الأربعاء 26 يونيو 2024

عين - ماسبيرو .. حفلات الثورة

29-7-2017 | 12:36

بقلم: محمد سعد

مع احتفالنا بثورة يوليو المجيدة وكل مناسبة وطنية نترحم على أيام زمان عندما كنا نحتفل بشكل لائق ، وعندما كانت أصوات كبار المطربين تصدح وتتغنى في حب الوطن لتعلم الناس وخاصة الشباب والنشء كيف يكون الانتماء وكيف نعبر عن حبنا لمصر بشكل راق ، قبل أن يصيب التلوث السمعي والفساد الأخلاقي أغانينا وكل مناحي حياتنا ، لقد كان المطربون في هذا الزمان يعتبرون أنفسهم جنودا لا يدخرون أي جهد في سبيل التعبير عن مبادئ الثورة وغرس القيم التي طالما نادت بها في نفوس المستمعين من حرية ومساواة وعدالة اجتماعية وديمقراطية ، تلك المبادئ التي مازلنا نسعى إلى تحقيقها ، ولكن كيف إذا كان حال الفن - الذي لا أقول إنه قوة ناعمة ولكنه قوة فاعلة ومؤثرة - قد وصل لهذه الحالة المزرية بفعل فاعل فلا شك أن هناك مؤامرة خارجية تدار لتدمير العقل والوجدان المصري من خلال نشر الخلاعة والبذاءات في الأعمال الفنية وخاصة الأغاني التي أصبحت كلمات معظمها تعج بالألفاظ الخارجة والإيحاءات الجنسية لعل أحدثها هذه الأغنية التي تغنيها إحداهن وتحمل عنوان "ركبني المرجيحة" والتي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل غريب من باب السخرية والتندر ببطلة الكليب التي يشبه صوتها صوت الضفدعة، ولكن هؤلاء الذين ينشرون هذا الكليب عبر حساباتهم على الفيس بوك وتويتر وانستجرام وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي لا يدرون أنهم يروجون للقبح بدون قصد ، إن مواجهة القبح لا تكون إلا بنشر الجمال ، والتجاهل أفضل أسلوب للقضاء على هذه الجراثيم الفنية ، لذلك لابد أن تعود الدولة لتدرك أهمية الفن ودوره في المجتمع وخاصة الأغنية التي تعد أسهل وأسرع وسيلة للوصول إلى عقول وقلوب الناس ، فيجب أن تعود حفلات ليالي أضواء المدينة من جديد وحفلات الثورة أيضا لأننا نحتاج ثورة على الفن الرديء .

    الاكثر قراءة