تحل اليوم الذكرى الـ 98 على ميلاد الكاتب الصحفي الكبير أنيس منصور، الذي عُرف بكتاباته الفلسفية من خلال إصداراته المتعددة، بجانب ذلك كان أنيس منصور مهتمًا اهتمامًا ملحوظًا بقضية الشباب وفكرة الشباب ومشكلاتهم في المطلق، وهذا ما سنجده في العديد من إصداراته عنهم وربما يكون أشهرها كتاب «شباب شباب» وهو عبارة عن مجموعة مقالات يتحدث فيها أنيس منصور عن هموم ومشكلات الشباب داخل مجتمعهم، والفجوة الكبيرة بين الذي يحلم به الشاب وبين الذى يريده وبين قدرته وبين إرادته والتي يتولد عنها غضب وتمرد على المجتمع.
صعب على الشباب معرفة نفسه
وصفَ أنيس منصور مشكلة الشباب في العديد من لقاءاته الصحفية والإعلامية على أنها أهم مشكلات الساعة المطروحة في المجتمع دائمًا وأبدًا، وأن الشباب أصبح من الصعب عليه معرفة نفسه في ظل العولمة والتكنولوجيا التي يتجه إليها العالم.
آراء الشباب فيما كتبت كانت مغايرة لتوقعاتي
وقال أنيس منصور في حوار مع صفية ناصف، نشرته مجلة حواء في 15 فبراير من عام 1992، العدد 1847، أنه عندما أصدرت مجموعة كتبي التي تتعرض لمشكلات الشباب، كنت أتصور بأن هذه الكتابات تعالج مشكلات الشباب، وأشار أنه كان حريصًا على تلقي رسائلهم لمعرفة آرائهم، لكن آراء الشباب فيما كتب كانت مغايرة لتوقعاته، لدرجة أنه فكر في إعادة طرح هذه المشكلات بعد مناقشتها مرة أخرى مع نفسه.
وأوضح «منصور» أنه كان يعتقد بأن أهم المشكلات التي يتعرض لها الشباب من وجهة نظره، نقص القيم الأخلاقية والدينية، لكن بعد أن اطّلع على خطاباتهم وآرائهم توصل على أن تشخيصه لهذه النقطة تحديدًا ليس صحيحًا.
وكانت آلام الشباب ومشكلاتهم ومعاناتهم في الشارع هي التي كانت تحرك أنيس منصور في تسليط الضوء عليها والكتابة عنها، وقال: «لا تزال فكرة محو أوجاع الشباب تحركني بل وتؤلمني».