السبت 11 مايو 2024

جمهورية‭ ‬السلام‭ ‬والتسامح


عبد الرازق توفيق

مقالات21-9-2022 | 22:27

عبد الرازق توفيق

‬أمام‭ ‬دولة‭ ‬نجحت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬8‭ ‬سنوات‭ ‬فى‭ ‬ترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ..‬سواء‭ ‬فى‭ ‬تبنى‭ ‬سياسات‭ ‬وثوابت‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬علاقاتها‭ ‬الدولية‭..‬ ودورها‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولى‭..‬ أو‭ ‬ترسيخ‭ ‬مبادئ‭ ‬وقيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭ ‬والحوار‭ ‬والعدل‭ ‬والمساواة‭ ‬قولاً‭ ‬وفعلاً‭..‬ ومن‭ ‬خلال‭ ‬واقع‭ ‬حافل‭ ‬بالإنجازات‭ ‬والنجاحات‭..‬ انعكست‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬وصلابة‭ ‬ووحدة‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭..‬ لقد‭ ‬نجح‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬تأسيس‭ ‬جمهورية‭ ‬جديدة‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬والمساواة‭ ‬والعدل‭ ‬والتعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬وحرية‭ ‬الأديان‭ ‬والاعتقاد‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭ ..‬الأساس‭ ‬فيها‭ ‬المواطنة‭ ‬وعدم‭ ‬التمييز‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬النوع‭ ‬والجنس‭..‬ فالمصريون‭ ‬جميعا‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬قلب‭ ‬وعقل‭ ‬الوطن‭.‬

إنها‭ ‬دولة‭ ‬مدنية‭ ‬عصرية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الحوار‭ ‬الوطنى‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬فئات‭ ‬وأطياف‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬الوطنية‭ ‬تتحاور‭ ‬وتختلف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوطن‭ ‬لا‭ ‬عليه‭ ..‬فمصر «‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‮»..‬ وطن‭ ‬يتسع‭ ‬للجميع‭..‬ طالما‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬مصلحة‭ ‬مصر‭.‬

نحن‭ ‬أمام‭ ‬عهد‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬تعلو‭ ‬فيه‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬ومبادئ‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭ ‬والمساواة‭ ‬والعدل‭ ‬وعدم‭ ‬التمييز‭ ..‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬يستوجب‭ ‬توجيه‭ ‬التحية‭ ‬إلى‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬الذى‭ ‬تصدى‭ ‬بحسم‭ ‬وشجاعة‭ ‬ورؤية‭ ‬وإرادة‭ ‬لكل‭ ‬أسباب‭ ‬مظاهر‭ ‬غريبة‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬وهويتها‭ ‬وطبيعة‭ ‬شعبها‭..‬ لذلك‭ ‬فالجمهورية‭ ‬الجديدة‭ ‬بقيادته‭ ‬تنعم‭ ‬بالوحدة‭ ‬والسلام‭ ‬والتسامح‭ ‬والعدل‭ ‬والمساواة‭.‬

مصر‭ ‬أصبحت‭ ‬رائدة‭ ‬فى‭ ‬إرساء‭ ‬التعايش‭ ‬والحوار‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭ ‬والعدل‭ ‬والمساواة‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى

على‭ ‬مدار‭ ‬8‭ ‬سنوات‭ ‬رسخت‭ ‬مصر‭ ‬أسس‭ ‬السلام‭ ‬والحوار‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬بناء‭ ‬وطن‭ ‬قوى‭ ‬وآمن‭ ‬وأكثر‭ ‬تلاحماً‭ ‬وتماسكاً،‭ ‬وهناك‭ ‬إجراءات‭ ‬وقرارات‭ ‬وسياسات‭ ‬مضت‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الطريق،‭ ‬قضت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ملامح‭ ‬التعصب‭ ‬والفتن،‭ ‬والتشدد‭ ‬والتطرف،‭ ‬وباتت‭ ‬المواقف‭ ‬هى‭ ‬الأساس‭ ‬وأن‭ ‬المصريين‭ ‬جميعاً‭ ‬سواء‭ ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬ولا‭ ‬تمييز‭ ‬بينهم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬دينى‭ ‬أو‭ ‬طائفي‭ ..‬دولة‭ ‬عصرية‭ ‬مدنية‭ ‬تحترم‭ ‬التنوع‭ ‬والاختلاف‭ ‬وحرية‭ ‬العقيدة‭ ‬والأديان‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬جوهر‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية‭ ‬وترسيخ‭ ‬مبدأ‭ ‬الاختيار‭ ‬الانسانى‭ ‬دون‭ ‬إجبار‭.‬

