الأربعاء 15 مايو 2024

رئيس اللجنة الوطنية لصون الطبيعة يكشف خطورة الكربون الأسود على الصحة العامة

الكربون الأسود

أخبار5-9-2022 | 14:34

دار الهلال

 قال الدكتور أحمد كامل حجازي رئيس اللجنة الوطنية لصون الطبيعة والموارد الطبيعية وأستاذ العلوم البيئية جامعة القاهرة، إن الاحتباس الحراري أو الاحترار العالمي هو الزيادة البطيئة في متوسط درجة حرارة الغلاف الجوى للأرض نتيجة زيادة كمية الطاقة التي تصل الأرض من الشمس وتحاصر في الغلاف الجوي ولا ترتد إلى الفضاء الخارجي، مشيرا إلى أنه بدون الاحترار العالمي الناتج عن الاحتباس الحراري ستكون الأرض شديدة البرودة، ويكون لها أثر أكبر ضررا من ارتفاع الحرارة.

جاء ذلك في محاضرة للدكتور أحمد حجازي، بعنوان "دور الدول الكبرى في الوفاء بالتزاماتها تجاه الدول النامية وتدهور حالة المناخ وعلاقة اتفاقية تغير المناخ باتفاقيات التنوع البيولوجي واتفاقية التصحر"، خلال أكبر دورة ‏تدريبية لـ "صحافة المناخ"، والتي تنظمها نقابة الصحفيين برئاسة الكاتب الصحفي حماد الرمحي السكرتير العام المساعد رئيس لجنة التدريب، وذلك بالتعاون مع جمعية كتاب البيئة والتنمية برئاسة الكاتب الصحفي خالد مبارك، وبإشراف الكاتب الصحفي الدكتور محمود بكر نائب رئيس الجمعية، والكاتبة الصحفية حنان بدوي سكرتير عام الجمعية، والكاتبة الصحفية سوسن عبد الباسط أمين الصندوق.

وتطرق حجازي إلى أهم المشكلات البيئية في القرن الـ 21 وهي تغير المناخ، ندرة المياه، التصحر، فقد التنوع البيولوجي، تلوث المياه، المخلفات الصلبة، استهلاك الطاقة، تلوث الهواء، زحف المجتمعات الحضرية، الغزو البيولوجي، تغير التيارات البحرية، ارتفاع مستوى سطح البحر.

وأضاف أن خلال النصف مليون سنة الأخيرة حدثت 5 دورات ارتفاع أو انخفاض في حرارة الأرض "دورة كل حوالي 100000 سنة" ومنذ نهاية العصر الجليدي "منذ حوالي 15000 سنة" وحتى عام 1800 م بداية الثورة الصناعية زاد متوسط درجة الحرارة الكونية 5 درجات مئوية، ومنذ عام 1800 وحتى عام 2015 زاد متوسط درجة الحرارة الكونية 38ر1 - 68ر1 درجة مئوية، ولو استمر الوضع كما هو عليه من المتوقع أن ترتفع الحرارة خلال القرن الواحد والعشرين بمقدار 4 درجات مئوية " 5ر5 ، 5ر2 درجة".

وتطرق الدكتور أحمد حجازي إلى الكربون الأسود وهو عبارة عن جزئيات صغيرة من الكربون ناتجة عن الاحتراق غير الكامل للوقود الأحفوري والوقود الحيوي هذه الجسيمات صغيرة حجمها حوالي 10 ميكرومتر وقطرها واحد على ثلاثين من شعرة الإنسان، ويمكنها أن تمر عبر جدران الرئة البشرية وتصل مجرى الدم، هذه الجزئيات الدقيقة تظل معلقة في الهواء بعد اختفاء أعمدة الدخان وانبعاثات المصانع والحرائق وتمتص حرارة الشمس بشكل أكثر فعالية بملايين المرات من ثاني أكسيد الكربون، وعندما تحمل الرياح جزئيات الكربون الأسود فوق الثلج أو الأنهار الجليدية أو قمم الجبال الجليدية، حيث تسقط على سطحها الأبيض العاكس عادة فإنها تساهم بشكل مباشر في ذوبان الجليد، الكربون الأسود يعتبر ثاني أكبر مساهم في الاحتباس الحراري بعد ثاني أكسيد الكربون.

