ينطلق يوم الجمعة المقبل بالأقصر، المؤتمر الطبي المتخصص في بحث ودراسة الجديد في تطور علاج وجراحات اضطرابات كهربية المخ (الصرع) عند الأطفال في مصر، بمشاركة عدد كبير من استشاريي طب المخ والأعصاب للأطفال وإخصائيي التخاطب، إضافة لممثلين لمراكز تشخيص وعلاج اضطرابات كهربية المخ للأطفال، ومراكز التأهيل، وممثلي الجمعيات الأهلية الراعية لحالات ذوي الهمم.
وقال استشاري مخ وأعصاب الأطفال ورئيس وحدة العناية المركزة والحالات الحرجة بكلية الطب جامعة الأزهر الدكتور محسن القيعي ورئيس المؤتمر في تصريح، إنه جرى توجيه الدعوة للمشاركة لعدد من قيادات محافظة الأقصر والمسئولين الحكوميين بالقطاع الطبي بالمحافظة، مشيرا إلى أن المؤتمر سيركز نقاشه وبحثه الطبي والعلمي على واقع ومستقبل قطاع تشخيص وعلاج وجراحات اضطرابات كهربية المخ عند الأطفال في مصر وأحدث التطورات في هذا المجال.
وأوضح أن المؤتمر سينطلق من خلفية القفزة التي حققها هذا القطاع في مصر، سواء في مستوى التشخيص أو العلاج أو الجراحات الدقيقة التي تجري للمرضى الأطفال، مؤكدا أن مراكز التشخيص والعلاج في مصر سجلت تقدما كبيرا في هذا المجال للأطفال المرضى في داخل مصر، أو الأطفال الوافدين من عدد من الدول العربية، من بينها السعودية وقطر.
وأشار إلى أن المتحدثين الذين سيعرضون أوراق عمل طبية حول هذا المرض، سيركزون كل في تخصصه على آخر ما بلغته معدلات التشخيص والعلاج للمرضى، وتشمل تخصصاتهم مخ وأعصاب الأطفال، والفسيولوجيا العصبية، وجراحات اضطرابات كهربية المخ، والأمراض النفسية للأطفال، وأقسام الأشعة التشخيصية، إضافة إلى دور مراكز التأهيل باعتبار دورهم مكمل لدور المراكز العلاجية.
ولفت رئيس المؤتمر إلى الأهمية القصوى لقيام الفريق الطبي بالتشخيص السليم والدقيق لحالة الطفل المريض الذي يُعرَض على المركز العلاجي، وقال إن هذه الخطوة يتحدد بناء عليها التعامل الصحيح مع حالة الطفل، واتخاذ قرار العلاج المناسب له، كما شدد على أهمية إجراء الفحوص الدقيقة من أشعات عادية أو رنين مغناطيسي ورنين وظيفي للمريض والذي سيبنى عليه قرار العلاج الدوائي أو التدخل الجراحي.
وأكد الدكتور محسن القيعي أن المؤتمر مهتم بتعزيز بناء علاقات جيدة من الثقة والتعاون والتكامل ما بين مراكز علاج اضطرابات كهربية المخ للأطفال، وبين مراكز التأهيل التي تقدم خدمات تأهيلية للمرضى، بما يخدم المرضى ولا يضر بهم، وقال إن لكل منهما دوره المهم، باعتبار أن المراكز العلاجية تشخص حالة الطفل المريض وتتولى تقديم العلاج المناسب له، بينما تقوم المراكز التأهيلية بدور مهم في تأهيل المريض وتقليل معدلات التشنجات لديه.
وأشار إلى أن ممثلين لمراكز التأهيل سيشاركون في المؤتمر وسيكون هناك متحدث يمثلهم لتقديم رؤية هذه المراكز في التطور الذي تشهده مراكزهم وتطلعاتهم للتطوير والتحديث، ووسائل تطوير علاقات التعاون والتكامل مع المراكز التشخيصية والعلاجية، بهدف النهوض بواقع ومستقبل تشخيص وعلاج هذا النوع من المرضى من ذوي الهمم، الذين توليهم الدولة اهتماما فائقا.
وأكد الدكتور القيعي أن مصر تشهد تطورا كبيرا في مجال علاج وجراحات اضطرابات كهربية المخ (الصرع) عند الأطفال، وأن هناك بشرى كبيرة لذوي الحالات في مصر وفي الدول العربية تتمثل في توفر إمكانات وفرص العلاج والشفاء التام سواء بالعلاج بالأدوية، أو بالتدخل الجراحي المأمون، أو التحسين الكبير في حالة المريض وتقليل عدد التشنجات عندما يتعذر التدخل الجراحي.
وأوضح أن مصر بها حاليا العديد من المراكز المتخصصة المتقدمة في تقديم هذه الخدمة للأطفال الذين يعانون من هذه الاضطرابات والتشنجات، والذين يقدر عددهم وفق بعض الإحصاءات المتوفرة بنحو 50 ألفا إلى 100 ألف حالة، مشيرا في نفس الوقت إلى أن أهم شروط نجاح هذا المسار العلاجي والجراحي، يتمثل في أن يتوفر لدى المركز العلاجي فريق طبي متكامل يضم استشاريين في العديد من التخصصات المتخصصة في هذا المجال، وقيام الفريق الطبي بالتشخيص السليم والدقيق للحالة، والذي يتحدد بناء عليه الخطوة الصحيحة للتعامل مع حالة الطفل، واتخاذ قرار العلاج المناسب له.
وأضاف أن مصر حققت نجاحا في إجراء العديد من التدخلات الجراحية لحالات مستعصية، كما أن كلية طب الأزهر حققت نجاحا مبشرا ونتائج آمنة في المجال.