في حياة كثير منا أوضاع يصعب تغييرها، البعض يسمونها سامة، والأخر يطلق عليها "علاقة مؤذية" وينصح بضرورة الفرار منها.. لكن ماذا لو كانت تلك العلاقة مفروضة عليكِ في البيت أو العمل وليس أمامك سوى التأقلم على تبعاتها؟!
تقول الدكتورة نادية جريس استشاري الأمراض النفسية، يعاني الشخص المنغمس في علاقات وأوضاع صعبه من الاكتئاب، القلق المستمر، الأرق، واضطرابات في تناول الطعام سواء بالزيادة أو النقصان ما يؤدي إلى ضعف التركيز والانتباه وبالتالي قلة الإنتاجية والأداء الوظيفي أو الفشل في الدراسة .
وهناك عدة خطوات على من يواجه هذه المشكلة اتخاذها:
- محاولة إيجاد حل مع الطرف السام بالمناقشة والحوار في أوقات الهدوء دون انفعال.. مع أهمية التأكيد للطرف الثاني على حسن النوايا والرغبة في الحل وإعادة العلاقة إلى صحتها.
- الاستعانة بطرف خارجي من أفراد الأسرة أو الأسرتين في حال كان الخلاف بين الأزواج.
- وضع حدود لا يتعداها أي من الطرفين مثلا لا للضرب أو السباب وإقامة حدود للاحترام .
أما الدكتورة لمياء النمر أخصائية الصحة النفسية فحذرت من كتمان المشاعر السلبية والتعايش مع الأوضاع الصعب تغييرها،.. مؤكدة أن النساء اللاتي يفتقدن قدرة التأقلم مع ظروف يرفضونها هن الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض "النفسجسمانية" مثل أوجاع المعدة كالقولون العصبي، مشاكل الغدة الدرقية، السمنة وعدم الحرق أو النزول في الوزن ، فجميعها أساسه الحزن..
وأضافت التأقلم مع وضع غير مرضي يحتاج لقوة ذاتية، وذلك ينبع من داخل الشخص، فعليه عدم الاستسلام والبحث عن تغير نفسه أولاً حتى ينجح في التكيف مع ما يواجهه من صعوبات، ذلك باستثمار هواياته واهتماماته، ليحقق من خلالها نجاحات وانجازات شخصية تغير واقعه، ما يعزز من ثباته الانفعالي، فالسعادة ليست سهلة والنجاح صعب ومكلف والأمراض والمشكلات النفسية أساسها الاستسلام للأوضاع الصعبة مما يجعل الفرد فريسة للقلق والاكتئاب.
واتفقت الطبيبتان أن المرأة تفوق الرجل دوماً في قدرتها على التأقلم مع الأوضاع الصعبة .. كما أنها الأكثر إصراراً على إيجاد وسيلة تساعدها على التكيف مع أزمتها.