السبت 18 مايو 2024

المفتي العام لسلطنة عُمان : حب الوطن يرتبط بالعقيدة

31-7-2017 | 13:42

مسقط – وكالات الأنباء :

أكد سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان أن حب الوطن يرتبط بالعقيدة، كما ان ما يقدمه المرء لوطنه يعد من خير ما يحسب في سجل الأعمال عند الله عز وجل. وقال إن الوطن واحة الإنسان وطمأنينته وهو الظل الظليل وهو الكنف الذي يأوي إليه،يجد فيه طمأنينة النفس واستقرار البال،وهو هبة،وكل هبة من هبات الله سبحانه تذكر به وتدعو إلى طاعته، والإخلاص له،وهو نعمة يجب على الإنسان أن يشكر الله تبارك وتعالى عليه، وأن ينشر مبادئ الخير فيه،فلذلك يرتبط حب الوطن بالعقيدة.

وعن علاقة حب الوطن بالجانب الإيماني أضاف: حب الإنسان لوطنه شيء فطري وواجب شرعي ،وهو مطالب بأن يحول هذه الفطرة إلى جانب إيجابي ،إذ أن الله سبحانه وتعالى شرّف الإنسان وكرّمه واستخلفه في الأرض و جعله مرتبطا بالمكان الذي ينشأ ويستقر فيه وترتبط به مصالحه، ولا ريب أن الإنسان دائما يحن إلى المكان الذي هو مرتع طفولته ومسرح خيالاته ومنطلقه في هذه الحياة فهو يرتبط بالأوطان لأجل ذكريات تتجدد في نفسه كلما عنّ لها شيء يثير شجونها.وأضاف: ان طبيعة النفس البشرية تهفو إلى الشيء الماضي لأن الماضي فات والذي فات لا يدرك، فلذلك تحن النفس إلى هذا الشيء الذي لا تدركه، ولكن مع هذا كله فان الإنسان مطالب بأن يحول هذه الفطرة إلى عمارة لهذه الأرض، وعناية بمصالح المجتمع، حتى ولو خرج الإنسان منه لظرف أو لغيره يبقى مرتبطا بأفراد هذا المجتمع ويبقى دائما يحن إلى الرجوع إليه .وهذه هي النواحي الإيجابية في حب الأوطان، مع حرص الإنسان على عمارتها بدين الله سبحانه وتعالى، وتطبيق شرعه وامتثال أمره، وتحكيم ما أنزل في كتابه .

النبي صلى الله عليه وسلم كان شديد الحب للوطن

أكد سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان شديد الحب للوطن الذي هو فيه، ومن ذلك انه كانت مشاعره ترتبط حتى بالجبال، فعندما رأى جبل أحد قال: هذا جبل يحبنا ونحبه، وهذا من التعبير عن حب الوطن، وهكذا كان أصحابه صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا لم يمنعهم عن الخروج في الأرض لنشر الحق فيها، وبث الخير بين أهلها، ودعوة الناس للخروج من الضلالة واتباع الهدى، فقد ساحوا في الأرض الفسيحة، وعلى المسلم مهما كان أن يحرص على أن يتخذ جميع الأرض التي يمكن أن تقام فيها شعائر الإسلام وتعلو فيها كلمة التوحيد ويظهر فيها الحق أن يتخذ هذه الديار كلها وطنا له من حيث ارتباط مشاعره بها، وحبه الخير لأهلها، فان المؤمن يحب الخير لجميع الناس، ويحب الخير لجميع الديار، فجدير بان يحرص المسلم على هذا الخير وعلى هذا العطاء الطيب فان في ذلك الخير والبر والمرحمة إن شاء الله.

وقال سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان أن الشكر يكون باستخدام النعمة فيما يرضي الله سبحانه وتعالى، وهذا سبب لبقاء النعمة واستمرارها، وزيادتها فان الله تعالى يقول: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)، فالزيادة إنما هي منوطة بالشكر، وبخلاف ذلك العذاب الشديد هو أيضا منوط بالكفر، وضد الشكر هو الكفر، لأن الشكر إنما هو استخدام النعمة فيما خلقت من أجله، وفي هذا إظهار للنعمة وإبراز لها، والكفر على عكس ذلك لأن الكفر في الأصل هو التغطية.

    الاكثر قراءة