تقرير: صلاح البيلى
فى طريقها لتطوير وتحديث استراتيجيات الفضاء، واقتناص مقعد بين الدول الكبرى التى أدركت أهمية الأمر، تسعى مصر لإطلاق أربعة أقمار صناعية فى الفضاء حتى العام ٢٠٢٣، وهى عبارة عن أقمار تجريبية صغيرة، وفى الوقت ذاته تعقد تحالفات تكنولوجيا الفضاء لإعداد البصمة الطيفية لمصر.
د. إسلام أبوالمجد، أمين مجلس بحوث الفضاء، الأستاذ بهيئة الاستشعار عن بُعد: مصر بصدد تحديث الاستراتيجية القومية للفضاء من خلال عدة محاور، فى مقدمتها تطويع تكنولوجيا الفضاء لخدمة خطط التنمية، وكذلك دعم وتطوير صناعة الفضاء فى مصر، إضافة إلى تشجيع القطاع الخاص للمساهمة فى تكنولوجيا الفضاء، وتطوير اللوائح المنظمة، وإنشاء وكالة الفضاء المصرية كمؤسسة أو كيان تنسيقى بين الجهات العاملة فى الفضاء فى مصر.
وفيما يتعلق بمحاور العمل على أرض الواقع فستقوم على البنية الأساسية الموجودة فى المدينة الفضائية فى القاهرة الجديدة والكوادر البشرية والدراسات والبحوث، فضلا عن التعاون المشترك، وسيتم تنفيذ وإطلاق أربعة أقمار اصطناعية تجريبية صغيرة حتى سنة ٢٠٢٣ بتكنولوجيا مصرية خالصة، إلى جانب البدء فى بناء «مصر سات٢» واستكمال المحطات الأرضية وبناء «قمر الجامعات» وبناء أقمار المعامل الفضائية، وبناء أنظمة فرعية لتأهيل مصر لتكون صاحبة قاعدة علمية متكاملة من الخبرات والمعامل والمحطات، تمهيدًا لإنشاء وكالة الفضاء المصرية.
فى ذات السياق، قال د. عادل يحيى، رئيس مجلس بحوث الفضاء بأكاديمية البحث العلمي: تدور فى الفضاء الآن حرب شرسة بين من يملكونه ومن لا يملكونه، والعالم لن ينتظرنا، وبالتالى من لا يملك مكانا فى الفضاء لن يملك مكانا على الأرض، وفى المستقبل سنرى الدول الكبرى تسن القوانين لمنع الصغار من امتلاك الفضاء، وعلينا أن نبدأ بتكتل عربى وإفريقى ليكون لنا صوت،واحد قوى و أول خطوة مصرية فى هذا الاتجاه تتمثل فى إنشاء وكالة الفضاء المصرية، وحاليا هناك قانون لاستخدامات المواد النووية فى الفضاء الخارجى والدول الصغيرة معترضة عليه، لكنها مبعثرة ولا تمتلك صوتا واحدا يعبر عن موقفها.
واتفق معه د. أيمن الدسوقى، رئيس هيئة «الاستشعار عن بعد» الأسبق، بقوله: الفضاء لم يعد رفاهية بحثية ولكنه ضرورة حياتية، لذا نحن بحاجة لدفعة قوية من الدولة لترجمة الآمال والطموحات لبرامج عمل محددة على مستوى كل الجهات المعنية بالفضاء، ومن هنا تأتى أهمية إنشاء وكالة الفضاء المصرية.
أما اللواء د. على صادق، عضو مجلس بحوث الفضاء، فقال ان : الاهتمام بتكنولوجيا الفضاء لا يقل أهمية عن الاهتمام برغيف الخبز ومحاربة الإرهاب، وهذا دورنا لأن الحرب الشرسة الحالية على استغلال وامتلاك الفضاء تجعلنا نطالب بقوة بإنشاء وكالة فضاء مصرية، وأن يوجد ممثلون للوزارات والجهات السيادية فى هذا الكيان ليتم التواصل الفعال بين الباحثين والعاملين فى الفضاء وصانع ومتخذ القرار.