الخميس 2 مايو 2024

عودة قويّة للزوار الإيرانيين إلى العراق لإحياء أربعين الإمام الحسين

الزوار الإيرانيين

عرب وعالم17-9-2022 | 13:22

دار الهلال

على غرار نحو ثلاثة ملايين إيراني، عبرت المدرّسة نجمة الحدود إلى العراق للمشاركة في زيارة الأربعين التي يحييها المسلمون الشيعة سنويًا في مدينة كربلاء المقدّسة حيث أمكن سماع الحديث بالفارسية في كل مكان تقريبًا.

تعدّ هذه المناسبة من أكبر التجمّعات الدينية في العالم ويحيي خلالها المسلمون الشيعة الذين يشكلون غالبية السكان في العراق وإيران ذكرى أربعين مقتل الإمام الحسين، حفيد النبي محمد.

وبعد عامين هيمنت عليهما جائحة كورونا، تجمهر هذا العام 20 مليون شيعي في وسط العراق في مدينة كربلاء التي تضمّ مرقد الإمام الحسين وأخيه العبّاس. وبفضل رفع تأشيرات الدخول، تمكّن عدد كبير من الزوار الإيرانيين من الدخول إلى العراق.

مرتديةّ عباءة سوداء تقليدية وحذاء رياضياً، قالت نجمة "كما لو أنني وطأت الجنّة. أنا سعيدة جداً".

جاءت المعلّمة البالغة من العمر 37 عاماً برفقة زوجها وأهلها من قم الإيرانية بالسيارة إلى النجف، المدينة الأخرى المقدّسة بالنسبة للمسلمين الشيعة. ومن هناك، سارت العائلة على الأقدام مسافة 80 كلم إلى كربلاء.

نظرًا لتوافد أعداد كبيرة من الزوار، امتلأت غرف الفنادق في كربلاء وارتفعت الأسعار. وفي غياب خيارات أخرى، افترش العديد من الزوار الأرصفة.

في ظل حرارة قاسية، يسير الزوّار في الساحة الواقعة بين مرقدي الإمام الحسين والعباس، وفي الشوارع المحيطة بهذين المسجدين المزخرفين بالذهب والخزف الأزرق.

في الليل، يقيم الزوّار الشعائر. يجوب رجال بالأسود الشوارع ضاربين على صدورهم على إيقاع الأناشيد الدينية الصادحة في المكان عبر مكبّرات صوت.

ردّد البعض لطميّات مرتبطة بهذه الذكرى. وذرف بعض الرجال دموعاً حارة ولطم آخرون وجوههم، مستذكرين حدث مقتل الإمام الحسين في العام 680 على يد جنود الخليفة الأموي يزيد في صحراء كربلاء.

أحصت السلطات العراقية خمسة ملايين زائر أجنبي من بين 20 مليون توافدوا إلى كربلاء هذا العام، مقابل 17 مليونًا في العام الماضي.

يشرح الباحث أليكس شمس من جامعة شيكاغو، المختصّ في الشيعية السياسية في العراق وإيران، أن "الأربعين بالنسبة للإيرانيين من الطبقة العاملة، هي فرصة للسفر. إنه حدث ديني واجتماعي".

ويضيف أن "العراق من الدول القليلة التي يستطيعون الذهاب إليها ويحظون باستقبال جيد".

قبل العام 2003 وإسقاط صدّام حسين إثر الغزو الأميركي للعراق، كان يمنع على الشيعة الذين يشكّلون غالبية السكان إحياء ذكرى الأربعين في العلن، تحت طائلة التعرّض للسجن.
اليوم، يكتسي الحدث رمزية كبرى بالنسبة للجمهورية الاسلامية. ويوضح أليكس شمس أن "الحكومة (الإيرانية) تلحظ اليوم مدى شعبية هذا الحدث، وتحاول الاستفادة من ذلك".

ونظراً لوجود عدد كبير من الإيرانيين في هذه المناسبة، دعت السفارة الإيرانية في بغداد مواطنيها إلى عدم البقاء في كربلاء إلى ما بعد انتهاء المراسم.

Dr.Randa
Dr.Radwa