التعديل الوزاري الأخير جاء مفاجئًا للكثيرين، لكن في رأيي أن هذا التعديل كان هامًا جدًا وضروريًا، وكما عودنا الرئيس عبدالفتاح السيسي، فإن قراراته تهدف لتطوير الأداء الحكومي في الملفات الخدمية والإدارية، وأن أي خطوة يخطوها هي في صالح الشعب، ومن أجل هذا الوطن، فالعديد من الحقائب الوزارية كانت شاغرة، وكنا نحتاج إلى دماء جديدة في وزارة الدكتور مصطفى مدبولي، التي تتميز بالتحديث والكفاءة مع الاستقرار، والموازنة بين التخطيط للتنمية المستدامة وبين حاجة المواطن البسيط .
أعرف أن المهمة صعبة والتحديات كبيرة، لكنها بحجم الآمال والطموحات التي يتوقعها المواطنون، ففي التربية والتعليم، أعتقد أن هناك ما يمكن أن يبنى عليه، بشرط أن يقتحم الوزير مكامن معوقات التطوير في دهاليز الوزارة التي يعرف دروبها العميقة، ولازالت "الثانوية العامة" وتغول أصحاب المدارس الخاصة هي التحدي الرئيسي، أما وزارة الري والموارد المائية، فعليها مواصلة السعي لتنويع مصادر المياه، وتوسيع اكتشافات المياه الجوفية؛ لرسم خريطة تنموية جديدة لمصر، وفي وزارة الصحة تداعيات كورونا ليست جديدة على الوزير، إلى جانب ملف التأمين الصحي، وكرامة المواطن هي الأولى بالرعاية في الجمهورية الجديدة!
أما التعليم العالي، فلديها معادلة الحفاظ على مجانية التعليم لا يعني الجمود وترك الحبل على الغارب للجامعات الأهلية والخاصة، وفي الهجرة ما بدأته الدكتورة نبيلة مكرم مقدمة جادة تثبت أن مصر تستطيع رغم أن قانون الهجرة الجديد لازال فريضة غائبة، وأمام السياحة والآثار بداية مناسبة في الافتتاح الوشيك للمتحف المصري الكبير؛ لاستعادة عافية السياحة في مهد الحضارة الإنسانية.
وفي التجارة والصناعة، نحتاج حوافز لتشجيع تدفق الاستثمارات والعملات الأجنبية لمصر، مع ابتكار أساليب أكثر كفاءة لتشجيع الصناعة الوطنية وتحقيق فائض للتصدير، وهي نفس المعادلة المطلوب حلها من وزير الطيران، فأمامه تأمين سلامة الطيران داخل المجال الجوي المصري، وفقًا للمستويات العالمية، وهو مطلب لا ينفصل عن وضع قواعد ونظم سلامة وأمن الطيران المدني، وفي القوى العاملة، كرامة العامل نقطة البداية لتحقيق شروط العمل العادلة.
وفي الثقافة لدينا كنز لا يفنى، اسمه أدباء الأقاليم ينتظر من يضيفه لقوة مصر الثقافية الناعمة!.
أما التنمية المحلية، فمهمتها اقتحام ملفات الفساد والبناء على مبادرة حياة كريمة؛ لتكسب قلوب ٦٠ مليون مصري، وفي قطاع الأعمال العام، نجاح الوزير في إدارة ميناء القاهرة الدولي مؤهل طيب للنجاح في إدارة استثمارات الدولة، أما الإنتاج الحربي فجميعنا يعرف أهمية تطوير وتحديث مصانعها؛ لتبقى منتجاتها ضيفًا جديرًا بالثقة في كل بيت.