الإثنين 13 مايو 2024

متحدث باسم الحقيقة

مقالات30-8-2022 | 22:03

فى أتون الأكاذيب  والشائعات وحملات التشكيك والتشويه التى تستهدف مصر.. من المهم أن يكون التواصل المباشر وغير المباشر مع الشعب أسلوب حياة.. فالمؤتمر الصحفى الذى عقده وزير المالية أمس الأول كان له مفعول السحر فى إبطال مفعول وإجهاض هذه الحملات المسمومة.. فقد كان المؤتمر حافلاً بالمعلومات والحقائق والبيانات والأرقام الموثقة التى أثبتت كذب الادعاءات التى يروجها المرتزقة فى شكل تقارير.. ومقالات وأخبار عبر الخلايا الإلكترونية.. والمنابر الإعلامية المعادية.. من هنا وجب علينا إيجاد إدارة إعلامية خاصة بالأزمة العالمية.. وضرورة تكليف أحد وزراء الحكومة ليتواصل أسبوعياً مع المواطن فى مصر.. ومؤتمر صحفى عالمى لشرح الحقائق للجميع.. فما هو موجود فى مصر يعكس نجاحات وجهودا مخلصة.
 
من أجل تواصل فعال.. وإدارة إعلامية تجهض الأكاذيب والشائعات أولاً بأول


تواجه مصر حروباً وحملات شرسة من الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك فى كل إجراءاتها وقراراتها وأحوالها ومشروعاتها وإنجازاتها ليس على مدار الساعة ولكن كل «فيمتو ثانية» وهو ما يشير إلى أن الحملات ممنهجة ومنظمة وترعاها قوى إقليمية ودولية معادية لمصر تدفع بأدواتها من المرتزقة سواء الإخوان المجرمون أو الكتاب والنخب الموالون لهذه القوى الأجنبية.
الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، ثم الدكتور محمد معيط وزير المالية أشارا إلى وجود 150 مقالاً أو تقريرا حملت مضموناً مسيئاً لمصر، تعج بالمغالطات والأكاذيب ولا تستند لأى حقيقة أو بيانات أو معلومات صحيحة أو من مصادرها تغذى وتروج أكاذيب عن الاقتصاد والأحوال فى مصر تجافى الحقيقة بكل تأكيد وتمضى عكس الواقع تماماً، أضف إلى ذلك المنابر الإعلامية والخلايا الإلكترونية الإخوانية وغيرها من فرق الإعلام المعادى الدولى بالاضافة إلى «هوجة» الكتابات المسمومة عن مصر، وما تعج به الـ«سوشيال ميديا» من تعليقات وكلمات وأكاذيب الطابور الخامس الذى أصبحنا نعرفهم بالاسم وماضيهم أسود والذين يطرحون رؤى خبيثة تسعى للنيل من ثقة ومعنويات المصريين، وإرادتهم وطموحاتهم وآمالهم التى وجدت طريقها إلى أرض الواقع على مدار 8 سنوات.
الكتائب النائمة، والخلايا التى ظهرت من خلف الستائر والكواليس تحاول استغلال تداعيات الأزمة العالمية لترويج أكاذيبها وشائعاتها ورؤاها الخبيثة والمسمومة لتحقيق هدف أعداء مصر الذين يتوهمون قدرتهم على تحريك المصريين للهدم وتدمير كل ما حققوه من إنجازات مدوية على مدار السنوات الماضية.. لكن فاتهم أن هذا الشعب تعلم الدرس جيداً، وفهم حقارتهم.. واطلع على تفاصيل وأدوات مشروعاتهم الخبيثة، وأصبح يمتلك سلاح الوعى الحقيقى الذى يتصدى لحملات الأكاذيب.. وأيضا هو أكثر دراية بجهود ونجاحات الدولة وما يحصل عليه من أمن وأمان واستقرار بمفهومه الشامل فى وطن قوى وقادر، يوفر له بنجاح كافة احتياجاته من السلع الأساسية ويتحمل الجزء الأكبر من تداعيات الأزمة العالمية، ويعيش أحوالاً وظروفاً أفضل من أحوال وظروف اقتصادات كبرى.
