انتشر في الفترة الأخيرة بعض الدعوات الغريبة على المجتمع المصري، وهي تخص حقوق المرأة في عدم إرضاع طفلها أو أنها ليست مجبرة على خدمه زوجها أو إعداد الطعام له، هذه الدعوات أو الأفكار تناست الأسرة ككيان.
لن أتحدث هنا عن حق الرجل أو حق المرأة، لكن هناك كيان الأسرة بكل أركانه "رجل وامرأة وأطفال"، أين تلك السيدة التي تتحدث مع ابنتها وتقول لها (استحملي زوجك) أو أين تلك السيدة التي تقول لابنها (لا تهدم بيتك)، أين الأمومة في عدم إرضاع طفل ليس له ذنب.
لن أتحدث هنا عن رجل أو سيدة له حقوق وعليه واجبات، لكن أتحدث عن الأسرة ككل وكيان، لابد أن يتحمل كل طرف مهامه ولو اقتضت الضرورة والظروف أن يتحمل بعضًا من مهام الطرف الآخر.
هذه الدعوات التي تنتشر بين حين وآخر بدعوى الدفاع عن حقوق المرأة قد تكون أيضا سببا في تفكيك أسرة، فعندما يتمسك رجل أو سيدة بما يسمعانه من حقوق له على الطرف الآخر دون آن يتفهم طبيعة طلب هذا الحق.
كم من سيده مصرية أصيلة تحمل زوجها المريض وتربى أطفالها دون أن تشتكي ودون أن تكل أو تمل، وكم من رجل يعيل زوجته وبناته وأمه وفي بعض الأحيان بعضًا من قريباته.
لماذا لا تكون الدعوة إلى لم الشمل والتغاضي عن بعض الحقوق حتى تسير المركب في سلام، فإذا افترضنا أن من حق الزوجة ألا تعمل في المنزل أو تنظف أو ترضع أولادها أو أن تعد لزوجها غذائه، هل الزوج هنا باستطاعته أن يتحمل نفقات خادمة للمنزل.
قبل أن نقول نعم يجب أن نقول الظروف التي تكون فيها هذه الحقوق واجبة، فمثلا موظف راتبه لا يكف حتى نهاية الشهر، ثم تأتى تلك الدعوات على أذن زوجته تقول لها "لا تطبخي، لا ترضعي، لا تنظفي المنزل" هل هذا هو المطلوب؟
لا بد أن تكون الدعوات الآن وفي هذه الظروف الاقتصادية الصعبة هي لم الشمل وتحمل بعضنا بعضًا، وأن يعمل كل منا على أن تسير المركب، هذه المركب التي تحمل الرجل والمرأه والأطفال.
دعوة نطلقها لكل المهتمين بشأن المرأة، والشيوخ، والأمهات، والآباء "كل يعمل على لم شمل الأسرة وعدم تفكيكها ومحاولة (جبر خواطر بعضنا بعضًا) إلى أن ترسو السفينة".