم قليلة وخفيفة بقصد الحفظ لا للمعرفة والثقافة.

وكذلك عدة عوامل واقعية منها الظروف الاجتماعية والاقتصادية وتمثل عبئا ثقيلا على الشباب منها الجو في المنزل لا يساعد على القراءة، حيث ضيق المسكن وكثرة عدد المقيمين فيه، وقلة النقود اللازمة للحصول على الكتب، عدم توافر وقت للفراغ الكافي لمزاولة القراءة، وقد اضطر معظم الناس إلى العمل أكثر ساعات اليوم لمواجهة متطلبات المعيشة ومن ثم لم يعد الوقت متاح للقراءة.

 

- قصور الخدمات المكتبية.

وهذا السبب مهم جدًا لأنه يتعلق بمدى توفير المواد المقروءة في المكتبات العامة التي تقدم خدمتها للجمهور والشباب وأصبح لها رسوم مفروضة للدخول بجانب أنها لا تتوافر إلا في المحافظات الكبرى مثل مكتبة الإسكندرية، ويعجز معظم الشباب عن السفر لأسباب كثيرة منها انخفاض الدخل .

- نقص المواد المقروءة وقصورها من حيث الشكل والمضمون وعدم توافر المطبوعات التي تهم الشباب .

- منافسة وسائل التواصل الاجتماعي

الفيسبوك وصفحات التواصل الاجتماعي والتي تعرض مواد مشوقة للشباب وفيديوهات مرئية ومسموعة، مما كان لها أثر خطير جدًا في عزوف الشباب عن القراءة.

ونرى لمواجهة تلك الظاهرة الخطيرة التي تهدد المعرفة والثقافة، لابد من محاولة البحث لمعرفة دوافع الشباب للقراءة ومنها على سبيل المثال (توسيع المعرفة- المساعدة على التحصيل- إشباع هواية القراءة- إتقان المعرفة ورفع مستوى كفاءة الفرد اللغوية- شغل وقت الفراغ- زيادة فهم الشباب للإنسانية وتهذيب النفس- جذب الآخرين من خلال الأحاديث الجيدة- متابعة الإنجازات في كل النشاطات "رياضي، تجاري، فني، اجتماعي").

 

وبناءً على كل ما سبق نستطيع من خلال معرفه دوافع الشباب للقراءة نحدد بعض المقومات التي من الممكن أن تساعد في رجوع الشباب إلي القراءة وهي:

1- تنوع المواد المقروءة والمؤثرة والموضوعية التي تهم الشباب في الوقت الحاضر.

2- تنمية العادات القرائية لدى أبنائنا منذ الصغر واهتمام الأسر بذلك بجانب المؤسسات التعليمية بالمدارس وليكن من خلال إضافة مادة تسمى مثلا طرق البحث في المكتبات وتدريسها من الفصل الخامس الابتدائي وتستمر حتى المرحلة الثانوية حتى نعودهم على البحث والمطالعة في أمهات الكتب ومعرفة أهمية القراءة عمليًا.

3- توفير المصادر للمواد المقروءة في كل مكان وبأسعار تناسب الظروف المالية للشباب.

4- توافر أماكن للقراءة بدون مقابل وتحسين الخدمة لهم أثناء وجودهم بتلك الأماكن.

5- التوسع في إنشاء المكتبات العامة وبدون رسوم.

6- الدعوة والإعلان بأهمية القراءة بوسائل الاتصال المختلفة.

7- الاهتمام بتلك الظاهرة من خلال تكليف أساتذة الجامعات بعمل أبحاث واستمارات بحثية توضح لنا مدى انتشار الظاهرة وخطورة استمرارها علي الشباب والمجتمع ومدى إمكانية سرعة العودة بمجتمعنا للقراءة.

Dr.Randa
Dr.Radwa