قال السفير محمد عبد الحكم، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي قطر ولقائه الأمير تميم بن حمد، تكتسب أهمية خاصة من عدة جوانب، فمن حيث التوقيت تأتي للتنسيق والتشاور بين الرئيس السيسي وأمير قطر قبل الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة المرتقبة الشهر الجاري وكذلك قبل القمة العربية في نوفمبر بالجزائر.

وأوضح عبد الحكم، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الزيارة تأتي أيضا للتنسيق والتشاور في كيفية مواجهة التداعيات الخاصة بالأزمة الأوكرانية الروسية وتأثيرها على أزمة الطاقة والغذاء وتأثير ذلك على المنطقة العربية، مضيفا أن القمة أيضا اهتمت بالتنسيق بشأن القضية العربية والإقليمية والدولية الأخرى التي تمس الأمن العربي.
وأكد أن زيارة الرئيس قطر تأتي في أعقاب التطورات الإيجابية الكبيرة التي شهدتها العلاقات بين البلدين خلال الفترة الأخيرة في أعقاب توقيع بيان العلا في المملكة العربية السعودية في 5 يناير 2021، وما تبعه من تطورات إيجابية شهدتها العلاقات بين البلدين في الفترة الماضية والتي كان أبرزها اللقاءات المتعددة بين الرئيس وأمير قطر ومنها لقائهم في قمة جلاسكو نوفمبر الماضي وعلى هامش مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في أغسطس 2021 وكذلك على هامش دورة الألعاب الشتوية في الصين فبراير الماضي وكذلك زيارة أمير قطر لمصر في يونيو الماضي.
وأشار إلى أن هناك زيارات وزارية متبادلة بين البلدين في الفترة من مايو 2021 وحتى الآن وفي مقدمتها زيارة وزير خارجية قطر لمصر في مارس 2022 وزيارة وزير الخارجية المصري لقطر في يونيو 2021 وكذلك زيارة الفريق كامل الوزير في أبريل 2022 وزيارة وزير المالية محمد معيط لقطر في يونيو 2022 وكذلك وزيرة التجارة السابقة في يونيو 2022.
ولفت إلى أن الزيارات الوزارية واللقاءات المتبادلة بين قادة البلدين كانت من أهم التطورات الإيجابية توجتها زيارة الرئيس السيسي اليوم لقطر والتي عكست وجود إرادة مشتركة من قبل البلدين لتدعيم علاقات التعاون الثنائي في كل المجالات لتحقيق صالح الشعبين المصري والقطري.
وأكد أن الزيارة تدفع سبل العلاقات الثنائية بين البلدين في كل المجالات والارتقاء بها لمستوى الشراكة وخاصة في المجال الاقتصادي، فخلال زيارة وزير خارجية قطر القاهرة مارس الماضي تم الاتفاق على قيام الدوحة بضخ 5 مليارات دولار في الاقتصاد المصري الفترة المقبلة، وذلك نتيجة للحوفاز والامتيازات التي تقدمها مصر للاستثمارات العربية والأجنبية في كافة القطاعات التنموية وخاصة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وتابع أن الاستثمارات القطرية في مصر وصلت إلى 3.3 مليار دولار خاصة في قطاعات الطاقة والعقارات والإسكان والسياحة والزراعة، مشدددا على أن هناك إرادة قوية من قبل شركة قطر للطاقة على زيادة الاستثمارات في قطاع الغاز والبترول في مصر، ومن المتوقع أن تشهد العلاقات بين البلدين طفرة متميزة في كافة المجالات في أعقاب زيارة الرئيس السيسي اليوم للدوحة.
وشدد على أن هناك جالية مصرية كبيرة في قطر والتي تعد أكبر جالية وافدة في قطر ويصل عددها إلى 300 ألف مواطن مصري يعملون في القطاعات الحكومية والقطاع الخاص، مشيرا إلى أنه خلال زيارة أمير قطر لمصر يونيو الماضي أشاد بالدور الكبير الذي تقوم به الجالية المصرية في كافة القطاعات التنموية في قطر.
والزيارة تدعم كافة مجالات التعاون بين مصر وقطر خاصة في ظل الإرادة القوية المشتركة للرئيس السيسي وأمير قطر وحرص الرئيس السيسي على توحيد الصف العربي وتحقيق التضامن العربي قبل القمة العربية في الجزائر في نوفمبر المقبل.