أستطيع‭ ‬القول‭ ‬وبثقة‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬جمهورية‭ ‬جديدة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬المساواة‭ ‬والعدل‭ ‬والسلام‭ ‬والحوار‭ ‬والتعايش‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر،‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬هذه‭ ‬الثقة‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬بل‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬تدخر‭ ‬جهداً‭ ‬ووسعاً‭ ‬فى‭ ‬إرساء‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬النبيلة‭ ‬لتكون‭ ‬عقيدة‭ ‬دولة‭ ‬ودستور‭ ‬وطن‭ ‬سعى‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬حديثة‭ ‬قوية‭ ‬وقادرة‭ ‬تتمسك‭ ‬باحترام‭ ‬الإنسان‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬تمييز،‭ ‬مؤمنة‭ ‬بأن‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬جميعاً‭ ‬واحد‭ ‬وعلى‭ ‬قدم‭ ‬المساواة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬شىء‭.‬

دعونا‭ ‬نتعرف‭ ‬فى‭ ‬البداية‭ ‬على‭ ‬سياسات‭ ‬وثوابت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬علاقتها‭ ‬مع‭ ‬محيطها‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولي،‭ ‬فالدولة‭ ‬المصرية‭ ‬هى‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬التى‭ ‬تبذل‭ ‬جل‭ ‬جهودها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إرساء‭ ‬قواعد‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولى‭ ‬وتساهم‭ ‬بقدر‭ ‬وافر‭ ‬فى‭ ‬وضع‭ ‬الرؤى‭ ‬فى‭ ‬استتباب‭ ‬السلام‭ ‬وإنهاء‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬والمواجهات‭ ‬المسلحة،‭ ‬وتفعيل‭ ‬لغة‭ ‬الحوار‭ ‬والتفاوض‭ ‬ودعم‭ ‬واستعادة‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬لأنها‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لانقاذ‭ ‬الدول‭ ‬المأزومة‭ ‬ودعم‭ ‬جيوشها‭ ‬الوطنية‭ ‬للتصدى‭ ‬للتحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬وخاصة‭ ‬الفوضى‭ ‬والإرهاب‭ ‬وتلتزم‭ ‬مصر‭ ‬بالقوانين‭ ‬الدولية،‭ ‬وتدافع‭ ‬عن‭ ‬حقوقها‭ ‬المشروعة‭ ‬ولا‭ ‬تطمع‭ ‬ولا‭ ‬تتدخل‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬الدول‭ ‬الداخلية‭ ‬أو‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬ولا‭ ‬تناور‭ ‬أو‭ ‬تتآمر‭ ‬أو‭ ‬تطمع‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬دولة،‭ ‬قوتها‭ ‬وقدرتها‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬أمنها‭ ‬القومى‭ ‬وحقوقها‭ ‬وثرواتها‭ ‬المشروعة‭ ‬التى‭ ‬يقررها‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭.‬

من‭ ‬أهم‭ ‬مرتكزات‭ ‬السياسة‭ ‬المصرية‭ ‬أيضاً‭ ‬التى‭ ‬تدعم‭ ‬وترسخ‭ ‬السلام،‭ ‬هى‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬والتعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬التى‭ ‬تحقق‭ ‬مصالح‭ ‬وتطلعات‭ ‬الشعوب‭ ‬والمطالبات‭ ‬المستمرة‭ ‬باحلال‭ ‬السلام‭ ‬والتسويات‭ ‬السياسية‭ ‬والتفاوضية‭ ‬لحل‭ ‬المشاكل‭ ‬والصراعات‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬الدول‭ ‬أو‭ ‬تواجد‭ ‬قوات‭ ‬أجنبية‭ ‬على‭ ‬أراضى‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬تمس‭ ‬سيادتها‭ ‬وتهدد‭ ‬سلامة‭ ‬أراضيها‭.‬

الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أيضاً،‭ ‬لا‭ ‬يفوت‭ ‬فرصة‭ ‬أو‭ ‬حديثاً‭ ‬فى‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يؤكد‭ ‬ضرورة‭ ‬احترام‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬ودائماً‭ ‬يطالب‭ ‬الشعوب‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأوطان‭ ‬وأن‭ ‬يجلس‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد‭ ‬على‭ ‬مائدة‭ ‬واحدة‭ ‬لحل‭ ‬الخلافات‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬صيغ‭ ‬توافقية‭ ‬تحظى‭ ‬بدعم‭ ‬شعبي‭.‬

