في حفلات مهرجان محكي القلعة تتجسد المتعة الحقيقية حيث جمهور "السميعة" الذي لا يطرب إلا للأغنية الصادقة وللصوت الصادق وللنغم العذب، ولا ينجح معه سوي الفن الحقيقي، جمهور يري ويسمع بقلبه ولا ينخدع بالمؤثرات ولا بالمكملات الغنائية، جمهور ينكشف مع ذائقته كل لحن زائف وكل كلمة زائفة وكل صوت زائف، ويحظى بحبه وتشجيعه وانسجامه كل موهوب احترم موهبته، جمهور مصري أصيل يأتي من كل مكان في مصر عشقا للفن الذي يعبر عنه ويلمس قلبه ويحرك وجدانه، بين أحضان الأثر التاريخي الذي يعلي من عظمة هذه اللحظات وتلك السهرات في ساحة قلعة صلاح الدين والتي تكاتفت فيها الجهود بين وزارة الثقافة ووزارة السياحة والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لكي تليق بمهرجان دولي يحمل اسم مصر.

تلك السهرات تجد فيها علي الحجار في أحسن حالاته ومدحت صالح في ذروة صدقه، وهاني شاكر في قمة توهجه، وهشام عباس في قمة بهجته، ونادية مصطفي في وهج السلطنة التي هي جزء منها وجزء من هذا الجمهور" المتسلطن" والمحرض علي السلطنة دائما، وكذلك ستجد حنان ماضي ونوال الزغبي وريهام عبد الحكيم ومروة ناجي ونسمة محجوب ومصطفي حجاج وأحمد جمال ومحمد محسن ونوران أبو طالب ودينا الوديدي وشيخ المنشدين ياسين التهامي، ونجوم فريق "وسط البلد" وفريق "بلاك تيما " وفريق" بغدادي بيج باند" وفرقة مواويل "سيد إمام وعبد الرحمن بلاله" وعازفة الماريمبا نسمة عبد العزيز، والفنانة السورية لينا شاماميان وكل من اللبنانية تانيا صالح وتانيا قسيس وكل من شاركوا في هذه المتعة وذاك التنوع الرائع والذكي الذي حرصت عليه إدارة المهرجان تحت إشراف د. خالد داغر رئيس البيت الفني للموسيقي والأوبرا والباليه ودكتور مجدي صابر رئيس الأوبرا، وهو تنوع زاد من شعبية المهرجان ومن حجم جمهوره الذي زاد عن الثلاثين ألف

وفي الليلة الأولى التي أحياها وتألق فيها الفنان هشام عباس وفرقته، ومن قبله فرقة الأنامل الصغيرة بقيادة دكتور راجي المقدم وفرقة قلعة عمان للتراث الأردني، جاء استهلال المهرجان بذاك التقليد الذي أحبه علي المستوي الشخصي، وهو تكريم نخبة من مبدعي مصر والعالم العربي الذين أثروا وأثّروا في مجال الموسيقي والغناء المصري والعربي، وقد تم تكريم اسم المايسترو الراحل كمال هلال، وتم تكريم عارف الفيولينه الدكتور محمود عثمان، والشاعر الغنائي الكبير إبراهيم عبد الفتاح، ومغني الأوبرا مصطفي محمد والمايسترو الفنان د. محمد عبد الستار، المخرجة والمصممة كريمة بدير، وقيادات الأوبرا هويدا عيد مدير عام المكتب الفني للموسيقي والأوبرا والباليه، واسم الراحل محمود الشربيني مدير عام التفتيش المالي والإداري والذي وافته المنية أثناء العمل لتجهيز المهرجان وقبل انطلاقه، ومن قيادات الأوبرا أيضا تم تكريم رجب عبد الوهاب مدير عام الاستقبال والاستعلامات وممدوح مختار المشرف السابق علي قسم " الماشينري" بإدارة التجهيزات، وكان لهذا التكريم وذاك الوفاء روعة خاصة أضيفت إلي روعة ليالي المهرجان الذي أدعوكم لمتابعة باقي لياليه التي ستختتم يوم 31 أغسطس مع الموسيقار الكبير عمر خيرت.