تستعد مصر لتنظيم مؤتمر المناخ cop 27 بمدينة شرم الشيخ، والذي يعد من أهم المؤتمرات العالمية لحماية والحفاظ على البيئة، ويترقب العالم كل الخطوات التي تحدث في مصر لهذا الحدث الجلل، والذي يوليه العالم أهمية كبرى في الحفاظ على حياة الإنسان والحيوان والنبات ولما يخلفه التلوث من تأثيرات سلبية على اقتصاديات الدول.
وراء كل ذلك، ظهرت طاقة الشابات المصريات اللاتي استطعن اختراق الأماكن والمجالات والتجارب المختلفة وصولاً إلى الصناعة والتعديل والتدريب في قطاع وسائط التبريد والتكيف، ومن بينهن أول مهندستين رائدتين في مجال التدريب لاستخدام الفريونات الصديقة للبيئة.
المهندستان رغدة أحمد وإيمان شوقي من مصلحة الكفاية الإنتاجية فرع محافظة بورسعيد- التابعة لوزارة الصناعة والتجارة- صلن على تدريب ضمن مجموعة من المتخصصين والفنيين في وسائط التبريد والتي أشرف عليها وحدة الأوزون- بوزارة البيئة ووزارة القوى العاملة وهيئة التنمية الصناعية التابعة للأمم المتحدة "يونيدو"، بإشراف المهندس أحمد القرشي الاستشاري بهيئة التنمية الصناعية التابعة للأمم المتحدة، وبالتعاون مع قطاع التعليم الفني التابع لوزارة التربية والتعليم في مركز التدريب المهني بالشرابية، حيث تم عقد دورات tot وبرنامج تدريبي داعم للإجراءات والالتزامات الدولية الرامية إلى التقليل من الاعتماد على البدائل المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري والضارة لطبقة الأوزون، إذ يهدف تدريب المدربين لتأهيل العمالة فيما بعد في استخدام وسائط التبريد الصديقة للبيئة.
يأتي ذلك وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ والتي انضمت لها مصر عام 1994 ضمن 154 دولة والتي تنص على مكافحة التدخل البشري الخطير الذي يهدد النظام المناخي، وفقا لاتفاقية مونتريال للتخلص التدريجي للمواد المستنفذة للأوزون والمواد المسببة للاحتباس الحراري.
تقول المهندسة إيمان شوقي، أنه تدربت في البداية على يد مهندسين من إيطاليا بالتعاون مع مصلحة الكفاية الإنتاجية وذلك من أجل تعديل الفريونات المستخدمة في وسائط التبريد لكي تصبح صديقة للبيئة، وكنت أنا وزميلتي "رغدة" أو مهندستين في مجال التدريب لاستخدام مواد وفريونات صديقة للبيئة.
تضيف: الهدف من التبريد هو الحفاظ على البيئة وتطبيق القوانين مع الاستخدام الأمثل لوسائط التبريد بعد تغير طبيعتها، والفريونات المسببة للاحتباس الحراري وزيادته ثقب الأوزون هي r 11 ,r12,r22, و بالفعل يتم تدريجياً إيقاف العمل بها لما تسببه من ضرر في المناخ.
أشارت إلى أنه تم استخدام R600 في جميع الثلاجات وتغير كل الفريونات الخاصة بها، وبالفعل نجح العمل في ذلك، ليجري تدريب جميع العامليين والفنيين في مصلحة الكفاية الإنتاجية والقطاع الفني على هذه الجزئية، بالتعاون مع الوزارات والهيئات المعنية، لإيصال المعلومات الكافية والصحيحة إلى الفنين التابعين لشركاتهم وكل شخص يعمل بيده ويقوم بتدريب غيره على الأجهزة الحديثة سواء لتغير الوسائط أو الاسترجاع والمتابعة والمعاينة لمعرفة ما إذا كان نوع وسائط التبريد مغشوش أم صحيح، والتبريد على طريقة وطبيعة العمل على الفريونات الجديدة الصديقة للبيئة.
وتؤكد: كل شخص يتم تدريبه في شركته، مصنعه، منطقة عمله هو نواة لتدريب الآخرين على طرق العمل على كيفية العمل على وسائط التبريد والتكيف.
أما المهندسة رغدة، فتوضح أن هناك بعض السلبيات التي يتم التدريب عليها لتعلم كيفية تجنبها أثناء التغير إلى الفريونات الصديقة للبيئة وهي أن بعض الفريونات تتسبب في الاشتعال وبها بعض المواد السامة، قد تضر بسلامة الأشخاص، ومن المهم التدريب على تلك الجزئية، لافتة إلى تدريبها من أجل إيصال تلك المعلومات للعمال والفنيين بالشركات والمصانع مع زميلتها إيمان شوقي لتصبحا أول سيدتين في قطاع تدريب العمال والفنيين والمهندسين على نظام تغير وسائط التبريد إلى الصديقة للبيئة.
وتضيف: «يتم التعريف بكيفية العمل على اللحام البارد والتعامل معه وإضافته إلى وسيط التبريد حيث يكون من الصعب جدا استخدامه في البداية، ولكي نتفادى أي معوقات أو نتائج سلبية وجب التدريب».
وتقول: "حضرت العام السابق كمدربة والآن مدربة ودوري لإيصال الهدف من الدورة إلى غيري وهو كيفية التعامل الآمن مع وسائط التبريد وكيفية الإقلاع من وسائط التبريد التقليدية إلى وسائط التبريد الأخرى".
وتابعت: نعمل منذ سنوات لتنفيذ الخطة وفقاً للقوانين الموقعة عليها مصر للخفض التدريجي لاستخدام الفريونات المتسببة في تآكل طبقة الأوزون والتي سوف ينتهي العمل منها حتى تاريخ 2040 وذلك وفقا لاتفاقية مونتريال، وذلك مع تعديل الوسائط القديمة والتخلص الآمن من المعدات القديمة أو استخدام البعض منها إذا أمكن، والتدرج في التخلص من المواد الضارة بالمناخ مثل ثاني أكسيد الكربون ومن ثم الخفض التدريجي للفريونات المتسببة في الاحتباس الحراري والتي سوف نعمل عليها الفترة القادمة أيضا".