الأربعاء 29 مايو 2024

عادت الدراسة فعادت الحياة للفجالة

11-2-2017 | 09:40

بضع خطوات تفصلك عن ميدان رمسيس حيث تدخل الى شارع الفجالة ( كامل صدقى سابقا ) ، وسُمى بالفجالة نسبة الى ما أشُتهر به فى السابق من بيع الفجل ، لكنه تحول الآن الى المركز الأول فى القاهرة ومصر كلها لبيع الأدوات المدرسية والكتب ، ولازال محتفظا بمكانته كمقصدا هاما لمختلف فئات الشعب بطبقاته الغنية والوسطى ومحدودى الدخل في بداية الموسم الدراسى في شهر سبتمبر ، ومنتصف العام الدراسى في شهر فبراير ، لشراء مستلزمات أبنائهم من الكتب والأدوات المدرسية .

عندما تطأ قدماك شارع الفجالة ترى المكتبات الكبري ودور النشر العريقة كدار المعارف ومكتبة مصر ، وغيرها من المكتبات القديمة وقد تراصت بجوار بعضها البعض تعرض بضاعتها للمواطنين الذين أتوا من كل حدب وصوب لشراء مسلتزمات أبنائهم من الكتب الخارجية والملخصات والكشكول والكراسات والأقلام ورزم الأوراق والشنط المدرسية و"الزمزمية" وغيرها من أدوات مدرسية يحتاجها الطلاب فى عامهم الدراسى بأسعار رخيصة أو مُخفضة عن المكتبات الآخري خارج شارع الفجالة .

تراصت المكتبات بجوار بعضها البعض ، وشغل الشارع الباعة الجائلين الذين إفترشوا الرصيف لبيع الأدوات المدرسية رافعين شعار " إحنا أولاد مهنة واحدة والأرزاق على الله ومحدش بياخد رزق حد " حيث تجد البائع الجائل قد إفترش الرصيف أمام مكتبة كبرى دون إعتراض صاحب المكتبة ، وهناك مكتبة صاحبها مسلم الديانة وقد انطلق صوت المذياع بتلاوة القرآن الكريم يجاورها مكتبة صاحبها مسيحى الديانة وقد علق على الجدران صور العذراء مريم عليها السلام وصور لشخصيات مسيحية كالبابا شنودة ، حيث يتعامل الجميع كأسرة واحدة دون تنافس على الزبائن .

 

رواج للبيع وإرتفاع للأسعار

 

ورصدت "الهلال اليوم" حركة البيع والشراء في شارع الفجالة الذي شهدا إقبالا واسعا من الزبائن على شراء الأدوات المدرسية للنصف الثانى من العام الدراسى ، حيث يقول الحاج محمد سليمان صاحب إحدى المكتبات " حركة البيع بدأت تنتعش من أسبوعين علشان الترم التانى هيبدأ ، لكن قبل ذلك كانت حركة البيع فيها ركود شديد والمكتبات مكنتش لاقية زبون تبيع له ، والرواج هيستمر أسبوعين تانى وهيخلص بعد ما الناس تشترى طلباتها ، والأسعار إرتفعت بنسبة 100% وتجار الجملة كان عندهم مخزون بضاعة باعوها بالسعر الجديد " .

وذكر عبد الله محمود ، صاحب إحدى المكتبات " الأسعار إرتفعت بدرجة كبيرة بسبب تحرير سعر الصرف للجنيه المصرى وإرتفاع الدولار ، خاصة وأن الأدوات المدرسية معظمها مستورد من الصين والهند وأندونسيا وتركيا ، والأسعار تضاعفت بنسبة 75% فمثلا لو كان القلم بـ1 جنيه أصبح بـ1.75 قرش ، ورزمة الورق كانت بـ15 جنيه أصبحت 27 جنيه ، والمساحة والبراية كانت بريع جنيه دلوقتى بـ 1 جنيه ، والكشكول كان 1.50 دلوقتى 2.50 و3 جنيه ، وفيه نقص كبير في الأصناف لأن تاجر الجملة عاوز يعطش السوق علشان يغلى السعر".

وأوضح عبد الرحمن متولى ، بائع على الرصيف " الزبون لجأ للتقشف وكان يشترى أدوات مدرسية كثيرة لكن حاليا بيشترى طلباته بالكاد وأوقات مش بياخد كل طلباته علشان إرتفاع الأسعار ، وفيه أصناف كتيرة من أدوات المدارس ناقصة حوالى 20 صنف ناقص زى الزمزمية وأنواع أقلام ملونة وأقلام جاف وحبر وحركة البيع أقل من الأعوام السابقة " .

وقالت هويدا ابراهيم ، ربة منزل " الأسعار مرتفعة والفلوس مش مكفية لوازم الأطفال والأسعار تضاعفت 100% والشنطة بقت 75 جنيه وشكلها شعبى والمستوردة بـ150 جنيه ) .

 

خبير إقتصادى : زيادة الانتاج المحلى وتقليل الإستيراد

 

وصرح الدكتور شريف الدمرداش الخبير الإقتصادى لـ"الهلال اليوم" أن أرتفاع أسعار الأدوات المدرسية نتيجة كونها مستوردة ، والسعر ارتفع 3 أضعاف ، وما يزيد الطين بله عدم وجود رقابة حقيقية على الأسواق أو بعضها رقابة فاشلة " .

وأضاف " علاج المشكلة فى زيادة الإنتاج المحلى ونقلل من الاستيراد ولو لدينا ميزة تنافسية لسلعنا المحلية نصدر للخارج ، وإيجاد منظومة رقابية على الأسعار تراعى هامش ربح للتجار دون مضاعفة السعر كما يحدث الآن الى أربع أضعاف ".