أعداء مصر يحاولون تطويقها من كل حدب وصوب بالأزمات والصراعات والإرهاب الأسود، وإسقاط الدول المجاورة أو الصديقة التى تمثل ركيزة أساسية فى أمنها القومى فى السعى إلى تصدير الأزمات والتهديدات وتشتيت الجهود، وحرمان مصر من شراكات إستراتيجية تعود على اقتصادها بالخير وتوفر لشعبها فرص عمل، لذلك علينا أن نعى جيداً وبقراءة واعية لما يدور حولنا ويحاك ضد بلادنا من مؤامرات ومخططات ومحاولات لعقابها على مواقفها وثوابتها الشريفة التى تنبع من ضمير وطنى وإرادة وقرار مستقل.
الرئيس عبدالفتاح السيسى كان ومازال دائم التأكيد على إسداء النصائح للشعوب خاصة العربية، ولا ننسى مقولة «خلوا بالكم من أوطانكم»، فى إشارة إلى أهمية وعى المواطن وفهمه لما يدور حوله، وكان ومازال يؤكد على المصريين بأن يكونوا على قلب رجل واحد، وأن أى تهديد أو تحد فى الخارج نحن قادرون عليه، ولكن لابد أن يكون هذا الشعب على درجة كبيرة من الوحدة والوعى والفهم والاصطفاف والتلاحم فى مواجهة التحديات.
اشتد فى الشهور الأخيرة خاصة عقب اندلاع الحرب الروسية ــ الأوكرانية، وطيس الأكاذيب والشائعات، وتصاعدت عملية استهداف مصر فى محاولة لتوظيف الأزمة العالمية للنيل من مصر، بخداع وتشكيك المصريين فى مسيرتهم ومستقبلهم، وزعموا وكذبوا بأن مصر على وشك الإفلاس، وأن الناس لن تجد احتياجاتها، وأن مصر لن تستطيع سداد مستحقات الديون، وهو أمر يجافى الحقائق التى وثقت عبر الكيانات الدولية الاقتصادية والمنظمات وشهاداتها، وبالأرقام والبيانات والمعلومات التى يعرفها العالم، روجوا بأن صندوق النقد الدولى يطالب مصر بإلغاء الدعم، فى نفس الوقت الذى تتوسع فيه الدولة بدعم الفئات الأكثر احتياجاً وتتوسع أيضا فى برامج الحماية الاجتماعية، وتدعم مصادر الطاقة من بنزين وسولار وكهرباء وأجلت زيادة أسعار الكهرباء لمدة 6 أشهر.. أحاديث الإفك التى يروجها أعداء مصر تشير إلى قدرة مصر.. فالمواجهة المباشرة باتت مستحيلة.. لأن مصر دولة قوية لا أحد يستطيع النيل منها لذلك عمدوا إلى استهدافها بالأكاذيب والشائعات ومحاولات فاشلة لتزييف وعى المصريين وهز ثقتهم.
لكن ومع إدراكنا أن الدولة المصرية مستهدفة بسيل جارف وطوفان من الأكاذيب والشائعات، وتصاعد وتيرة الحقد والغل عبر رؤى وكتابات مسمومة، وأفواه خبيثة تنطق بالباطل، وتحركها قوى خارجية ودعونى أنطلق من المؤتمر الصحفى الناجح الذى عقده أمس الأول الدكتور محمد معيط وزير المالية، وتحدث بالأرقام والبيانات والمعلومات الموثقة دوليا عن مرونة وقدرة الاقتصاد المصرى ونجاحه فى التعافى من تداعيات الأزمة العالمية، ومؤشرات الأداء الاقتصادى خلال العام الماضى، ومؤشرات العام المالى الحالى، ونجاحات مصر فى سداد التزاماتها الدولية، ومعدلات النمو الاقتصادى التى وصلت إلى 6.6 ٪ وفرص الاقتصاد المصرى، والإجراءات الجديدة والقادمة سواء المصرفية والنقدية وتوفير مستلزمات الإنتاج، وتقليل حجم الواردات بالنسبة للسلع غير الأساسية والتى يمكن تدبيرها وتوفيرها وتصنيعها فى مصر من خلال توطين الصناعة الوطنية، وما حققه الاقتصاد المصرى من فائض أولى تجاوز الـ 100 مليار جنيه.
المؤتمر الصحفى وما قاله الدكتور محمد معيط نزل برداً وسلاماً على المصريين، وقطع دابر الشائعات والأكاذيب وأجهض حملات التشويه والتشكيك، وما قاله معيط تعانق مع الواقع الذى يعيشه المصريون على أرض الواقع الذى لا يشهد أى نقص أو عجز فى أى سلعة من السلع الأساسية بالاضافة إلى توفر مصادر الطاقة، واستقرار الاحتياجات البترولية، كل ذلك بث الثقة والاطمئنان فى نفوس المصريين على بلدهم.
