لطفًا كفاكم حديثًا عنها لا تتدخلوا في شئونها لا تطلقوا كلماتكم الجوفاء كالسهام المسمومة نحوها، إن فتاواكم الحمقاء لا تعنيها، فهى تعلم جيدًا قدر نفسها، إنها استثناء فلا تقيسوا أنفسكم عليها، ولا تقلصوا من حجم رسالتها فتختصرونها في مال، أو أجر تفكرون في منحه لها.
تتعالى صيحاتكم في كل يوم مطالبين بمنحها ثمنًا لدورها، هل يمكن أن تقبل المرأة أن تؤجر على ما قدمته ، وتقدمه لأسرتها ! هل تؤجر الأم على حسن صنيعها، لا أظنها سترضى بأن ترفع عن رأسها تاج ملكها لتستبدله بأموال لا قيمة لها، إن رسالتها التي كلفت بها والتي قدمت فيها أجمل سنوات عمرها لا يمكنكم بأي حال من الأحوال حصرها ، أو تقديرها.
إن هذه المرأة التي تتحدثون بشأنها هى التي قامت على تربية أبنائها وخدمتهم فخورة ومعتزة بعظم دورها، فهم بالنسبة لها سر من أسرار وجودها إنها حين تضم قطعة منها إلى صدرها تشعر حينها بأنها قد احتضنت العالم بأكمله فمن هى بدونهم، ومن هم بدونها.
إن أمومتها لشرف عظيم منحت لأجله، ولا تزال تمنح، وسوف تمنح حتى آخر عمرها.
إن نظرتها الحانية لطفلها وهى تبتسم له فيبتسم لها تمنحها ثراءً لا يمكنكم تقديره بماديتكم وحساباتكم، فهى تقدر أمومتها بحسابات أخرى وتقديرات لا يمكنكم الإلمام بها.
الأمومة عطاء لا يمكنكم تخيله، وحديثكم عنه حديث غير منصف، أخبروني من منكم عاش قصتها ليعلم أن صبرها الذي منحها الله إياه جاء مصاحبًا وموازيًا لإثبات حقها الكامل في تحقيق إنسانيتها، وحسن صنيعها، ولهذا أدعوكم، ولهذا أرجوكم أن ترفعوا أيديكم عنها.