قالت منظمة الصحة العالمية، إن نصف الضرر الذي يمكن الوقاية منه في مجال الرعاية الطبية على المستوى العالمي يرتبط بالأدوية، وربعها خطير أو يهدد الحياة، إن 50 % من جميع الأدوية يتم وصفها أو صرفها أو بيعها بشكل غير لائق، كما أن 50 % من جميع المرضى لا يتناولون أدويتهم بشكل صحيح.
وأضافت أن واحدا من كل 20 مريضا يعاني من أضرار دوائية يمكن تجنبها كما يعاني واحد من كل 4 مرضى من ضرر إكلينيكي شديد أو يهدد الحياة.
وأكدت المنظمة - في تقرير لها اليوم في جنيف استبقت به الاحتفال باليوم العالمي لسلامة المرضى الذي يوافق غدا 17 سبتمبر - أن كبار السن يعدون من أكثر الفئات المعرضة لخطر الإصابة بأضرار الأدوية، وخاصة أولئك الذين يتناولون أدوية متعددة كما لوحظ ارتفاع معدلات الأضرار المرتبطة بالأدوية في الرعاية الجراحية والعناية المركزة وطب الطوارئ.
وقالت رئيس وحدة سلامة المرضى بالمنظمة الدولية الدكتورة نيلام دينجرا كومار - في مؤتمر صحفي في جنيف اليوم - إن الممارسات الدوائية غير الآمنة والأخطاء الدوائية - الوصفات الطبية غير الصحيحة، أو الاستغناء عن الأدوية أو الاستخدام الخاطئ للأدوية أو الافتقار إلى المراقبة المناسبة واستخدام الأدوية دون المستوى المطلوب والأدوية المزورة هي سبب رئيسي للضرر الذي يمكن تجنبه في أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم.
وأشارت إلى أنه يمكن أن تحدث أخطاء في مراحل مختلفة من عملية استخدام الدواء سواء الوصف أو النسخ والطلب والتخزين والتحضير والإدارة والمراقبة.
ولفتت خبيرة منظمة الصحة إلى أن المرضى الذين يعيشون في البلدان المنخفضة الدخل يعانون من ضعف عبء الضرر الناتج عن الأدوية مقارنة بأولئك الذين يعيشون في البلدان ذات الدخل المرتفع، وأنه إذا تم منع الأخطاء الدوائية فإنه يمكن تجنب حوالي 1 % من الإنفاق الصحي العالمي أو خسارة مايصل إلى 42 مليار دولار على مستوى العالم كل عام.
اختارت منظمة الصحة العالمية موضوع (سلامة الأدوية) ليكون شعار اليوم العالمي لسلامة المرضى هذا العام، وذلك بعد أن كانت قد أطلقت في عام 2017 مبادرة عالمية تهدف إلى الحد من أضرار الأدوية الشديدة التي يمكن تجنبها بنسبة 50 % على مدى خمس سنوات.
وأوضحت خبيرة المنظمة أن سلامة الأدوية تشمل جميع الأنشطة لتجنب أو منع أو تصحيح الإصابة العرضية المتعلقة باستخدام الأدوية كعلاج، مؤكدة أن أهداف اليوم العالمي هذا العام تتمثل في رفع مستوى الوعي العالمي بالعبء الثقيل للضرر الدوائي، والدعوة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين سلامة الأدوية وتمكين المرضى وأسرهم من المشاركة بنشاط في الاستخدام الآمن للأدوية وتوسيع نطاق تنفيذ التحدي العالمي لسلامة المرضى الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية تحت شعار دواء بدون ضرر.