من هنا يجب أن نبنى على هذا النجاح الذى حققه حديث الدكتور معيط أن تكون لدينا رؤية وإستراتيجية للتواصل المباشر مع المواطنين وإمدادهم بالمعلومات والبيانات والحقائق الواضحة والصحيحة التى تكشف جهود الدولة ونجاحاتها.. وقوة وقدرة الاقتصاد المصرى، وما يتحقق للمواطن وقدرتنا على احتواء واستيعاب تداعيات الأزمة العالمية، والتحديات التى تواجه الدولة مع أتون هذه الأزمة القاسية.. وانطلاقاً من أهمية التواصل المباشر مع الشعب أو غير المباشر عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية، أقترح الآتى:
أولاً: أن يكون هناك متحدث باسم الحكومة المصرية من بين وزرائها أكثر إلماماً بالمعلومات والبيانات والحقائق الاقتصادية، وقدرة على الرد على كافة التساؤلات، بمعنى أن المتحدث الوزير يتولى الإجابة عن تساؤلات اقتصادية بحتة.
ثانياً: أقترح أن تتولى الدكتورة هالة السعيد هذا الدور المهم والحيوى للغاية فى إتاحة البيانات والمعلومات والحقائق للإعلام وبالتالى للوصول إلى المواطن.
ثالثاً: عقد مؤتمر صحفى عالمى بصفة شهرية طوال فترة الأزمة العالمية بحضور كافة وسائل الإعلام المحلية والدولية للرد على كافة التساؤلات وإبراز البيانات والمعلومات والحقائق والنجاحات والمؤشرات، وهو السبيل المهم لدحر الأكاذيب والشائعات ومواجهة حملات التشويه والتشكيك.
رابعاً: عقد مؤتمر صحفى مع مختلف والوسائل المحلية بحضور «متحدث الحكومة» الدكتورة هالة السعيد ومن بعدها الدكتور محمد معيط أو الوزيرين معاً.. يستهل المؤتمر بعرض الحقائق والبيانات والأرقام والأحوال والظروف والرد على كافة التساؤلات بوضوح وشفافية.
خامساً: رصد ما يدور فى فلك المنابر الإعلامية المعادية، والكتابات والرؤى المسمومة والتقارير المغلوطة، والرد عليها بالحقائق والمعلومات والأرقام دون ذكر أسماء أو الإشارة إلى هذه التقارير والكتابات الضالة والمضللة.
سادساً: أن يكون المؤتمر الصحفى فى العاصمة الإدارية أو العلمين أو المركز الدولى للمؤتمرات بالمنارة، وبحضور غزير من كافة وسائل الإعلام سواء المحلية فى المؤتمر الصحفى الخاص بوسائل الإعلام المصرية، أو المؤتمر الصحفى العالمى، ويجب علينا ألا نكون رد الفعل ولكن نستبق الإعلام المعادى فى إحاطة المواطن بالمعلومات والبيانات والأرقام والحقائق على أرض الواقع لوأد الأكاذيب مبكراً وقبل وجودها فنحن الطرف الأول الذى يتمسك بالصدق والشفافية وأيضا لدينا إنجازات ونجاحات ونقاط مضيئة وفرص هائلة.
سابعاً: ليس مجاملة للدكتورة هالة السعيد أو الدكتور محمد معيط ولكنهما الأكثر دراية وإلماماً بالأبعاد الاقتصادية المصرية، وربما يكون من الأفضل أن يكونا معاً خلال المؤتمر الصحفى.
ثامناً: فى كل دول العالم حتى فى الأوقات الطبيعية وليس فى الأزمات فقط هناك متحدث يخرج للرد على تساؤلات الصحافة والإعلام، لعدم السماح للأكاذيب والشائعات أن تحقق أهدافها فى بناء الوعى المزيف، وفى الحالة المصرية يجب أن يكون هناك متحدث بقدر تداعيات الأزمة وخاصة ما يروج من مغالطات وأكاذيب وشائعات وتشويه وتشكيك وقادر على الرد عليها ودحرها بالحقائق والبيانات والمعلومات.
