بعد أن شاهدنا قصة انتحار فتاة جامعية، لما عانته من فقدان للحب من قبل أهلها، عبرت عنها برسالة مؤثرة تركتها لهم "أنا عمري ما حسيت بحنية أم ولا أب ولا إخوات ولا أصحاب.. أنا عايشة لوحدي حرفيًا، رغم وجود الناس دي حواليا"، نتساءل هل فقدان الحب من الممكن أن يؤدي بنا إلى إنهاء حياتنا وأن لم نجد من يحتوينا ويهتم بنا فهل هناك طريقة لكي نحب أنفسنا؟.

وقال الدكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن فقدان الحب يحتوي على العديد من المعاني ففكرة شعور الشخص بالرفض وانعدام القيمة الوجودية له هو شعور مميت ويجعل الشخص يشعر بفقدان لطعم الحياة والأمل، وعندما يتعرض الابن أو الابنة لتلك الحالة من عدم الرغبة في وجوده وإهمال لكيانه، خاصة من الأهل الذين يمثلون لأولادهم العزوة والسند يؤدي بهم إلى انعدام الثقة بأنفسهم والرغبة في الانتحار.

وأضاف أن الأهل يعبرون عن عدم حبهم لأولادهم بعدة أشكال، فهناك آباء وأمهات يرون أنهم يحبون أبناءهم في السر ولا يجب أن يعلنوا عن ذلك، وهناك أمهات ترفض فكرة الحضن الدافئ لبناتها، وهناك أشخاص لا يوجد لهم مشاعر ولا أحاسيس ونراهم بمنتهى القسوة، فكم من أسر تخلت عن أبنائها وتركتهم يواجهون مصير الحياة بأنفسهم، وكما نرى الكثير من الجرائم التي يرتكبها الآباء في حق أولادهم دون ضمير أو شعور بأي ذنب تجاههم.

واستطرد قائلًا: إن المرء من الممكن أن يحب ذاته إن لم يجد الحب في من حوله، لكن لا بد من وجود الرغبة في التغيير، وإن يشعر بقيمته الشخصية في الحياة، ولكن يتطلب الأمر بذل مجهود كبير لكي يحقق أهداف تشعره بالنجاح الدائم، لأن تكرار الإنجازات يولد الثقة بالنفس التي تعود على الإنسان بالحب والرغبة الشديدة في الحياة حتى لو بمفرده.