الجمعة 19 ابريل 2024

مهرجان القلعة

13-9-2022 | 14:17

ارتبط اسم القلعة..بواقعة تاريخية حدثت عام ١٨١١ حيث دعى محمد علي امراءالمماليك إلى حفل تولي ابنه احمد طوسون قيادة الجيش المتجه إلى أرض الحجاز لمحاربة الوهابية وانتهز الفرصة واجهز عليهم جميعا ولم ينج الا امين بك الالفي الذي فر إلى الشام بعد أن قفز بفرسه من فوق أسوار القلعة...وفي الادب العالمي قصة" القلعة" من تأليف فرانس كافكا وهي من الادب الفلسفي والتي تعالج اغتراب الفرد والبيروقراطية وقد توفى قبل أن يتمها ولكنه اقترح نهايتها وقام صديقه "ماكس برود" باستكمالها..أما وقد اشتهرت بذاك السجن ذي السمعة السيئة حيث يودع فيه السجناء السياسيين منذ العهد الملكي إلى ان اصبحت مزارا سياحيا...وقد اعتاد القائمون عليها إطلاق مهرجانا سنويا للموسيقى ولكن هذا العام كان هذا المهرجان ذو مذاق خاص برغم انها الدورة ال ٣٠ له حيث اجتذب كل فئات الشعب التي ترنوا الى الفن الاصيل..فالتوليفة المصرية العربية الاجنبية كانت اكثر من رائعة وسعر التذكرة الذي جعل ملح الارض أبناء الصمت من الطبقة الكادحة يمتزجون مع الألحان الأصيلة حقق الهدف... فقد سعدت بالشيخ ياسين التهامي وهو يغني اشعار جلال الدين الرومي والحلاج وابن عربي الصوفية بالعربية الفصحى والحضور بالألاف فى تفاعل اكثر من رائع . "والله ماطلعت شمس ولاغربت الا وحبك مقرون بانفاسي ولاخلوت بقوم احدثهم الا و كنت حديثي بين جلاسي" ما أروع تلك الكلمات حين تغنى والأروع هو النقل عبر احدى القنوات الفضائية ، فازداد النور نورا وليت كل القنوات تحذوا حذوها وتنقل إلى العامة كل مسرحيات وحفلات مسارح الدولة والاوبرا...فمرحلة بناء الانسان التي نريدها تحتاج إلى إعادة صياغة وجدان الشخصية المصرية والفن والدراما هما الوسيلة الاقوى والاوسع انتشارا لبث القيم النبيلة فلاغرو أن تبدأ قنوات الدولة الرسمية وشركات الاعلام الوطنية في أن تنتهج هذا الطريق فالعملة السليمة تطرد الرديئة لذا لابد لها من التواجد والانتشار فهذه رسالة الإعلام الحقيقية...ولو عدنا قليلا إلى الوراء واستخلصنا العبرة من الماضي سنجد د.ثروت عكاشة وهو من أفضل من حملوا رسالة الإعلام استطاع من خلال التليفزيون والمسرح وقصور الثقافة خلق جيل كامل بوعي مستنير يصب في دعم ركائز الدولة و في النهاية حقق الهدف الذي كانت تنشده الدولة وقتها.