قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلى قطر، تعد الأولى من نوعها لبحث أطر التعاون بين البلدين والقضايا الدولية والعربية، موضحًا أنه على المستوى الثنائي هناك مجالات عديدة للتعاون بين البلدين، وفرص للاستثمارات ومضاعفتها في مجالات يتم تحديدها بين الجانبين مثل الصناعات.
وأوضح «بيومي»، في تصريح لبوابة «دار الهلال»، أن أهم القضايا ذات الأولوية على أجندة مباحثات الزعيمين جائحة كورونا وتداعياتها السلبية على العالم أجمع، وكذلك الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها على الغذاء والطاقة، ووقف إمدادات الوقود عن غرب أوروبا، حيث يمكن لمصر وقطر أن توفران جزءًا من العجز في الغاز والطاقة المطلوبة هناك.
وأشار إلى أن قضايا الدول العربية مثل سوريا وليبيا ولبنان واليمن والسودان، جميعها ذات أولوية على المستوى الإقليمي خلال المباحثات بين الرئيس السيسي وأمير قطر، في القمة المرتقبة بينهما غدًا الأربعاء.
وأوضح «بيومي» أن حل مشكلة قطر هو البحث عن دورًا لها في محيطها الإقليمي، فهي تشبه بمالطا في العالم الأوروبي، لكن مالطا تقوم بنشاط كبير، حيث أن هناك إطلاق مبادرات إيجابية مثل الحوار العربي الأوروبي، واستضافة مؤتمرات وزراء الخارجية لدول أوروبا والمتوسط، وكثيرًا من الأنشطة الإيجابية التي تضيف للمنظمة التي هي عضوًا فيها.
وأضاف أن قطر في السنوات الماضية لعبت دورًا سلبيًا وسلكت طريقًا خاطئًا باستضافة جماعة الإخوان الإرهابية، ودعم الميليشيات في ليبيا، وتأكيد التواجد التركي فيها، لكن الدول العربية وقفت في وجه ذلك فتصدت مصر ودول الخليج لذلك بموقف قوي حتى استفاقت وعادت إلى رشدها، وبدأت مسيرة الإصلاح في العلاقات وتهدئة التوتر بين كل الأطراف.
وأكد بيومي» أن مصر وقطر بدأتا في استعادة العلاقات الإيجابية وتبادل السفراء والاجتماعات، وبدأت المودة بين الجانبين تعود مرة أخرى، مشيرًا إلى أن قطر تعد من أكبر المستثمرين العرب على أرض مصر، فهناك مشروعات جارية بين البلدين اقتصاديًا وتجاريًا، كما أن هناك جالية مصرية كبيرة تساعد في الجامعات والمدارس وفي مجالات كثيرة في قطر.
وكان قد وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ قليل، إلى مطار حمد الدولي بالعاصمة القطرية الدوحة، وهي زيارة رسمية لمدة يومين، وذلك تلبيةً للدعوة الموجهة له من شقيقه تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي بأن الزيارة تأتي تتويجا للمباحثات المكثفة المتبادلة خلال الفترة الأخيرة بين البلدين الشقيقين، بهدف تعزيز أطر التعاون الثنائي المشترك على جميع الأصعدة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي، سيبحث خلال الزيارة مع شقيقه أمير دولة قطر، أهم محاور العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين الشقيقين، فضلا عن التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة الراهنة، والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي.