قال نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية اللواء محمد إبراهيم الدويري، إن الزيارة الرسمية التى يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى قطر تلبية لدعوة كريمة من الأمير تميم بن حمد آل ثاني، تمثل دعمًا قويًا للموقف العربي.
وأضاف اللواء الدويري، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، أن تلك الزيارة تكتسب أهميتها في ضوء أنها الزيارة الأولى إلى قطر منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم عام 2014، بالإضافة إلى كونها تأتي في ظل تصاعد الأزمات المثارة على المستويين الإقليمي والدولي، وهو ما تطلب ضرورة التشاور والتنسيق بين الدولتين تجاه كيفية التعامل مع كافة المتغيرات التى نشهدها خلال المرحلة الحالية.
وتابع أن هذه الزيارة شديدة الأهمية تأتي كذلك تتويجاً للعديد من الخطوات التى اتخذها الجانبان من أجل طي صفحة الخلافات التي شابت العلاقات الثنائية لفترة ليست بالقصيرة وكان أهم وآخر هذه الخطوات الهامة تلك الزيارة التى قام بها الأمير تميم بن حمد إلى مصر خلال شهر يونيو الماضي، وهو الأمر الذى أكد مدى حرص الدولتين على دعم العلاقات بينهما والنظر بكل جدية وموضوعية إلى آفاق التعاون المثمر في المستقبل بكافة المجالات المتاحة على المستويات السياسية والاقتصادية وغيرها من المجالات بما في ذلك دعم الاستثمارات والحركة التجارية بين الجانبين.
وشدد على أن هذه الزيارة التي تتم على هذا المستوى القيادي الرفيع سوف يكون لها نتائج إيجابية لاسيما وأن هناك رؤى مشتركة للدولتين تجاه كيفية التعامل مع القضايا العديدة المثارة حالياً وأهمها (ليبيا – سوريا – القضية الفلسطينية – لبنان – العراق – أمن البحر الأحمر – مشكلة الطاقة – مشكلة الغذاء - قضية المناخ )، قائلًا "وبالتالي فإنه من المتوقع أن نشهد خلال المرحلة المقبلة انعكاسات واضحة لهذه الزيارة على مستوى معالجة معظم هذه القضايا باعتبار أن كلا من مصر وقطر لديهما إمكانيات متعددة وأدوار هامة يمكن أن تساهم في حل هذه المشكلات".
وأكد اللواء محمد إبراهيم أن الرؤية التى يتبناها الرئيس السيسي بالنسبة لأهمية العمل العربي المشترك وضرورة تفعيله سوف تجد بلا شك صدى إيجابيا لدى الأمير تميم بن حمد لاسيما وأن القناعة المصرية التي لم ولن تتغير تتمثل في أن قوة العلاقات العربية - العربية تمثل الضمانة الحقيقية في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها المنطقة والتي وصلت إلى حد التدخل العسكري المباشر من قبل أطراف وقوى خارجية فى الشئون الداخلية لبعض الدول العربية وهو الأمر الذي لن ينتهي إلا من خلال تضامن عربي حقيقي وقوي يحظى بتقدير واحترام المجتمع الدولي.
وأشار إلى أن تلك الزيارة للدوحة تعد إحدى الخطوات الضرورية لحماية الأمن القومي العربي حيث أنها تؤكد أن أية خلافات عربية ماهى إلا استثناء في المسار العربي وأن القاعدة التى يجب تثبيتها والحفاظ عليها هي دعم التضامن العربي قدر المستطاع والإسراع بحل أية خلافات يمكن أن تظهر في البيت العربى وهو ما سوف يصب في صالح دعم الأمن القومي العربي الذى يواجه فعلياً أكبر مجموعة من التحديات منذ فترة طويلة.
وقال: "وليس من قبيل الخيال أو الأمنيات البعيدة أن أؤكد على أن مبدأ التضامن العربي أصبح مهيئاً أن يكون حقيقة واقعة فى ظل الظروف الراهنة، وبالتالي فإذا لم يتحقق هذا التضامن حالياً فمتى يمكن أن يتحقق؟ ويجب على الجميع أن يعلم أن المخاطر والتحديات ليست بعيدة عن أية دولة عربية ولكن من المؤكد أن هناك إمكانية كبيرة لمواجهة هذه المخاطر من خلال هذا التضامن والتعامل بين الدول الشقيقة بمصداقية وشفافية وتعاون مثمر وتنسيق متواصل".
وأضاف أن هذه الزيارة الهامة وما سبقها من لقاءات بين القادة العرب يجب أن تكون بمثابة القاعدة التي ينطلق منها مؤتمر القمة العربي المقبل المقرر عقده فى الجزائر فى نوفمبر 2022، ومن ثم فإن مثل هذه اللقاءات تعد شديدة الأهمية لإطلاق مرحلة التضامن العربي الحقيقي الذي سوف يكون محوراً رئيسياً فى مجال حل المشكلات التي تعاني منها بعض الدول العربية حالياً ووقف التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية العربية.
واختتم اللواء محمد إبراهيم بأن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى قطر تعد نموذجاً لكيفية تخطي أية خلافات تكتيكية مهما كانت طبيعتها وذلك في سبيل تحقيق أهداف إستراتيجية بين دول شقيقة تجمعها عوامل موحدة لا حصر لها، مؤكدًا أن الأطراف الخارجية سوف تتوقف عن التدخل في الشئون العربية الداخلية عندما ترى موقفاً عربياً قوياً قادراً على أن يحل مشكلاته دون انتظار أي حلول خارجية وهو أمر في تقديري ليس بعيداً مادامت الإرادة السياسية متوافرة.