عادت ضحكة "حمزة" وعاد نشاطه وركضه تدريجيا، بعد أن كادت أسرته تفقد الأمل في عودته إلى طبيعته، حيث مرت عليها أيام طويلة وحزينة، كانت تتضرع إلى الله بأن يكتب له عمرا جديدا، وقد استغاثت الأسرة بوزيرة التضامن غادة والي لإنقاذه من خلال نقله إلى المستشفى الذي يوفر له كافة إمكانيات العلاج التي يحتاجها وكان له ذلك.
وتعود قصة الطفل حمزة ذي الثلاث سنوات إلى عدة أشهر ماضية، عندما هزت واقعة الإعتداء عليه كل ضمير حي، بعد جريمة شنعاء ارتكبها ضده شابان منحرفان من ذوي السوابق، أخذاه وهو يلهو في براءة أمام بيتهن واقتاداه إلى سطح إحدى العمارات، وحاولا الإعتداء عليه، فقاوم وصرخ وبكى دون توقف وهما يوثقانه ويكممان فمه، ولإخفاء جريمتهما ألقياه من الطابق الخامس بلا رحمه ولا شفقة ليكتشف الجيران أن "حمزة" الذي لم يترك أحد من جيرانه في حي المطرية مكاناً إلا وبحث فيه عنه هو نفسه الملقى على الأرض غارقا في دمائه وتندفع من كل مكان في جسده الضئيل الهزيل.
وفور انتشار قصة حمزة حينئذ وحالته الصحية المتدهورة، وجهت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي فريق التدخل السريع للتحرك للوقوف إلى جانب الأسرة، وتقديم كافة أنواع الدعم النفسي والمعنوي والمادي.
وقد ناشد والد حمزة، عبد الهادي محمود، الوزيرة آنذاك للتدخل واستكمال علاج ابنه بمستشفى المعادي للقوات المسلحة، حيث كان قد تم التشخيص عن طريق طبيب بمعرفة الإعلامي طارق علام بحاجة الطفل إلى علاج مخ وأعصاب وجراحة بالفكين، إضافة إلى علاج طبيعي تأهيلي وعلاجات أخرى متخصصة، نظرا لأن الطفل يتناول طعامه بسرنجة لصعوبة البلع، وأن هذه العلاجات متاحة بالصرح الطبي المتمثل في مستشفى القوات المسلحة بالمعادى.
وقد كان للأسرة ذلك بفضل تنسيق وزيرة التضامن مع السيد وزير الدفاع، الذى صدق فورا على علاج حمزة ومناظرته طبيا وتحديد خطة علاج ناجحة لتعود إلى الطفل ضحكته البريئة.
وقد منحت "التضامن" الأسرة مساعدة دفعة واحدة بمبلغ خمسة آلاف جنيه، و مازالت حالة حمزة في طور التحسن من خلال استكمال علاجه بجلسات تخاطب ليكون بعدها معافى تماما.
جدير بالذكر أن الطفل حمزة أخ لأربعة هم مريم و محمد و نورا ومعاذ، وهو الآن في مرحلة استكمال التأهيل، وهناك تواصل مستمر بين الوزيرة والوالدين للاطمئنان على تحسن حالته الصحية والنفسية.
من جانب آخر، فإن المتهمين بالإعتداء على الطفل حمزة هما عرفه عادل حسن، 17 عاما وشهرته الأشول، ومحمود أبو زيد 21 عاما، مسجلين خطر، وقد اعترف أحدهما فور القبض عليه، بأنه تمكن من استدراج المجني عليه خلال لهوه بالطريق، واصطحبه أعلى سطح عقار بقصد التعدي عليه جنسيا، واصطحب المتهم الثاني عند صعوده لسطح العقار، وقاما بهتك عرض المجني عليه، وأنه نظرًا لصراخ الطفل، ولدى علمهما بقيام أهله بالبحث عنه وخشية افتضاح أمرهما خططا للتخلص منه فقاما بإلقائه من أعلى العقار.
وتم حبس المتهمين، وتجري محاكمتهما.