مصر‭ ‬واجهت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬تحديات‭ ‬وتهديدات‭ ‬خطيرة‭ ‬لكنها‭ ‬تصرفت‭ ‬بحكمة‭ ‬وصبر‭ ‬إستراتيجى‭ ‬ولم‭ ‬تفقد‭ ‬أعصابها‭ ‬السياسية،‭ ‬ونجحت‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬بدائل،‭ ‬وحددت‭ ‬خطوطاً‭ ‬حمراء‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزها‭ ‬منعاً‭ ‬للتورط‭ ‬فى‭ ‬مواجهات‭ ‬مسلحة،‭ ‬وخاضت‭ ‬معارك‭ ‬حامية‭ ‬الوطيس‭ ‬كانت‭ ‬تهدد‭ ‬أمنها‭ ‬القومى‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬انتصرت‭ ‬ونجحت‭ ‬وحافظت‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬برفع‭ ‬قدراتها‭ ‬وقوتها‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬الذى‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬فى‭ ‬المنطقة،‭ ‬وأصبح‭ ‬العالم‭ ‬يعول‭ ‬عليها‭ ‬ويثق‭ ‬فى‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بحكمة‭ ‬واتزان‭ ‬ولاحلال‭ ‬السلام‭.‬

لا‭ ‬ننسى‭ ‬المرات‭ ‬التى‭ ‬تدخلت‭ ‬فيها‭ ‬مصر‭ ‬بحكمة‭ ‬ودور‭ ‬وثقل‭ ‬ومكانة‭ ‬فى‭ ‬نزع‭ ‬فتيل‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬والتوصل‭ ‬إلى‭ ‬هدنة‭ ‬وقف‭ ‬اطلاق‭ ‬النار‭ ‬وتبذل‭ ‬جهوداً‭ ‬مضنية‭ ‬فى‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬الطرفين‭ ‬لاستمرار‭ ‬ذلك،‭ ‬مع‭ ‬السعى‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬سلمى‭ ‬وتسوية‭ ‬سياسية‭ ‬شاملة‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬السلام،‭ ‬فهى‭ ‬أكبر‭ ‬دولة‭ ‬صاحبة‭ ‬تجربة‭ ‬سلام‭ ‬قاربت‭ ‬على‭ ‬الـ50‭ ‬عاماً،‭ ‬مازالت‭ ‬تحظى‭ ‬باحترامها‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها‭.‬

مصر‭ ‬تؤمن‭ ‬بسلام‭ ‬الأقوياء،‭ ‬السلام‭ ‬الذى‭ ‬يأتى‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬دوامته‭ ‬واستمراريته،‭ ‬فالسلام‭ ‬المصرى‭ ‬هو‭ ‬سلام‭ ‬الأقوياء‭ ‬والسلام‭ ‬لا‭ ‬يعنى‭ ‬الاسترخاء‭ ‬أو‭ ‬التهاون‭ ‬فى‭ ‬امتلاك‭ ‬القدرة‭ ‬الشاملة،‭ ‬أو‭ ‬التفريط‭ ‬والتنازل‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬القوة‭ ‬لأنها‭ ‬تحفظ‭ ‬وتصون‭ ‬السلام‭ ..‬لكن‭ ‬من‭ ‬الثابت‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬تدعم‭ ‬السلام‭ ‬وتدعو‭ ‬إليه‭ ‬وتبذل‭ ‬جهوداً‭ ‬مضنية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إليه،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمى‭ ‬أو‭ ‬الدولى‭ ‬مؤمنة‭ ‬ان‭ ‬السلام‭ ‬هو‭ ‬طريق‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم،‭ ‬وان‭ ‬الصراع‭ ‬لن‭ ‬يفضى‭ ‬إلى‭ ‬شيء‭ ‬سوى‭ ‬ضياع‭ ‬الوقت‭ ‬وإهدار‭ ‬الثروات‭ ‬والموارد‭ ‬لذلك‭ ‬تعيش‭ ‬مصر‭ ‬أزهى‭ ‬عصورها،‭ ‬لم‭ ‬تتورط‭ ‬أو‭ ‬تنجر‭ ‬فى‭ ‬صراعات‭ ‬عبثية‭ ‬لأن‭ ‬لديها‭ ‬قيادة‭ ‬حكيمة‭ ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬إستراتيجية‭ ‬وصياغة‭ ‬لصيانة‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬القومى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدم‭ ‬التفريط‭ ‬فى‭ ‬امتلاك‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬وكذلك‭ ‬عدم‭ ‬انتهاج‭ ‬سياسات‭ ‬التحريض‭ ‬أو‭ ‬الاعتداء‭ ‬أو‭ ‬الأطماع،‭ ‬تحترم‭ ‬الجميع‭ ‬ولا‭ ‬تتدخل‭ ‬فى‭ ‬شئونهم‭ ‬الداخلية‭.‬

على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلى‭ ‬أو‭ ‬الداخلى‭ ‬أو‭ ‬السياسات‭ ‬التى‭ ‬تحكم‭ ‬الدولة‭ ‬نحو‭ ‬ترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬والتسامح‭ ‬والحوار‭ ‬والتعايش‭ ‬واحترام‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر،‭ ‬لقد‭ ‬تفوقت‭ ‬وبرعت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬وترسيخ‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬يستظل‭ ‬بها‭ ‬المصريون‭ ‬جميعاً،‭ ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬مصرى‭ ‬وآخر‭ ‬ولا‭ ‬تمييز‭ ‬بينهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إجراءات‭ ‬وقرارات‭ ‬حققت‭ ‬أهدافها‭ ‬بنجاح‭ ‬كالتالي‭:-‬

أولاً‭ :‬‭‬اجتثاث‭ ‬جذور‭ ‬الفتن‭ ‬والتفرقة‭ ‬والوقيعة‭ ‬بين‭ ‬المصريين،‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬شاملة‭ ‬أمنية‭ ‬وفكرية‭ ‬واقتصادية‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬التطرف‭ ‬والتشدد‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬بوجود‭ ‬بذور‭ ‬للفتنة،‭ ‬وترسيخ‭ ‬الاعتدال‭ ‬والوسطية‭ ‬والتسامح‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬أصل‭ ‬الأديان‭ ‬وإرساء‭ ‬قواعد‭ ‬ومبادئ‭ ‬المواطنة،‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬أى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التمييز‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬دينى‭ ‬أو‭ ‬عقائدى‭ ‬أو‭ ‬طائفى‭ ‬والاحتكام‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬المواطنة‭ ‬والقانون‭ ‬الذى‭ ‬يطبق‭ ‬على‭ ‬المصريين‭ ‬جميعاً‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭.‬

ثانياً‭ :‬‭‬يتبنى‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬لبناء‭ ‬دولة‭ ‬عصرية‭ ‬حديثة‭ ‬جديدة‭ ‬دخلت‭ ‬عصر‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭ ‬لإرساء‭ ‬قواعد‭ ‬السلام‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والحوار‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭ ‬ومنع‭ ‬أسباب‭ ‬الفرقة‭ ‬والتفرقة‭ ‬والتمييز‭ ‬والتشدد‭ ‬والتطرف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اطلاق‭ ‬الحريات‭ ‬الدينية‭ ‬والمساواة‭ ‬فى‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬مسلم‭ ‬أو‭ ‬مسيحى‭ ‬أو‭ ‬ديانة‭ ‬سماوية‭ ‬أخرى‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تجسد‭ ‬فى‭ ‬الآتي‭:-‬

‭ -‬إنهاء‭ ‬ملفات‭ ‬وأزمات‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقنين‭ ‬أوضاع‭ ‬2401‭ ‬كنيسة‭ ‬غير‭ ‬مرخصة‭ ‬فى‭ ‬المحافظات‭ ‬وإعادة‭ ‬ترميم‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءة‭ ‬وتطوير‭ ‬الكنائس‭ ‬التى‭ ‬تعرضت‭ ‬لإرهاب‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭.‬

‭ -‬إنهاء‭ ‬معاناة‭ ‬160‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬الصلاة‭ ‬سراً‭..‬ وإنشاء‭ ‬74‭ ‬كنيسة‭ ‬فى‭ ‬المدن‭ ‬الجديدة‭ ‬حيث‭ ‬انتهجت‭ ‬مصر‭ ‬سياسة‭ ‬إنشاء‭ ‬المسجد‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬الكنيسة‭ ‬وإنشاء‭ ‬كنائس‭ ‬فى‭ ‬المدن‭ ‬الجديدة‭ ‬التى‭ ‬تقيمها‭ ‬الدولة،‭ ‬ولعل‭ ‬نموذج‭ ‬وجود‭ ‬كاتدرائية‭ ‬ميلاد‭ ‬المسيح‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬مسجد‭ ‬الفتاح‭ ‬العليم‭ ‬فى‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬الجديدة‭ ‬يجسد‭ ‬نجاح‭ ‬الرؤية‭ ‬الرئاسية‭ ‬ويعكس‭ ‬سمو‭ ‬أهدافها‭ ‬لتؤكد‭ ‬استمرار‭ ‬التلاحم‭ ‬المصري،‭ ‬وتعانق‭ ‬الهلال‭ ‬مع‭ ‬الصليب‭ ‬وتشير‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬جميعاً‭ ‬مصريون‭ ‬ندافع‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬معاً‭..‬ ونبنيه‭ ‬معاً،‭ ‬ونعيش‭ ‬فى‭ ‬خيره‭ ‬وعلى‭ ‬أرضه‭ ‬جميعاً‭.‬

حرص‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬مشاركة‭ ‬أخوتنا‭ ‬الأقباط‭ ‬أعيادهم‭ ‬وأفراحهم‭ ‬ووجود‭ ‬الرئيس‭ ‬فى‭ ‬الكاتدرائية‭ ‬لتقديم‭ ‬التهنئة‭ ‬إلى‭ ‬الإخوة‭ ‬الأقباط،‭ ‬هو‭ ‬تجسيد‭ ‬حقيقى‭ ‬لرؤية‭ ‬القائد‭ ‬وسمو‭ ‬أهدافه،‭ ‬وأيضاً‭ ‬يعكس‭ ‬قوة‭ ‬الوطن‭ ‬وتلاحمه‭.‬

لا‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬مصرى‭ ‬ومصرى‭ ‬فى‭ ‬جدارة‭ ‬تولى‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭ ‬فى‭ ‬الدولة‭ ‬سواء‭ ‬الوزراء‭ ‬أو‭ ‬المحافظين،‭ ‬ولعل‭ ‬تولى‭ ‬رئيس‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬العليا‭ ‬مصرى‭- ‬مسيحى‭ ‬هو‭ ‬نموذج‭ ‬للوحدة‭ ‬المصرية‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬ولا‭ ‬تمييز‭ ‬بين‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬فالمقاتل‭ ‬المصرى‭ ‬سواء‭ ‬مسلم‭ ‬أو‭ ‬مسيحى‭ ‬يستشهدان‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬بعضهما‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬الوطن،‭ ‬ولعل‭ ‬استشهاد‭ ‬أحمد‭ ‬المنسى‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬أبانوب‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬سيظل‭ ‬خالداً‭ ‬أبد‭ ‬الدهر‭.‬

‭ -‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬تفسح‭ ‬المجال‭ ‬والحرية‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬للحريات‭ ‬الدينية‭ ‬وحرية‭ ‬ممارسة‭ ‬الشعائر‭ ‬الدينية‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬طفرة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الحريات‭ ‬الدينية‭.‬

‭-‬ إن‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة،‭ ‬وطن‭ ‬يتسع‭ ‬للجميع،‭ ‬وأن‭ ‬نختلف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوطن‭ ‬ولا‭ ‬نختلف‭ ‬عليه‭ ‬وان‭ ‬جل‭ ‬أهدافنا‭ ‬ومقاصدنا‭ ‬هو‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬وعلو‭ ‬شأنه‭ ‬ومكانته‭ ‬وتحقيق‭ ‬تقدمه‭..‬ وأن‭ ‬المواطنة‭ ‬والمساواة‭ ‬والعدل‭ ‬وعدم‭ ‬التمييز‭ ‬تشكل‭ ‬دستور‭ ‬حياة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية،‭ ‬فمصر‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تعرف‭ ‬فى‭ ‬تاريخها‭ ‬التعصب‭ ‬أو‭ ‬التشدد‭ ‬أو‭ ‬التطرف‭ ‬أو‭ ‬التفرقة‭ ‬أو‭ ‬الفتن‭ ‬أوالتمييز‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمخاطر،‭ ‬تخوض‭ ‬الحروب‭ ‬والمعارك‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬الحرية‭ ‬والاستقلال‭ ‬وحماية‭ ‬الوطن‭ ‬بمسلميها‭ ‬ومسيحييها‭ ‬يضحون‭ ‬بالغالى‭ ‬والنفيس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خلودها‭..‬ المسلم‭ ‬والمسيحى‭ ‬يشهدان‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬أصبحت‭ ‬قبلة‭ ‬الحريات‭ ‬الدينية،‭ ‬والمساواة‭ ‬والعدل‭ ‬والتعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬والحوار‭ ‬وحرية‭ ‬الشعائر‭ ‬الدينية‭ ‬فالمسجد‭ ‬والكنيسة‭ ‬يقامان‭ ‬ويتجاوران‭..‬ فهذه‭ ‬هى‭ ‬مصر‭ ‬أرض‭ ‬الرسالات،‭ ‬والتعايش‭ ‬والتاريخ‭ ‬والأديان‭..‬ حاول‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمون‭ ‬تغيير‭ ‬هويتها‭ ‬وإحداث‭ ‬الفتن‭ ‬والوقيعة‭ ‬لكن‭ ‬صلابة‭ ‬ووحدة‭ ‬المصريين‭ ‬وقوة‭ ‬هويتهم‭ ‬وطبيعتهم‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬محاولات‭ ‬لجماعات‭ ‬الضلال‭ ‬والتطرف‭ ‬والتشدد‭ ‬التى‭ ‬تتستر‭ ‬بالدين‭ ‬وهو‭ ‬منها‭ ‬براء‭.‬

