قدّم عضو مفوضية جامعة القاهرة للنهوض باللغة العربية، الدكتور أحمد درويش، محاضرة حول "آليات تجديد الخطاب الديني ودور الأداء اللغوي"، ضمن فعاليات الدورة الثانية لتدريب 50 إمامًا من وزارة الأوقاف في مجال اللغة العربية، والتي افتتحها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة.
وذكرت جامعة القاهرة - في بيان اليوم /الأربعاء/ - أن المحاضرة تناولت عدة محاور؛ هي أهمية الأداء اللغوي لدى الخطيب ودرجة تمكنه من أدواته وإجادة خطبته، ودور الانتماء اللغوي وحق الولاء للغتنا في مواجهة التحديات العصرية، ومسئولية أبناء اللغة في المحافظة عليها وتحديث مناهجها وسبل تعلمها، وأسباب انتشار العربية في أصقاع الأرض لغة العلم والأدب والمعرفة، وموقع العربية بين أسر اللغات القديمة وصولا إلى رحلة التدوين والكتابة، ومرونة العربية وقدرتها على التفاعل مع لغات الأرض تأثرا وتأثيرا، وتمتع العربية بامتدادها التاريخي المتصل دون انقطاع وكذا امتدادها الجغرافي وتسيدها لغات الأرض لأنها تمثل أمة لا شعبا، وعلاقة العربية بالقرآن الكريم وانتشارها مع الإسلام، وتعريب الدواوين أيام عبد الملك بن مروان وتعلم الأعاجم علوم العربية.
كما تضمنت المحاضرة التي ألقاها الدكتور أحمد درويش محاور أخرى حول دور ابن جني وابن المقفع وسيبويه في النحو العربي وفن النثر، التقصير في حق اللغة مسؤولية أهلها وواجبهم التمكين لها وإنقاذها من التردي والتدهور بإنتاج العلم والمعرفة وتحبيب الناس فيها، ضرورة وضع التشريعات العصرية الكفيلة بحفظ اللغة وضمان سلامتها، التعادل بين هوية اللغة وهوية الأمة وعلو مكانتها، دور جامعة القاهرة في تطوير مناهج تعليم العربية وتعلمها ومشروع مفوضية الجامعة ومشروع الكفاءة اللغوية، حرص جامعة القاهرة ووزارة الأوقاف على تطوير أداء الأئمة من خلال رؤى عصرية متجددة تخدم الفكر الوسطى المستنير، تأكيد دور اللغة في فهم النص والأحكام وفقه المقاصد والمآلات وأهمية دورها في تجديد الخطاب الديني والأداء اللغوي الصحيح.
وفي نهاية المحاضرة، تم فتح باب النقاش وطرح الأسئلة حول موضوع المحاضرة والإجابة على التساؤلات المختلفة التي طرحها المتدربون، بما يعزز لغة الحوار لديهم والانفتاح على القضايا المختلفة وإثراء فكرهم من خلال تفاعلهم المباشر مع المحاضر.