حذرت منظمة الصحة العالمية ، اليوم  ، من كارثة ثانية في أعقاب الفيضانات القاتلة التي ضربت باكستان هذا الصيف، في حين يتسابق الأطباء والعاملون الطبيون ميدانيا لمحاربة تفشي الأمراض المنقولة عبر المياه وغيرها.

وبدأت مياه الفيضانات في الانحسار خلال الأسبوع الجارى في أكثر الأقاليم تضررا، لكن العديد من النازحين، الذين يقيمون الآن في خيام ومخيمات مؤقتة، يواجهون بشكل متزايد خطر الإصابة بالتهابات الجهاز الهضمي وحمى الضنك والملاريا التي تتزايد، كما أصبحت المياه القذرة والراكدة أرضا خصبة لتكاثر البعوض.

وتسببت الأمطار الموسمية غير المسبوقة منذ منتصف يونيو الماضى ، والتي يربطها العديد من الخبراء بتغير المناخ، والفيضانات اللاحقة في مصرع 1545 شخصا بجميع أنحاء باكستان، كما غمرت ملايين الأفدنة من الأراضي وأثرت على 33 مليون شخص، ولقي ما يصل إلى 552 طفلا مصرعهم جراء الفيضانات.

وعلى الصعيد الوطني؛ دمرت الفيضانات 1.8 مليون منزل، وجرفت الطرق ودمرت ما يقرب من 400 جسر، وفقا للهيئة الوطنية لإدارة الكوارث.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس : "أشعر بقلق شديد إزاء احتمال وقوع كارثة ثانية في باكستان؛ موجة من الأمراض والوفيات في أعقاب هذه الكارثة المرتبطة بتغير المناخ، والتي أثرت بشدة على النظم الصحية الحيوية وتركت الملايين عرضة للخطر".

وأضاف "تعطلت إمدادات المياه، مما أجبر الناس على شرب المياه غير المأمونة، ولكن إذا تحركنا بسرعة لحماية الصحة وتقديم الخدمات الصحية الأساسية، فيمكننا الحد بشكل كبير من تأثير هذه الأزمة الوشيكة".

وأوضح جيبريسوس أن حوالى 2000 منشأة صحية إما تضررت كليا أو جزئيا في باكستان، وحث المانحين على مواصلة الاستجابة بسخاء حتى يمكن إنقاذ المزيد من الأرواح.