3-9-2022 | 20:28
بعد وفاته بثلاثة عشر عاماً، انفجرت شهرته عندما غنت كوكب الشرق قصيدة «الأطلال» عام ١٩٦٦، التى ظلت حبيسة الخلاف بينها وبين السنباطى أربع سنوات، والذى أصر على موقفه بأن تكون نهاية القصيدة بارتفاع صوت اللحن والأداء على عكس ما كانت تريد هى، وصدق حدسه عندما تغنت بأروع قصيدة غنائية فى القرن العشرين وختمت بأعلى صوتها..
يا حبيبى كل شىء بقضاء ... ما بأيدينا خلقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم بعدما عز اللقاء
فإذا أنكر خلٌّ خله وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كلٌّ إلى غايته لا تقل شئنا
فإن الحظ شاء ... فإن الحظ شاء.
فكان ختاماً تاريخياً لم يسبقه إليه أحد، وكثرت الأقاويل والروايات.. ترى لمن كتب ناجى هذه الكلمات ؟
لست أنساك وقد أغريتنى .. بفم عذب المناجاة رقيق
قالوا إنها لزوزو حمدى الحكيم، وإنه كان يكتب بعضاً منها على ظهر روشتتها فى كل زيارة، وهى لم تنكر ذلك، وآخرون ادعوا أنها زوزو ماضى، خاصة أنه كتب قصيدة «نفرتيتى الجديدة» فى أمينة رزق فى شبابها، وأخرى فى سامية جمال، ولكن الحقيقة التى أفصح عنها الشاعر صالح جودت أنها لـ«ع.م»، ولم يذكر اسمها، وكانت تستحق أن يقال فيها..
أين من عينى حبيب .. ساحر فيه عز وجلال وحياء
واثق الخطوة يمشى ملكا.. ظالم الحسن.. شهى الكبرياء
عبق السحر كأنفاس الربى.. ساهم الطرف كأحلام المساء
وقد أفصح عن الاسم بعد وفاتها، وأكدت ذلك حفيدته سامية محرز فى كتابها الوحيد عن جدها، وهى السيدة عنايات محمود وأنه كتب فيها ديواناً كاملاً «وراء الغمام»، وإن كل ما نُسج حولهما من أقاويل وحكايات لم تكن صحيحة، ويبدو أن حكايات الأطلال تنادى بعضها بعضاً، فعندما يكتب فارس الرومانسية يوسف السباعى قصة" بين الأطلال "يلتقطها عز الدين ذو الفقار ويقدمها للسينما بالحب الجارف الذى يجمع الطالبة فاتن حمامة «منى» بالكاتب الكبير محمود فهمى «عماد حمدى» المتزوج من ابنة عمه المريضة، وتمنعهما الظروف أن يجمعهما الزواج، وتسافر منى بعد أن تقبل الزواج من الدبلوماسى صلاح نظمى لتبعد، ولكنها تعود بعد أن أنجبت كمال «صلاح ذو الفقار» عندما علمت أن محمود أُصيب بشلل كامل بعد حادث سيارة ويخيرها زوجها بين أن تبقى بجوار هذه الجثة الهامدة أو أن تعود معه وولده فى الفيلم رقم ٧٣ فى أفضل مائة فيلم فى السينما المصرية، ويقدمه ذو الفقار فى عام ١٩٥٩، وتختار منى أن تخدم حبها الذى لم يبقَ منه إلا الأنفاس وقليل من الكلمات العليلة.. وزوجته التى تصارع المرض والتى حملت لتوها قبل الحادث يا إلهى ما هذا الحب؟ إلى هذا الحد تكون التضحيات؟!
ويموت الحبيب وترعى زوجته والتى غادرت أيضاً بعد مخاضها لتترك لها «منى» الصغيرة التى تكبر وتدرس فى إحدى الكليات، وتقع فى غرام «كمال»، العائد من الخارج، والذى يدرِّس لها فى الكلية، وعندما أراد أن يتقدم لزواجها يعرف القصة من أبيه والذى رافقه ليخطبها من أمه فاتن حمامة، التى أحست بأن روح الحب الذى أصبح سراباً تنبعث من جديد فى جسدين، جزء منها «كمال» وجزء من حبيبها «محمود»، وهى ابنته منى، وفى غمار العناق الذى جمع بعضاً من الأرواح التى رحلت إلى التى تعيش جسدا