الأحد 24 نوفمبر 2024

أول أيام الثورة في الإذاعة المصرية

  • 29-7-2017 | 12:34

طباعة

يقدمه : محمد سعد

بعد ستة أشهر من قيام ثورة يوليو 1952 وبالتحديد في 23 من يناير 1953 واحتفالا بمرور 6 أشهر على قيامها قامت الإذاعة المصرية بإذاعة سهرة درامية مدتها ساعة تروي تفاصيل ما حدث في أول أيام الثورة، وقام بتجسيد شخصيات الضباط الأحرار الفنانون محمد الطوخي ومحمد علوان وصلاح منصور وقام بدور الراوي الإذاعي الكبير فهمي عمر الذي لعبت الصدفة دورا كبيرا في أن يكون شاهدا على جزء هام من سيطرة الضباط الأحرار على الإذاعة المصرية التي تم الإعلان من خلالها عن أول بيان للثورة ويقول عن ذلك للكواكب : في يوم الأربعاء 23 يوليو 1952 ذهبت للإذاعة حيث كنت مسئولا عن تنفيذ فترة الصباح في هذا اليوم وكانت الإذاعة وقتها تفتتح إرسالها في السادسة والنصف صباحا وتذيع 12 ساعة فقط ومتقطعة على مدار اليوم وعند وصولي لمبني الإذاعة الكائن في 4 شارع الشريفين في السادسة صباحا فوجئت بعدد كبير من ضباط الجيش يحيط بمبنى الإذاعة فطلبت منهم الصعود لممارسة عملي وبعد التحقق من شخصيتي اصطحبني أحد الضباط إلى الاستديو ففوجئت بالبكباشي محمد أنور السادات وكنت أعرفه جيدا لأنه كان متهما في عدة قضايا سياسية ودخل السجن أكثر من مرة وطلب مني أن أقدمه كي يلقي بيان الجيش وعندما دقت الساعة 6.30 رحبت بالمستمعين واعلنت عن استهلال الفترة الصباحية الأولى، موسيقى المارش العسكري، تمهيدا لتقديم السادات لالقاء البيان ولكن فوجئت بانقطاع الارسال من محطة أبو زعبل وتبين بعدها أن مرتضى المراغي وزير الداخلية وكامل قاويش محافظ القاهرة أمرا مهندسي المحطة بقطع الارسال عندما علما بما حدث فاتصل السادات بقيادة الثورة فتداركوا الموقف وعاد الارسال في السابعة والربع صباحا بعد ذهاب كتيبتين من الجيش الي محطة أبو زعبل بقيادة البكباشي مجدي حسنين وبعد دقيقة واحدة انقطع الارسال مرة أخرى ولكن هذه المرة من خدمة التليفونات التي كانت تبث من خلالها البرامج ولكن عاد الارسال حوالي الساعة 7.25 وفي تمام السابعة والنصف قرأت مقدمة النشرة وقلت: نستهل هذه النشرة ببيان من القيادة العامة للقوات المسلحة يلقيه مسئول القيادة، فخرج صوت السادات على الناس للمرة الأولى من خلال البيان الشهير وعندما انتهى من القراءة سألته هل أقوم بقراءته مرة أخرى فقال لا سوف يقوم الضباط بإعادة قراءته ،ولكنهم لم يكونوا متمكنين من قواعد اللغة العربية مما دفع مجلس الثورة للسماح للمذيعين بقراءته ، وقد أجج هذا البيان مشاعر الناس فخرجوا للاحتفال بالثورة واعلان تأييدها في الشوارع وبذلك ساهمت الإذاعة المصرية بنصيب كبير في نجاح هذه الثورة من خلال الأخبار والبرامج والأغاني واللقاءات مع الناس التي قربت إليهم فلسفة الثورة ، وقد قام المؤلف السيد بدير بكتابة سيناريو للحظة قيام الثورة قمت فيه بدور الراوي واتفقنا مع اللواء وجيه أباظة رئيس الشئون المعنوية في الجيش على أخذ موعد مع السادات لتسجيل بيان الثورة لأنه أذاعه على الهواء ولم يكن وقتها متاحا التسجيل من الهواء وبالفعل ذهبنا الي بيته بعد 6 أشهر من قيام الثورة وقام بتسجيل بيان الثورة الذي قمنا بإذاعته ضمن السهرة الدرامية في 23 يناير 1953 .

    الاكثر قراءة