أدى عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين من أهالي القدس المحتلة، اليوم صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وفي الشوارع والطرقات أمام أبواب الأقصى، وعلى بوابات القدس القديمة، والساحات والميادين، والأحياء المتاخمة لسور القدس كوادي الجوز، والمُصرارة، و راس العامود.
وكان الاحتلال حوّل القدس إلى ثكنة عسكرية، وفرض قيودا مشددة على دخول المواطنين للمسجد الأقصى، ومنع من تقل أعمارهم عن الخمسين عامًا من دخول القدس القديمة والصلاة بالمسجد الاقصى، في الوقت الذي دفع فيه بالمزيد من عناصر وحداته المختارة والخاصة و"حرس الحدود"، وأغلق القدس القديمة، وغلافها الذي يمتد من راس العامود وحي وادي الجوز والصوانة والشيخ جراح، فضلا عن إغلاق المنطقة الممتدة من باب العامود (أحد أشهر أبواب القدس القديمة) مرورا بشارع السلطان سليمان وباب الساهرة وشارع صلاح الدين وصولا إلى باب الأسباط وحي وادي الجوز.
وشملت إجراءات الاحتلال تحليق طائرة مروحية ومنطاد استخباري في سماء المدينة، فضلا عن نصب المتاريس على أبواب القدس القديمة، وحواجز عسكرية وشرطية في شوارع وطرقات المدينة، بالإضافة إلى تسيير دوريات عسكرية راجلة ومحمولة وخيالة وسط المدينة، وأخرى راجلة ومدججة بالسلاح داخل القدس القديمة.
وقال مراسل "وفا" في القدس ، إن المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين ألقى خطبة الجمعة في الأقصى، وركز فيها على المسجد الأقصى المبارك، في حين أدى عشرات الآلاف من المصلين الجمعة في حي وادي الجوز وصولا إلى حي الصوانة، وشارع صلاح الدين، وباب الأسباط وصولا إلى الجثمانية، وباب الساهرة وباب العامود وحي المُصرارة التجاري.
ولأول مرة يقيم المواطنون من سكان بلدة سلوان جنوب الأقصى صلاة جمعة حاشدة على بوابة المغاربة (من أبواب القدس القديمة) وهو الباب الذي خصصه الاحتلال لدخول المستوطنين إلى باحة حائط البراق (الجدار الغربي للأقصى).
كما أُقيمت صلاة حاشدة في باب الخليل، وهي المرة الثانية التي تقام فيها الصلاة في هذه المنطقة، علماً بأن باب الخليل هو الأقرب إلى غربي القدس المحتلة ولطالما أجرى الاحتلال فيه أعمالاً تهويدية، في الوقت الذي تظاهرت فيه مجموعة من المستوطنين في المكان وهي تحمل أعلام الاحتلال لاستفزاز المصلين.
وفي باب الأسباط ووادي الجوز على وجه التحديد، وفور الانتهاء من صلاة الجمعة، شرع المصلون بهتافات "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، كما ردد عشرات الآلاف من المصلين في الأقصى هذا الهتاف وهتافات مشابهة نُصرة للمسجد الأقصى.
وفي تطور لاحق، قال المراسل إن قوات الاحتلال بدأت بإطلاق قنابل صوت وحارقة وغازية سامة وأعيرة نارية باتجاه المصلين في حي وادي الجوز لتفريقهم.