الخميس 28 نوفمبر 2024

خناقات بطلها شغل الست

  • 31-7-2017 | 12:10

طباعة

كتبت : أمانى ربيع

فى الوقت الذى يبحث فيه الزوج والزوجة عن حلول اقتصادية بالذهاب إلى عمل مجز، وربما الانخراط فى أكثر من مهنة على مدار اليوم، يحدث أن يتحول العمل نفسه إلى مصدر للخلافات الزوجية، وبسبب كثرة الأعباء أصبح من الطبيعى أن يعمل شريكا الحياة فى عدة أعمال لتأمين متطلبات البيت، وهكذا يصبح لكل منهما عالمان، أحدهما فى البيت وآخر فى العمل، وتضيع المسافات حين تنتقل هموم البيت إلى ساحة المكتب، أو حين تنطلق أعباء الشغل فى أرجاء البيت، خاصة إذا كانت هناك نية مبيتة لإشعال المعارك، أو إذا كان الزوجان معا، فى البيت والعمل!

فى البداية تقول سمر مدين 25« سنة »، مدرسة: رغم أن زواجى كان عن حب، إلا أنه عندما بدأت فى النزول إلى عملى بعد شهر العسل بدأت الخلافات تكثر لكن بشكل غير مباشر، فزوجى لم يرفض عملي، لكنه يحب الخروج والسهر ودعوة الأصدقاء للمنزل بشكل دائم، وكثيرا ما أرفض هذا لأنى أضطر أن أستيقظ مبكرا من أجل عملى، كما أن أستيقاظى مبكرا أيضا يضايقه فبمجرد نزولى من المنزل يبدأ الخلاف، وفى النهاية تركت العمل لأنى تعبت من الخلاف المستمر الذى أرهقنى عصبيا.

ثورة الشك

أما مها 28« سنة » فهى تعمل مع زوجها فى نفس المكان وبرغم أنه تزوجها بعد فترة زمالة تحولت إلى صداقة إلا أنه أصبح حساسا جدا تجاه مسألة علاقتها بزملائها وهو ما يعرضها لمواقف محرجة أمامهم، خاصة حين يظهر حدة غير مبررة فى التعامل معهم، وكما تقول: فى هذه الحالة نعود إلى المنزل صامتين وما أن أسأله: مالك؟، حتى يبدأ الصراخ فأرد عليه بصراخ مماثل، فأنا لم أفعل شيئا خاطئا، ونتصالح، وهكذا يستمر الصراع بيننا خاصة مع إصرارى على عدم ترك عملى.

هناء 32« سنة » تعمل مع زوجها فى نفس المكان لكن أسباب الخلاف تختلف، والغيرة هنا غيرة مهنية، تقول: أعمل فى وظيفة تحتاج معدل إنتاج معين، وعادة ما أحقق معدلا أكبر فى العمل وأحصل على مكافآت وتقدير، ومؤخرا تم تعييني مديرة للفريق وهو ما أزعج زوجى بشدة ورغم أنه لم يعلن ذلك صراحة إلا أن الموضوع تحول إلى معارك مستمرة بسبب شعوره بتفوقى عليه، خاصة مع تلميحات الزملاء ونكاتهم حول الموضوع.

وتقول شيماء 37« سنة »: لم أدخل مجال العمل إلا بعد سنتين من الزواج وخلال تلك الفترة كانت علاقتى بزوجى مثالية نظرا لتفرغى التام له، مما جعله يشعر بالفرق عندما بدأت الانخراط فى مجال العمل، فقد اختلفت مواعيد تواجدى في المنزل مما تسبب فى اختلاف أسلوب اهتمامي فأحيانا أعود مبكرا ولكن مرهقة فنكتفى بوجبة خفيفة أو جاهزة وهو ما يثير غضبه، لكن الكلمة الحلوة والحديث الهادئ يمتص كل شيء مع الوقت أصبحت أكثر تنظيما، ومع التفاهم واحترام كل منا للآخر تجاوزنا الخلافات.