وأشار إلى أن من أهم مصادر غازات الاحتباس الحراري والكربون الأسود، الوقود الأحفوري والاستخدامات ذات الصلة بالفحم والبترول، وهي أهم مصادر الغازات الدفيئة والكربون الأسود، وتعد الزراعة ثاني أهم مصدر بسبب إنتاج الغذاء وتربية الحيوانات وإنتاج الاعلاف، بالإضافة إلى تقلص مساحة الغابات بسبب التوسع في المساحات المزروعة، وإنشاء المناطق السكنية وحرائق الغابات، وكذلك انبعاثات البراكين والتيارات المائية في المحيطات والبحار التي تنقل كميات كبيرة من الحرارة عبر الكرة الأرضية.

وفيما يتعلق بالتزامات الدول والمطلوب في قمة المناخ.. قال الدكتور أحمد حجازي إن هناك مطالبة بتنفيذ الوعود التي قطعت على الدول الكبرى "مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى ومجموعة العشرين" في قمة المناخ " cop26" في جلاسجو بدعم الـ 100 مليار دولار سنويا للدول النامية لمجابهة تغير المناخ، قائلا: "الواقع يتطلب 300 مليار دولار حتى يصبح اتفاق باريس حقيقة واقعية وضرورة تخفيف الانبعاثات بنسبة 45% بحلول عام 2030، حتى الآن لم تستطيع الدول تنفيذ الاتفاقية بتخفيض الانبعاثات سوى بنسبة 1%".

وأضاف حجازي أن تكلفة التعافي من فيروس "كوفيد 19" مبلغ 15 تريليون دولار، ومع ذلك لم يتم الوفاء بتعهد تمويل المناخ البالغ 100 مليار دولار سنويا للدول النامية حتى عام 2030.

وأوضح حجازي أن لمجابهة تحديات تغير المناخ يجب حسم المفاوضات حول اتفاقية باريس وتنفيذها بالكامل وعدم التمادي في التفاوض حول المبادئ التوجيهية ومذكرات التفاهم، مع ضرورة العمل على تناغم التوقعات والمتطلبات الوطنية والتوقعات الدولية والكونية، وضرورة دعم الدول النامية للسير فى الركائز الثلاث المهمة لتغير المناخ بالتوازي "التخفيف، التكيف، التمويل"، وضرورة حسم الخلاف حول القضايا العالقة بأسواق الكربون خاصة في الدول النامية بأن يكون للقطاع الخاص دور في أسواق الكربون على أن يتحملوا جانبا من تكلفة الانبعاثات لتوفير بعض الموارد والمطالبة بقرارات ملزمة لمساعدة الدول النامية في إطار لوائح تشريعية وقانونية يمكن اللجوء قضائيا حال التنصل من الالتزامات المنصوصة وكذلك المطالبة بالتعويض عن الأضرار التي خلفها النشاط الصناعي للدول الكبرى وإصلاح النظم البيئية المتدهورة حفاظا على التوازن البيئي.

ولفت إلى أنه جرت العادة أن تعقد المؤتمرات وتصدر التوصيات والتعهدات التي تخلو من القدرة على التنفيذ، مما يحتم على "cop 27" الخروج بتوصيات لها قوة تنفيذ دولية ملزمة لكل الأطراف من أجل التحول نحو تنمية خضراء خالية من الانبعاثات.

ونوه الدكتور أحمد حجازي بأنه بالرغم من إجماع الرأي العلمي الواضح بين العلماء والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية وصانعي السياسات ووسائل الإعلام لا يزال هناك علماء متشككون في تغير المناخ أي يشككون في صحة النظرية العامة لتغير المناخ العالمي الناجم عن النشاط البشري أو أن الظواهر المرصودة تثبت بشكل قاطع أنها كذلك أو أن الظواهر المرصودة هي أي شيء خارج عن المألوف، ومن المهم فصل هؤلاء العلماء المتشككين عن الذين لديهم مصلحة مالية أو سياسية في إنكار تغير المناخ.

وأكد حجازي- في ختام محاضرته- أن الحلول غير التقليدية لمجابهة المشاكل لابد أن تكون مواجهة المشكلات البيئية وتغير المناخ جزء لايتجزأ من خطط وبرامج التنمية، وعدم قصر الاهتمام على إنشاء المؤسسات وإصدار التشريعات وتنظيم المؤتمرات.

Dr.Radwa
Egypt Air