تاسعاً: من المهم التأكيد على الإدارة الإعلامية للأزمة العالمية، سواء العمل مع الحكومة لايصال المعلومات والبيانات والأرقام الحقيقية للشعب، أو إجهاض الحملات المعادية، وإبراز تأثيرات الأزمة على جميع دول العالم، وأنها ليست صناعة محلية، وأن التضخم الواقع الآن هو مستورد وأن الاقتصادات الكبرى والناشئة يتأثران بهذه التداعيات فالإدارة الإعلامية للأزمة يجب أن تقرأ ما فى عقل الإعلام المعادى وتتحلى بالاستباقية وتمنح المواطن البيانات والأرقام والمعلومات الصحيحة حتى يكون محصناً من الأكاذيب والشائعات التى تدور على مدار الفيمتو ثانية بأشكال وألوان إعلامية مختلفة.
عاشراً: تعاون الحكومة والإعلام أمر لا مفر منه، وكل وزير فى مجاله وتخصصه عليه أن يخصص نصيبا أو جزءا من وقته لهذا الغرض حتى يضع الناس أمام الصورة الحقيقية، والمعلومات والبيانات والأرقام الموثقة وأحوال وأوضاع الاقتصاد والموقف بالنسبة للسلع والاحتياجات فعلى سبيل المثال، نجد ظهور الدكتور على المصيلحى وزير التموين أمراً مهماً وضرورياً لطمأنة الناس.
حادى عشر: الرئيس عبدالفتاح السيسى شدد فى تكليفاته للوزراء الجدد على أهمية التواصل مع الناس أو مع المواطن، وهذا يخلق آفاقاً وأجواء من الثقة العميقة ويجهض حملات الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك.. فالرئيس السيسى هو الوحيد الذى يحرص على التواصل مع شعبه ويوضح المعلومات والتحديات والأرقام والحقائق وأصل الموضوع وجذوره فمن المهم أن يعرف المواطن حتى يقاوم السيل الجارف من الأكاذيب التى تضخ فى عقله.
الإدارة الإعلامية لتداعيات الأزمة أراها أمراً مهماً، وفريضة أساسية، حتى نقطع الطريق على أعداء مصر فى ترويج الأكاذيب والشائعات، ويا حبذا لو كان لدينا متحدث باسم الحكومة بدرجة عضو من أعضائها أقصد وزيرا مُلِما وعلى دراية كاملة بالشأن الاقتصادى والأوضاع المالية والنقدية لبث الطمأنينة لدى المواطن، ولعل النجاح الذى حققه المؤتمر الصحفى للدكتور معيط يؤكد أهمية هذا البعد، فالنتائج والثمار الخاصة بالمؤتمر الصحفى أفادت الإعلام وأمدته بأرقام وحقائق ومعلومات وأيضا رسخت ثقة ووعى المواطن المصرى.
هدفى من السطور السابقة ألا نترك الساحة لمروجى الأكاذيب والشائعات ونعمل على وأدها مبكراً وأن تكون الإدارة الإعلامية على مدار الساعة واستغلال كافة الوسائل والأساليب الإعلامية لإمداد المواطن بالحقائق والبيانات، أراه أمرا مهما فى هذا التوقيت الذى تتكاثر فيه الشائعات والأكاذيب والأهداف المسمومة والخبيثة، والهدف الحقيقى منها هو عقل المواطن.
الحياد فى الوطن «خيانة»
 
الحياد فيما يتعلق بالوطن خيانة ولا مجال لأصحاب المواقف الرمادية أو الذين يمسكون العصا من المنتصف أو الذين يأكلون على الموائد، نحتاج فى هذا التوقيت وضوح المواقف فالرقص على كل الحبال مرض خبيث يهدد المجتمع والوطن، وأرى أن الشرفاء وأصحاب القناعات والإيمان بالوطن هم من يجب أن يكونوا فى المقدمة لا هدف ولا مصلحة عندهم سوى هذا الوطن وسلامته، والتضحية بالغالى والنفيس من أجله.
من يريدون الإفراج عن الإرهابيين، ومن يكتبون بمداد العمالة والارتزاق، والذين يحاولون استغلال الأزمة أو الاستقواء بها هؤلاء فى مزبلة التاريخ، وتحت أقدام المصريين، هؤلاء مكلفون من قبل أعداء مصر بهدم الوطن، والكذب عليه هؤلاء فى عداد الخونة والمرتزقة، وهم معروفون للجميع وبالاسم، وللأسف الكثير منهم يعيشون بيننا.
 
تحيا مصر

Dr.Radwa
Egypt Air