وبالطبع لن ننظر للأمر من وجهة نظر واحدة، فعن الرجال يقول عبد القادر 34« سنة »، موظف بنك: لم يكن لدى مانع فى عمل زوجتي، واتفقنا على استمرارها فيه بعد الزواج، المشكلة ليست فى العمل ذاته لكن فى شعور زوجتى بالاستقلال المادى ما يجعلها أكثر عنفا فى كل مشكلة حتى لو لم يكن سببها العمل فهى تتحول إلى خصم صعب المراس، خاصة حين اخبرها أننا لسنا بحاجة مادية لعملك، لكنها ترفض ذلك بشدة معتبرة أن عملها مصدر أمان، لكن ما هو دوري؟ المفروض أننى أمانها، هذا ما يجعلنى أشعر بعدم الاستقرار، وبالفعل تحول عملها إلى خصم.

أحمد 26« سنة » مبرمج كمبيوتر: عمل زوجتى حوّل منزلنا إلى عش مجانين، خصوصا بعد إنجاب ابننا، فضغط العمل بالإضافة إلى أعباء المنزل حوّلها إلى شخصية عصبية جدا، حيث نختلف على أتفه الأسباب، وعلى الرغم من أنى أساعد على قدر طاقتي، لكن هى فى شكوى دائمة وإهمال فى معظم الأوقات.

فاتورة موبايل

عملها أزمة من غير لازمة، هكذا بدأ مصطفى 34« سنة » حديثه قائلا: تعمل زوجتى مشرفة دور بإحدى المدارس، ومرتبها ضئيل جدا، مقارنة بالجهد التى تبذله ورغم ذلك فهي متمسكة به، فالوظيفة لا تحقق لنا أو لها أى شيء لأنها لا تكفى فاتورة هاتفها، بالإضافة إلى بعض المصاريف الشخصية التى لا تذكر، بل وتأخذ من مصروف البيت.

إذا عُرف السبب

وعن رأى الطب النفسى فى ذلك يقول د. جمال فرويز استشارى الطب النفسي: أولا يجب أن نعرف سبب المشكلة لكى نحدد الطريقة المثلى للتعامل معها، فهناك مثلا الغيرة بسبب عمل الزوجة فى مركز أعلى، وهناك مشاكل بسبب أن عمل الزوجة يأخذ من وقتها دون عائد مادى مجزى، وأحيانا هناك رجال ينزعجون من عمل زوجاتهم لكثرة شكواها بأنها تعبت، مما يحتاج لتفهُّم الطرفين وبعض التنازل منهما، لذا فأسلم طريقة أن يبتعد كل منهما عن العند.

أما عن رأى علم الاجتماع، فيقول د. أحمد عبد الله الأستاذ بجامعة الزقازيق: عمل المرأة لم يعد ظاهرة، بل أصبح أمرا اعتياديا ومقبولا، والكثير من الرجال يبحث عن المرأة العاملة لأكثر من سبب حتى يكون لها اهتمامات شخصية بعيدة عنه، أو للمساهمة فى المصاريف فى ظل الوضع الاقتصادي الحالى، وطالما هناك اتفاق ضمنى على عمل الزوجة منذ البداية فلا داع لوجود شكوى، لكن هذا لا يعنى إهمال الزوجة لزوجها، والحياة مشاركة والأفضل تقسيم الأعباء المنزلية بينهما، وتنظيم المرأة لأمورها فهى ربان السفينة.

احترام متبادل

وتعلق دينا ونس، خبيرة التنمية الذاتية والطاقة، قائلة: عمل المرأة أمر مفروغ منه ينعكس على حالتها النفسية، وثقتها بنفسها ولابد أن تكون هناك عدة أمور متفق عليها، ومنذ بداية الزواج يجب أن يكون هناك تقسيم ومشاركة فى الأعمال المنزلية من الطرفين فكلاهما يعمل ويبذل نفس الجهد، ويضاعف من دور المرأة مسؤليتها تجاه المنزل والأولاد، ففى المجتمعات الغربية يشارك الزوج زوجته فى أعمال المنزل المختلفة ما يجعل علاقتهما أكثر ودا وترابطا، بينما لا نجد هذا فى مجتمعتنا الشرقية.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة