أمام دولة نجحت على مدار 8 سنوات فى ترسيخ ثقافة السلام ..سواء فى تبنى سياسات وثوابت فى إطار علاقاتها الدولية.. ودورها الإقليمى والدولى.. أو ترسيخ مبادئ وقيم التسامح والتعايش وقبول الآخر والحوار والعدل والمساواة قولاً وفعلاً.. ومن خلال واقع حافل بالإنجازات والنجاحات.. انعكست على قوة وصلابة ووحدة أبناء الوطن.. لقد نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تأسيس جمهورية جديدة ترتكز على السلام والمساواة والعدل والتعايش والتسامح وحرية الأديان والاعتقاد وقبول الآخر ..الأساس فيها المواطنة وعدم التمييز على أساس الدين أو النوع والجنس.. فالمصريون جميعا سواء فى قلب وعقل الوطن.
إنها دولة مدنية عصرية تقوم على الحوار الوطنى بين جميع فئات وأطياف القوى السياسية الوطنية تتحاور وتختلف من أجل الوطن لا عليه ..فمصر «الجمهورية الجديدة».. وطن يتسع للجميع.. طالما أن الهدف هو مصلحة مصر.
نحن أمام عهد غير مسبوق تعلو فيه ثقافة السلام ومبادئ التسامح والتعايش وقبول الآخر والمساواة والعدل وعدم التمييز ..ذلك كله يستوجب توجيه التحية إلى الرئيس السيسى الذى تصدى بحسم وشجاعة ورؤية وإرادة لكل أسباب مظاهر غريبة على مصر وهويتها وطبيعة شعبها.. لذلك فالجمهورية الجديدة بقيادته تنعم بالوحدة والسلام والتسامح والعدل والمساواة.
مصر أصبحت رائدة فى إرساء التعايش والحوار وقبول الآخر والعدل والمساواة فى عهد الرئيس السيسى
على مدار 8 سنوات رسخت مصر أسس السلام والحوار والتسامح والتعايش وقبول الآخر على طريق بناء وطن قوى وآمن وأكثر تلاحماً وتماسكاً، وهناك إجراءات وقرارات وسياسات مضت فى هذا الطريق، قضت على كل ملامح التعصب والفتن، والتشدد والتطرف، وباتت المواقف هى الأساس وأن المصريين جميعاً سواء لا فرق ولا تمييز بينهم على أساس دينى أو طائفي ..دولة عصرية مدنية تحترم التنوع والاختلاف وحرية العقيدة والأديان انطلاقاً من جوهر الأديان السماوية وترسيخ مبدأ الاختيار الانسانى دون إجبار.
أستطيع القول وبثقة أننا أمام جمهورية جديدة تقوم على المساواة والعدل والسلام والحوار والتعايش وقبول الآخر، وحقوق الإنسان، هذه الثقة لم تأت من فراغ بل جاءت من واقع يشير إلى أن جهود الدولة المصرية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى لم ولن تدخر جهداً ووسعاً فى إرساء هذه المبادئ والقيم النبيلة لتكون عقيدة دولة ودستور وطن سعى إلى بناء دولة حديثة قوية وقادرة تتمسك باحترام الإنسان دون أدنى تمييز، مؤمنة بأن أبناء الوطن جميعاً واحد وعلى قدم المساواة فى كل شىء.
دعونا نتعرف فى البداية على سياسات وثوابت الدولة المصرية فى عهد الرئيس السيسى فى علاقتها مع محيطها الإقليمى والدولي، فالدولة المصرية هى من أوائل الدول فى العالم التى تبذل جل جهودها من أجل إرساء قواعد السلم والأمن الإقليمى والدولى وتساهم بقدر وافر فى وضع الرؤى فى استتباب السلام وإنهاء الصراعات والنزاعات والمواجهات المسلحة، وتفعيل لغة الحوار والتفاوض ودعم واستعادة الدولة الوطنية ومؤسساتها لأنها السبيل الوحيد لانقاذ الدول المأزومة ودعم جيوشها الوطنية للتصدى للتحديات والتهديدات وخاصة الفوضى والإرهاب وتلتزم مصر بالقوانين الدولية، وتدافع عن حقوقها المشروعة ولا تطمع ولا تتدخل فى شئون الدول الداخلية أو الاعتداء على أحد، ولا تناور أو تتآمر أو تطمع فى أى دولة، قوتها وقدرتها للدفاع عن أمنها القومى وحقوقها وثرواتها المشروعة التى يقررها القانون الدولي.
