توصل باحثون أمريكيون في كلية الطب بجامعة "واشنطن" إلى أن المرضى الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية لديهم مخاطر أعلى بكثير للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة بالأشخاص غير المصابين باضطراب المناعة الذاتية.
وأوضح الباحثون أن حوالي 10٪ من السكان في المناطق ذات الدخل المرتفع مثل أوروبا والولايات المتحدة تم تشخيصهم بواحد أو أكثر من اضطرابات المناعة الذاتية مثل (التهاب المفاصل الروماتويدي والصدفية والتصلب الجهازي والذئبة الحمامية ومرض السكر من النوع الأول).
وعلى الرغم من أن الأبحاث السابقة قد اقترحت وجود ارتباطات بين بعض هذه الاضطرابات وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أن هذه الدراسات كانت غالبًا صغيرة جدًا ومقتصرة على أمراض المناعة الذاتية أو أمراض القلب والأوعية الدموية المختارة لاستخلاص أدلة قاطعة على ضرورة الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية بين المرضى الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية.
وخلال المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب الذي عقد في مدينة برشلونة بإسبانيا، قدم فريق بحث دولي بقيادة الدكتور "كيو ليوفين"، نتائج تحقيق وبائي شامل حول الروابط المحتملة بين 19 من أكثر اضطرابات المناعة الذاتية وأمراض القلب والأوعية الدموية شيوعًا.
وتظهر نتائج الدراسة أن المرضى الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية لديهم مخاطر أعلى بكثير (ما بين 1.4 و 3.6 مرة اعتمادًا على حالة المناعة الذاتية) للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بالأشخاص غير المصابين باضطراب المناعة الذاتية.
هذا الخطر الزائد يمكن مقارنته بمرض السكري من النوع 2 ، وهو عامل خطر معروف لأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ يظهر البحث لأول مرة أن مخاطر القلب والأوعية الدموية تؤثر على أمراض المناعة الذاتية كمجموعة من الاضطرابات، بدلاً من الاضطرابات المختارة بشكل فردي.
وفي الورقة البحثية التي ستنشر لاحقا في مجلة " لانسيت" الطبية، أظهر الباحثون أن مجموعة 19 من اضطرابات المناعة الذاتية التي قاموا بدراستها تمثل حوالي 6% من أحداث القلب والأوعية الدموية، وأن مخاطر القلب والأوعية الدموية الزائدة كانت واضحة في جميع أنحاء طيف أمراض القلب والأوعية الدموية، بما يتجاوز أمراض القلب التاجية التقليدية، بما في ذلك اضطرابات القلب المرتبطة بالعدوى، والتهاب القلب، وكذلك الاضطرابات القلبية التنكسية والانصمام الخثاري، مما يشير إلى أن تداعيات المناعة الذاتية على صحة القلب والأوعية الدموية أوسع بكثير مما كان يعتقد في الماضي.
وتوصلت الدراسة إلى اكتشاف آخر جدير بالملاحظة، ألا وهو أن الخطر الزائد مرتفع بشكل خاص بين المرضى الذين يعانون من اضطرابات المناعة الذاتية تحت سن 55 عامًا، ويشير إلى أن أمراض المناعة الذاتية مهمة بشكل خاص في التسبب في أمراض القلب والأوعية الدموية المبكرة ، مع احتمال أن تؤدي إلى خسارة غير متناسبة في سنوات العمر والإعاقة.