الخميس 16 مايو 2024

معيدتان من ذوي الهمم ترويان قصة تفوقهن الدراسي لـ«دار الهلال»

الدكتور منصور حسن رئيس جامعة بني سويف يستقبل المعيدتين لتهنئتهما

سيدتي22-8-2022 | 17:11

علا باهي

لأول مرة تٌعين جامعة بني سويف معيدتين من ذوي الهمم "إعاقة بصرية" بكلية علوم ذوي الاحتياجات الخاصة ، وذلك منذ إنشائها عام 2016 .. "بوابة دار الهلال" التقت بالمعيدتين وسألتهن عن قصة كفاحهن وإليكم التفاصيل..


روت المعيدة شيماء فوزي بكلية "علوم ذوي القدرات الخاصة "،جامعة بني سويف، والأولى على دفعتها، قصة نجاححها، قائلة: "لا أنكر معاناتي النفسية في الصغر، حين كان الكثيرون يحاولون إثبات "أني منفعش في أي حاجة " وأن المكفوفون عموما "ملهمش وجود"، لكن كان عندي رضا تام وثقة ويقين بالله، وإيمان بالذات،فتغلبت على يأسي وكتبت أحلامي كلمة كلمة  مرددة "لابد وأن أرسم من الصعوبات حلما ومن الحلم واقعا أسعى لتحقيقه"..

واستطردت حديثها:  في مرحلة الثانوية واجهت تحديات كثيرة منها تأخر الحصول على كتب الوزارة وصعوبة الاستذكار، فتغلبت على ذلك واستعنت بكتب خارجية، عازمة على استكمال الطريق والبحث عن المعلومة حتى ولو في مكان آخر.

وتابعت : كانت أختي تساعدني في إملائي للكتب  لكافة المناهج من الظهيرة وحتى الثالثة فجرا،لأحولها لطريقة برايل، وأحصل بعدها على المرتبة الأولى على مستوى مدارس النور للمكفوفين والرابعة على مستوى الجمهورية.

ثم انتقلت إلى الجامعة ولم تكن كلية "علوم ذوي القدرات الخاصة " هى حلمي، فشجعتني أمي علي الالتحاق بها، وحصولي في السنة الأولى على الترتيب الأول، وهو ما أعطاني طاقة إيجابية خلال سنوات الدراسة، وأحسست "أني استطيع أن أكون " وذلك رغم صعوبات دراسية أهمها عدم إتاحة مرافق الطريق، ومرافق الامتحانات غير مؤهلة، حيث لا يوجد بالكلية مصححين لطريقة برايل، وأيضا مشكلة تحويل الكتب لورد وطبعها لبرايل، لكن مع الإصرار على النجاح تغلبت على كافة الصعوبات وتخرجت بتفوق.. ليصدر قرارا من مجلس جامعة بني سويف في 30 مارس الماضي بتعيين الأول والثاني،لأستلم العمل في 17 أبريل 2022، وأشعر بالنجاح الحقيقي.

أما  المعيدة ميار سامي، والتي جاء ترتيها الثاني على الدفعة بتقديرعام امتياز مع مرتبة الشرف الأولى فلها حكاية مختلفة ترويها: " ولدت مبصرة، لا أعاني أية مشاكل في الرؤية، والتحقت بمدارس عادية، ثم بدأ نظري يضعف تدريجيا خلال مرحلة الإبتدائي والإعدادي، وهو ماجعل المذاكرة لا تتم إلا في ظروف فيزيقية معينة كضوء الشمس والإضاءة العالية والخط الكبير، حتى ذهب عني البصر تماما في الصف الثالث الثانوي، وفقدت القدرة على القراءة المبصرة.

وكانت تلك هى المرحلة الفارقة ونقطة التحول، وكان علي أن أثبت ذاتي، والطريق الوحيد أمامي هو طريق العلم، فغيرت طريقة المذاكرة واعتمدت السماعية، وعلى إثرها واجهت الكثيرمن الصعوبات، ومنها عدم الاعتيادعليها، وإمكانيات الموبايل المحدودة،وأنها تتطلب الكثيرمن الوقت والجهد والهدوء التام، بالإضافة إلى معاناة تحويل المواد الدراسية المرئية إلى مسموعة، فقاومت حتى حصلت على مجموع 93% في الثانوية العامة وألتحقت بالكلية بعد توجيهات من أختى وأمي.

واستكملت حديثها: في البداية كان الأمر صعبا، فلا يوجد مرافق للطريق، وما لاقيته من مضايقات المحبطين والمشفقين مثل " إيه يا بنتي اللي جابرك على كده.. ما تقعدي في بيتك أحسن ..." إلا أني كنت أواجه هذا بالتجاهل والثبات الانفعالي. مرددة في نفسي " الحياة عبارة عن مغامرة جريئة .. أريد أن أترك بصمة في المجتمع وتأثير في الناس.. ".

وبالفعل، تخرجت بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وعينت معيدة، وأتمنى أن أصبح دكتورة ملهمة لطلابي وأساعدهم بخبرتي وتجربتي".


في نهاية اللقاء توجهت المعيدتان شيماء فوزي و ميار سامي بأسمى معاني الشكر والعرفان إلى الدكتورهيثم ناجي عبد الحكيم جلال مدرس الإعاقة البصرية في الكلية، والذي كان بمثابة الأب الروحي والمشجع والداعم لهما خلال رحلتهم الدراسية المكللة بالنجاح .