من أهم مرتكزات السياسة المصرية أيضاً التى تدعم وترسخ السلام، هى الاحترام المتبادل بين الدول والتعاون والشراكة التى تحقق مصالح وتطلعات الشعوب والمطالبات المستمرة باحلال السلام والتسويات السياسية والتفاوضية لحل المشاكل والصراعات بين الدول، وعدم التدخل فى شئون الدول أو تواجد قوات أجنبية على أراضى الدول التى تمس سيادتها وتهدد سلامة أراضيها.
الرئيس السيسى أيضاً، لا يفوت فرصة أو حديثاً فى المحافل الدولية دون أن يؤكد ضرورة احترام الشرعية الدولية، ودائماً يطالب الشعوب بالحفاظ على الأوطان وأن يجلس الجميع من أبناء الوطن الواحد على مائدة واحدة لحل الخلافات والوصول إلى صيغ توافقية تحظى بدعم شعبي.
مصر واجهت على مدار السنوات الأخيرة تحديات وتهديدات خطيرة لكنها تصرفت بحكمة وصبر إستراتيجى ولم تفقد أعصابها السياسية، ونجحت فى الوصول إلى بدائل، وحددت خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها منعاً للتورط فى مواجهات مسلحة، وخاضت معارك حامية الوطيس كانت تهدد أمنها القومى بشكل مباشر إلا أنها انتصرت ونجحت وحافظت على توازن القوى فى المنطقة برفع قدراتها وقوتها إلى المستوى الذى يحافظ على الأمن والاستقرار فى المنطقة، وأصبح العالم يعول عليها ويثق فى قدرتها على قيادة الشرق الأوسط بحكمة واتزان ولاحلال السلام.
لا ننسى المرات التى تدخلت فيها مصر بحكمة ودور وثقل ومكانة فى نزع فتيل العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطيني، والتوصل إلى هدنة وقف اطلاق النار وتبذل جهوداً مضنية فى الحوار مع الطرفين لاستمرار ذلك، مع السعى للوصول إلى حل سلمى وتسوية سياسية شاملة وصولاً إلى السلام، فهى أكبر دولة صاحبة تجربة سلام قاربت على الـ50 عاماً، مازالت تحظى باحترامها والحفاظ عليها.
مصر تؤمن بسلام الأقوياء، السلام الذى يأتى من منطلق قوة وقدرة للحفاظ على دوامته واستمراريته، فالسلام المصرى هو سلام الأقوياء والسلام لا يعنى الاسترخاء أو التهاون فى امتلاك القدرة الشاملة، أو التفريط والتنازل عن أسباب القوة لأنها تحفظ وتصون السلام ..لكن من الثابت ان مصر تدعم السلام وتدعو إليه وتبذل جهوداً مضنية من أجل الوصول إليه، سواء على المستوى الإقليمى أو الدولى مؤمنة ان السلام هو طريق البناء والتنمية والتقدم، وان الصراع لن يفضى إلى شيء سوى ضياع الوقت وإهدار الثروات والموارد لذلك تعيش مصر أزهى عصورها، لم تتورط أو تنجر فى صراعات عبثية لأن لديها قيادة حكيمة نجحت فى الوصول إلى إستراتيجية وصياغة لصيانة السلام والأمن القومى من خلال عدم التفريط فى امتلاك أعلى درجات القوة والقدرة وكذلك عدم انتهاج سياسات التحريض أو الاعتداء أو الأطماع، تحترم الجميع ولا تتدخل فى شئونهم الداخلية.
على المستوى المحلى أو الداخلى أو السياسات التى تحكم الدولة نحو ترسيخ ثقافة السلام والتسامح والحوار والتعايش واحترام وقبول الآخر، لقد تفوقت وبرعت الدولة المصرية فى بناء وترسيخ هذه المبادئ على أرض الواقع، يستظل بها المصريون جميعاً، لا فرق بين مصرى وآخر ولا تمييز بينهم من خلال إجراءات وقرارات حققت أهدافها بنجاح كالتالي:-
أولاً :اجتثاث جذور الفتن والتفرقة والوقيعة بين المصريين، فى مواجهة شاملة أمنية وفكرية واقتصادية للتخلص من أسباب التطرف والتشدد وعدم السماح بوجود بذور للفتنة، وترسيخ الاعتدال والوسطية والتسامح والعودة إلى أصل الأديان وإرساء قواعد ومبادئ المواطنة، وعدم وجود أى نوع من التمييز على أساس دينى أو عقائدى أو طائفى والاحتكام إلى دولة المواطنة والقانون الذى يطبق على المصريين جميعاً دون استثناء.