المصريون‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬السيسى‭ ‬يتنفسون‭ ‬العدل‭ ‬والمساواة‭ ‬والتعايش‭ ‬لا‭ ‬يستشعرون‭ ‬أى‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬وآخر،‭ ‬الفيصل‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬هو‭ ‬الجدارة‭ ‬والاستحقاق،‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬لا‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬معتقداتكم‭ ‬أو‭ ‬دياناتكم‭ ‬ولكن‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬مصريتكم،‭ ‬فدولة‭ ‬القانون‭ ‬والمواطنة‭ ‬تحتضن‭ ‬الجميع،‭ ‬ويستظل‭ ‬بظلها‭ ‬كل‭ ‬مصرى‭ ‬مهما‭ ‬اختلف‭ ‬دينه‭ ‬أو‭ ‬معتقده،‭ ‬الدولة‭ ‬لا‭ ‬تتأخر‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬دور‭ ‬العبادة‭ ‬سواء‭ ‬المساجد‭ ‬أو‭ ‬الكنائس‭ ‬بل‭ ‬قامت‭ ‬بترميم‭ ‬13‭ ‬موقعاً‭ ‬أثرياً‭ ‬لليهود‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬تحترم‭ ‬كل‭ ‬الأديان،‭ ‬وكل‭ ‬مواطنيها‭ ‬من‭ ‬المصريين‭ ‬وتحترم‭ ‬الإنسان‭ ‬أيا‭ ‬كان،‭ ‬وتحترم‭ ‬اختياره‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬جوهر‭ ‬وروح‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية‭ ‬وتعاليم‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭.‬

ثالثاً‭ :‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬طبقت‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬مبادئ‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬والحوار‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر،‭ ‬فقد‭ ‬اطلق‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬دعوته‭ ‬التاريخية‭ ‬للحوار‭ ‬الوطنى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يجتمع‭ ‬أبناء‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬الفئات‭ ‬والأطياف‭ ‬والقوى‭ ‬السياسية‭ ‬الوطنية‭ ‬حتى‭ ‬وان‭ ‬اختلفت‭ ‬وجهات‭ ‬نظرهم‭ ‬وآرائهم‭ ‬وتوجهاتهم‭ ‬وأيديولوجياتهم‭ ‬السياسية،‭ ‬لكنهم‭ ‬جميعاً‭ ‬لا‭ ‬يختلفون‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬ومصلحته‭ ‬وتحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬وغاياته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬احداث‭ ‬التوافق‭ ‬الوطنى‭ ‬حول‭ ‬كافة‭ ‬الشواغل‭ ‬والتحديات‭ ‬والقضايا‭.‬

توافق‭ ‬اقتصادى‭ ‬وسياسى‭ ‬ومجتمعى‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬صلابة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬ووحدة‭ ‬شعبها،‭ ‬وتجسيد‭ ‬أن‭ ‬المصريين‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬وهدف‭ ‬واحد،‭ ‬هو‭ ‬مصر‭.‬

الحوار‭ ‬الوطنى‭ ‬الذى‭ ‬يضم‭ ‬كل‭ ‬المصريين‭ ‬والذين‭ ‬لم‭ ‬تتلطخ‭ ‬أياديهم‭ ‬بدماء‭ ‬أو‭ ‬إرهاب‭ ‬لم‭ ‬يسمح‭ ‬أطرافه‭ ‬بوجود‭ ‬تنظيم‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابى‭ ‬لأنه‭ ‬مارس‭ ‬الخيانة‭ ‬ورفع‭ ‬السلاح‭ ‬فى‭ ‬وجه‭ ‬الوطن،‭ ‬واستهدف‭ ‬أبناءه‭ ‬بالقتل‭ ‬والترويع‭ ‬والإرهاب‭ ‬وهدد‭ ‬أمنه‭ ‬وسلامته‭.‬

الحوار‭ ‬الوطنى‭ ‬هو‭ ‬عنوان‭ ‬حقيقى‭ ‬لدولة‭ ‬الحوار‭ ‬والتعايش،‭ ‬وتجسيد‭ ‬لمقولة‭ ‬ان‭ ‬الوطن‭ ‬يتسع‭ ‬للجميع‭ ‬وانه‭ ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬ولا‭ ‬تمييز‭.‬

الحوار‭ ‬الوطنى‭ ‬طاقة‭ ‬نور،‭ ‬وعهد‭ ‬جديد‭ ‬يعيشه‭ ‬المصريون،‭ ‬يقوده‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬الذى‭ ‬لطالما‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد،‭ ‬لأن‭ ‬المصريين‭ ‬هم‭ ‬مصدر‭ ‬قوة‭ ‬وإلهام‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬وأن‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬بقوتها‭ ‬وقدرتها‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تواجه‭ ‬أى‭ ‬تهديد‭ ‬خارجي‭..‬ طالما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬وفى‭ ‬حالة‭ ‬اصطفاف‭ ‬وتوافق‭ ‬وتلاحم‭.‬

الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬كلمة‭ ‬السيدة‭ ‬الفاضلة‭ ‬انتصار‭ ‬السيسى‭ ‬حرم‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬على‭ ‬صفحتها‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬فى ‬‮«‬اليوم‭ ‬العالمى‭ ‬للسلام‮»‬ جاءت‭ ‬شاملة‭ ‬وكاملة‭ ‬ومعبرة‭ ‬عن‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬الإنسان‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬فالسلام‭ ‬هو‭ ‬روح‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية،‭ ‬وهو‭ ‬الخيار‭ ‬الوحيد‭ ‬لتحقيق‭ ‬التعايش‭ ‬المشترك‭ ‬وتحقيق‭ ‬الطمأنينة‭ ‬الغائبة‭ ‬فى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬التى‭ ‬دمرتها‭ ‬الصراعات‭ ‬والحروب،‭ ‬وجاءت‭ ‬كلمات‭ ‬السيدة‭ ‬الفاضلة‭ ‬لتقدم‭ ‬تشخيصاً‭ ‬دقيقاً‭ ‬لحال‭ ‬العالم،‭ ‬وروشتة‭ ‬وعلاج‭ ‬لعودته‭ ‬إلى‭ ‬السلام،‭ ‬ونيل‭ ‬شعوبه‭ ‬الطمأنينة‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬المعانى‭ ‬الدقيقة‭ ‬التى‭ ‬تضمنتها‭ ‬كلمة‭ ‬السيدة‭ ‬الفاضلة‭ ‬انتصار‭ ‬السيسى‭ ‬فاننا‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬إرساء‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭ ‬لبناء‭ ‬مجتمع‭ ‬آمن‭ ‬ومستقر‭ ‬ومزدهر‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭.‬

حديث‭ ‬السيدة‭ ‬الفاضلة‭ ‬انتصار‭ ‬السيسى‭ ‬يضعنا‭ ‬أمام‭ ‬مسئولية‭ ‬كبيرة‭ ‬كمجتمع‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬مؤسسة‭ ‬الأسرة‭ ‬المصرية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والثقافية‭ ‬والدينية‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدنى‭ ‬بأدوارهم‭ ‬فى‭ ‬ترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭ ‬لدى‭ ‬أبنائنا‭ ‬من‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬والقادمة‭ ‬لتصبح‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ‭ ‬عقيدة‭ ‬لديهم‭.‬

الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬السلام‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والمواطنة‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭ ‬والحريات‭ ‬الدينية‭ ‬يستحق‭ ‬منا‭ ‬ان‭ ‬نوجه‭ ‬أسمى‭ ‬معانى‭ ‬التقدير‭ ‬والتحية‭ ‬إلى‭ ‬القائد‭ ‬الوطنى‭ ‬الشريف‭ ‬المخلص‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬لأن‭ ‬مصر‭ ‬تشهد‭ ‬أزهى‭ ‬عصور‭ ‬التماسك‭ ‬والوحدة‭ ‬والمساواة‭ ‬والعدل‭ ‬بين‭ ‬أبنائها‭.‬

الرئيس‭ ..‬والإعلام‭ ‬العربى

ما‭ ‬قاله‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬خلال‭ ‬استقباله‭ ‬وزراء‭ ‬الإعلام‭ ‬العرب‭ ‬أمس‭ ‬يشكل‭ ‬منهج‭ ‬ودستور‭ ‬عمل‭ ‬للإعلام‭ ‬العربى‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والمتغيرات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬أمتنا‭ ‬العربية،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬مواجهة‭ ‬الأفكار‭ ‬الهدامة‭ ‬والأكاذيب‭ ‬والتشكيك‭ ‬والحملات‭ ‬التى‭ ‬تحرض‭ ‬على‭ ‬التدمير‭ ‬والتخريب‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬ايجاد‭ ‬آليات‭ ‬واقعية‭ ‬قابلة‭ ‬للتنفيذ‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬تستطيع‭ ‬صياغة‭ ‬محتوى‭ ‬ومضمون‭ ‬عربى‭ ‬بلغة‭ ‬واحدة‭ ‬تدعم‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭.‬
من‭ ‬المهم‭ ‬ان‭ ‬تتحول‭ ‬توصيات‭ ‬اجتماع‭ ‬وزراء‭ ‬الإعلام‭ ‬العرب‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬قابل‭ ‬للتنفيذ‭ ‬لديه‭ ‬آليات‭ ‬واضحة‭ ‬وواقعية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المحتوى‭ ‬الذى‭ ‬يعكس‭ ‬أهداف‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬العربية‭ ‬للإعلام‭ ‬وتحديد‭ ‬الرسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬وايجاد‭ ‬مفاهيم‭ ‬موحدة‭ ‬ومشتركة‭ ‬وبناء‭ ‬وعى‭ ‬عربى‭ ‬حقيقي،‭ ‬للتنوير‭ ‬والتوعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طرح‭ ‬للقضايا‭ ‬المختلفة‭ ‬على‭ ‬شعوب‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التناول‭ ‬بشكل‭ ‬عميق‭ ‬وموضوعى‭ ‬يلمسه‭ ‬المواطن‭ ‬العربى‭ ‬ومدعوم‭ ‬بالحقائق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البناء‭ ‬الواقعى‭ ‬والصحيح‭ ‬للعقل‭ ‬الجمعى‭ ‬العربى‭.. ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭.‬

