صدر حديثًا عن المؤسسة الدولية للكتاب، كتاب «البابا كيرلس الخامس.. وتأثيره على الكنيسة والمجتمع» إعداد الدكتور رياض فارس جرس، ويعد الكتاب أول دراسة أكاديمية توثيقية عن البابا كيرلس الخامس، ضمن دراسة تحليلية وتوثيقية لهذا التاريخ (1874 حتى 1927م).
يستعرض هذا المؤلف «البابا كيرلس الخامس.. وتأثيره على الكنيسة والمجتمع» مرحلة مليئة بالأحداث منذ جلوس البابا كيرلس الخامس ونياحته، تلك الشخصية الزاهدة الورعة المهابة صاحبة الوقار والطابع الحازم وذو خلق، استطاع أن ينهض بالكنيسة القبطية في العديد من مجالاتها سواء الروحية أو التعليمية أو الثقافية وقت كانت مصر تعاني من ظروف غاية الصعوبة، وقد عرفه جمهور المصريين من غير القبط بتلك الشخصية، وعرفوا عنه أنه صاحب المواقف الوطنية ذو تأثيرًا على المجتمع المصري، فكان موضع ثقة من العرابيين أيام الصورة العرابية، وكان من أوائل مَن وقعوا على قرار خلع الخديوي توفيق وأيضًا من تصدى لمحاولات التمزيق بحجة الإصلاح سواء من الداخل أو الخارج ولا ينسى التاريخ أنه ساند وبارك ثورة 1919 بزعامة سعد زغلول الزعيم الوطني، وتصديه لمحاولات الكنيسة الإنجليزية التي حاولت السيطرة على الكنيسة القبطية، فلا عجب أن يكون موضع احترام بين المصريين جميعًا، وأن ينظر إليه رجال الحركة الوطنية بكثير من الامتنان لمباركة حركتهم.
ويقول رياض فارس، أقدم تلك الشخصية المصرية بكل المعاني بفخرها بوطنيتها المصرية ومسيحيتها الأرثوذكسية لكل فئات المثقفين، باعتباره أبًا لكل المصريين لأن الكنيسة جزء من المجتمع.
جدير بالذكر أن رياض فارس حاصل على العديد من الشهادات الجامعية (كلية الحقوق جامعة عين شمس، كلية تجارة جامعة عين شمس، دبلومة الإبداع، كلية الآداب – قسم علم النفس جامعة القاهرة)، كما حصل على العديد من الدراسات اللاهوتية بالكلية الإكليريكية بالأنبا رويس بالقاهرة، وماجستير في التاريخ الكنسي، ودكتوراة في التاريخ، كما أضاف للمكتبة القبطية مؤلفين بعنوان: «مولود بيت لحم» و «مجمع أورشليم»، كما له العديد من المقالات في الصحف المصرية.