الإثنين 20 مايو 2024

الآيات الكونية في القرآن الكريم.. موضوع خطبة الجمعة اليوم

صلاة الجمعة

تحقيقات19-8-2022 | 11:25

أماني محمد

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم تحت عنوان: "الآيات الكونية في القرآن الكريم"، داعية جميع الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية.

خطبة الجمعة اليوم

الآياتُ الكونيةُ في القرآنِ الكريمَ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابهِ الكريمِ: {سَنُرِيهِم آياتِنَا في الآفاقِ وفي أنفسِهِم حتَّى يَتبيَّنَ لهم أنَّهُ الحَقُّ}، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:

 

فإنَّ المتأملَ في القرآنِ الكريمِ يجدُهُ حافلًا بالآياتِ الكونيةِ التي تدلُّ على طلاقةِ القدرةِ، وكمالِ الحكمةِ، وبديعِ الصنعةِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {صُنْعَ اللهِ الذي أتقنَ كلَّ شيءٍ}، فالكونُ كلُّهُ شاهدٌ على عظمةِ الخالقِ سبحانَهُ ووحدانيتِهِ، وإنَّمَا ينتفعُ بآياتِ اللهِ الكونيةِ أهلُ العقولِ الراجحةِ والبصائرِ النافذةِ، فيزدادُ إيمانُهُم، ويعظمُ يقينُهُم، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} ويقولُ سبحانَهُ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.

ومِن آياتِ اللهِ الكونيةِ السماواتُ ذاتِ الجمالِ والكمالِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ}، ويقولُ سبحانه: { ٱلَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍۢ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِى خَلْقِ ٱلرَّحْمَٰنِ مِن تَفَٰوُتٍۢ}، ويقولُ تعالى:{وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَٰهَا بِأَيْيْدٍۢ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}، ويقولُ سبحانه:{وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا ۖ وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ}.

ومِمَّا زينَ اللهُ سبحانَهُ بهِ السماءَ، تلكَ الشمسُ التي جعلَهَا اللهُ سراجًا وهاجًا، تدفئُ الأجواءَ والبحارَ، وتسيرُ بانتظامٍ بديعٍ، والقمرُ الذي جعلَهُ اللهُ ضياءً منيرًا، وقدّرَهُ منازلَ لنعلمَ عددَ السنينَ والحسابَ في نظامٍ دقيقٍ لا يتخلفُ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ:{ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}.

والمتأملُ في خلقِ الأرضِ وما فيهَا مِن آياتِ اللهِ يدركُ تمامَ قدرتهِ سبحانَهُ وحكمتهِ، حيثُ جعلَهَا سبحانَهُ قرارًا لا تميلُ ولا تضطربُ، ومهدهَا لخلقهِ، وسلكَ لهُم فيهَا سُبلًا، وجعلَ فيها رواسِيَ مِن فوقِهَا وباركَ فيهَا، وقدرَ فيهَا أقواتَهَا، وجعلَهَا ذلولًا ليمشِي الناسُ في مناكبِهَا ويأكلُوا مِن رزقهِ سبحانَهُ، كما أنشأَ فيها سبحانَهُ البساتينَ، وصنوفَ الطعامِ المختلفة التي تُسقَى بماءِ واحدٍ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ :﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾، ويقول سبحانه: {وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنَّكَ تَرَى ٱلْأَرْضَ خَٰشِعَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ۚ إِنَّ ٱلَّذِىٓ أَحْيَاهَا لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰٓ ۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ }، ويقول تعالى: { وتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ }، وقد أكدَ العلمُ الحديثُ كلَّ ما جاءَ في النصوصِ الكريمةِ مِن اهتزازِ جزيئاتِ حبيباتِ التربةِ عندَ نزولِ الماءِ عليها، فمَن الذي علَّمَ سيدنَا محمدًا (صلَّى اللهُ عليه وسلم) ذلك قبلَ أكثر مِن ألفٍ وأربعمائةِ عام؟ إنَّه ربُّ العالمين ولا أحدَ سواهُ.

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنَا محمدٍ (صلَّى اللهُ عليه وسلم) ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين. لا شكَّ أنَّ الآياتِ الكونيةَ الدالةَ على بديعِ صنعِ اللهِ (عزَّ وجلَّ) في خلقِ الإنسانِ مِمَّا يدلُّ على وجودِ الخالقِ سبحانَهُ وقدرتهِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {لقد خلقنَا الإنسانَ في أحسنِ تقويمٍ}، ويقولُ سبحانَهُ: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}، ويقولُ تعالى: {يا أيُّها الإنسانُ ما غرَّكَ بربِّكَ الكريم * الذي خلقَكَ فسواكَ فعدلكَ * في أيِّ صورةٍ ما شاءَ ركّبَك}، ويقولُ سبحانَهُ: {بلَی قادرينَ على أنْ نُسويَ بنَانَه}، وخصَّ البنانَ دونَ سواه؛ لأنَّ في تكوينِ البنانِ وبصمةِ الإصبعِ آيةً مِن آياتِ اللهِ (عزَّ وجلَّ) في الخلقِ، في عدمِ تماثلِ تكوينِ البنانِ في أيِّ شخصين منذُ أنْ خلقَ اللهُ سبحانَهُ الأرضَ ومَن عليهَا إلى أنْ تقومَ الساعةُ.

 

خطب الجمعة في شهر صفر

وقدد أعلنت وزراة الأوقاف موضوعات خطب شهر صفر ١٤٤٤ هـ، وهي: د

الجمعة الأولى من صفر : ٢ سبتمبر ٢٠٢٢م - آيات الاعتبار في القرآن الكريم.

الجمعة الثانية من صفر  : ٩ سبتمبر ٢٠٢٢م - التحذير من الغفلة والبغتة في القرآن الكريم.

الجمعة الثالثة من صفر : ١٦ سبتمبر ٢٠٢٢م - حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة.

الجمعة الرابعة من صفر  : ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٢م - أهل الاستجابة في القرآن والسنة.