إن‭ ‬أخطر‭ ‬تحد‭ ‬يواجه‭ ‬الإعلام‭ ‬العربى،‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬رصد‭ ‬التحديات‭ ‬ووضع‭ ‬أجندة‭ ‬أهداف‭ ‬تحقق‭ ‬صالح‭ ‬الأمة‭.. ‬وتعظيم‭ ‬القواسم‭ ‬المشتركة‭ ‬وتحقيق‭ ‬التقارب‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬والأهم‭ ‬وجود‭ ‬آليات‭ ‬واقعية‭ ‬للتنفيذ،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستلزم‭ ‬وجود‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬عربى‭ ‬يمثل‭ ‬كافة‭ ‬الأطراف‭ ‬العربية‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬ايجاد‭ ‬محتوى‭ ‬إعلامى‭ ‬عربى‭ ‬موضوعى‭ ‬وواقعى‭ ‬يتناول‭ ‬الأهداف‭ ‬التى‭ ‬تضمنتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الإعلامية‭ ‬العربية‭ ‬ويتحدث‭ ‬عنها‭ ‬بمضمون‭ ‬ولغة‭ ‬واحدة‭ ‬وفى‭ ‬وسائل‭ ‬تم‭ ‬الاستقرار‭ ‬عليها‭.‬

لا بد‭ ‬من‭ ‬استغلال‭ ‬الإعلام‭ ‬العربى‭ ‬الموحد‭ ‬وتوظيفه‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬الأمة‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬أو‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬التكامل‭ ‬العربى‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬أو‭ ‬تشكيل‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬الجمعى‭ ‬فى‭ ‬العقل‭ ‬العربي‭.‬

ما‭ ‬قاله‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬خلال‭ ‬استقباله‭ ‬وزراء‭ ‬الإعلام‭ ‬العرب‭ ‬يمثل‭ ‬خارطة‭ ‬طريق،‭ ‬ومنهجاً‭ ‬يدعم‭ ‬قوة‭ ‬الإعلام‭ ‬العربى‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬ويعكس‭ ‬الاهتمام‭ ‬العميق‭ ‬للرئيس‭ ‬بالإعلام‭ ‬ودوره‭ ‬المهم‭ ‬فى‭ ‬مساندته‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأوطان‭ ‬ومسيرتها‭ ‬ومواجهة‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬والتشكيك‭ ‬والتشويه‭ ‬والتسفيه،‭ ‬وما‭ ‬قاله‭ ‬الرئيس‭ ‬بالأمس‭ ‬هو‭ ‬امتداد‭ ‬عميق‭ ‬لما‭ ‬يؤكد‭ ‬عليه‭ ‬دوماً‭ ‬فى‭ ‬لقاءاته‭ ‬مع‭ ‬الإعلاميين‭ ‬وخلال‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬والملفات‭ ‬والتحديات‭ ‬ودورة‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬والفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬والحديث‭ ‬الموضوعى‭ ‬المدعوم‭ ‬بالحقائق‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬مقولته‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتصدى‭ ‬للشأن‭ ‬العام‭ ‬سوى‭ ‬أصحاب‭ ‬الفهم‭ ‬والخبرات‭ ‬والتخصص‭ ‬والإلمام‭ ‬بتفاصيل‭ ‬وجذور‭ ‬القضايا‭ ‬والموضوعات‭ ‬محل‭ ‬الحديث،‭ ‬فتلك‭ ‬هى‭ ‬أصول‭ ‬وقواعد‭ ‬ومبادئ‭ ‬الإعلام‭ ‬الناجح‭ ‬الذى‭ ‬لطالما‭ ‬قدم‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أسباب‭ ‬وحيثيات‭ ‬نجاحه‭.‬

نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نحدث‭ ‬التكامل‭ ‬الإعلامى‭ ‬العربى‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬وضعنا‭ ‬أيدينا‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬وتوصيات‭ ‬محددة‭ ‬تتسم‭ ‬بالواقعية،‭ ‬ولديها‭ ‬آليات‭ ‬فاعلة‭ ‬للتطبيق،‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬مجرد‭ ‬سطور‭ ‬وكلمات،‭ ‬لأن‭ ‬الوقت‭ ‬يستلزم‭ ‬العمل‭ ‬الإعلامى‭ ‬الدءوب‭ ‬والمهنى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬تزييف‭ ‬الوعى‭ ‬ودعم‭ ‬أهدافها‭ ‬ومساندتها‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭.‬

Dr.Radwa
Egypt Air