ثانياً :يتبنى الرئيس عبدالفتاح السيسى رؤية شاملة لبناء دولة عصرية حديثة جديدة دخلت عصر الجمهورية الجديدة لإرساء قواعد السلام والتسامح والتعايش والحوار وقبول الآخر ومنع أسباب الفرقة والتفرقة والتمييز والتشدد والتطرف من خلال اطلاق الحريات الدينية والمساواة فى الحقوق والواجبات لذلك لا فرق بين مسلم أو مسيحى أو ديانة سماوية أخرى وهو ما تجسد فى الآتي:-
-إنهاء ملفات وأزمات العقود الماضية، من خلال تقنين أوضاع 2401 كنيسة غير مرخصة فى المحافظات وإعادة ترميم ورفع كفاءة وتطوير الكنائس التى تعرضت لإرهاب الإخوان المجرمين.
-إنهاء معاناة 160 عاماً من الصلاة سراً.. وإنشاء 74 كنيسة فى المدن الجديدة حيث انتهجت مصر سياسة إنشاء المسجد إلى جوار الكنيسة وإنشاء كنائس فى المدن الجديدة التى تقيمها الدولة، ولعل نموذج وجود كاتدرائية ميلاد المسيح إلى جوار مسجد الفتاح العليم فى العاصمة الإدارية الجديدة يجسد نجاح الرؤية الرئاسية ويعكس سمو أهدافها لتؤكد استمرار التلاحم المصري، وتعانق الهلال مع الصليب وتشير إلى أننا جميعاً مصريون ندافع عن هذا الوطن معاً.. ونبنيه معاً، ونعيش فى خيره وعلى أرضه جميعاً.
حرص الرئيس السيسى الدائم على مشاركة أخوتنا الأقباط أعيادهم وأفراحهم ووجود الرئيس فى الكاتدرائية لتقديم التهنئة إلى الإخوة الأقباط، هو تجسيد حقيقى لرؤية القائد وسمو أهدافه، وأيضاً يعكس قوة الوطن وتلاحمه.
لا فرق بين مصرى ومصرى فى جدارة تولى المناصب القيادية فى الدولة سواء الوزراء أو المحافظين، ولعل تولى رئيس المحكمة الدستورية العليا مصرى- مسيحى هو نموذج للوحدة المصرية وأنه لا فرق ولا تمييز بين المصريين فى هذا الوطن فالمقاتل المصرى سواء مسلم أو مسيحى يستشهدان إلى جوار بعضهما دفاعاً عن الوطن، ولعل استشهاد أحمد المنسى إلى جوار أبانوب دليل على أن هذا الوطن سيظل خالداً أبد الدهر.
-الحقيقة أن الدولة المصرية تفسح المجال والحرية بشكل غير مسبوق للحريات الدينية وحرية ممارسة الشعائر الدينية.. وهو ما يشير إلى أننا أمام طفرة غير مسبوقة فى عهد الرئيس السيسى فى مجال الحريات الدينية.
- إن مصر فى عهد الجمهورية الجديدة، وطن يتسع للجميع، وأن نختلف من أجل الوطن ولا نختلف عليه وان جل أهدافنا ومقاصدنا هو مصلحة الوطن وعلو شأنه ومكانته وتحقيق تقدمه.. وأن المواطنة والمساواة والعدل وعدم التمييز تشكل دستور حياة الدولة المصرية، فمصر التى لم تعرف فى تاريخها التعصب أو التشدد أو التطرف أو التفرقة أو الفتن أوالتمييز بل كانت ومازالت على قلب رجل واحد فى مواجهة التحديات والتهديدات والمخاطر، تخوض الحروب والمعارك دفاعاً عن الحرية والاستقلال وحماية الوطن بمسلميها ومسيحييها يضحون بالغالى والنفيس من أجل خلودها.. المسلم والمسيحى يشهدان أن مصر أصبحت قبلة الحريات الدينية، والمساواة والعدل والتعايش والتسامح والحوار وحرية الشعائر الدينية فالمسجد والكنيسة يقامان ويتجاوران.. فهذه هى مصر أرض الرسالات، والتعايش والتاريخ والأديان.. حاول الإخوان المجرمون تغيير هويتها وإحداث الفتن والوقيعة لكن صلابة ووحدة المصريين وقوة هويتهم وطبيعتهم أقوى من أى محاولات لجماعات الضلال والتطرف والتشدد التى تتستر بالدين وهو منها براء.
المصريون فى عهد السيسى يتنفسون العدل والمساواة والتعايش لا يستشعرون أى فرق بين مواطن مصرى وآخر، الفيصل فى كل شيء هو الجدارة والاستحقاق، الدولة المصرية لا تنظر إلى معتقداتكم أو دياناتكم ولكن تنظر إلى مصريتكم، فدولة القانون والمواطنة تحتضن الجميع، ويستظل بظلها كل مصرى مهما اختلف دينه أو معتقده، الدولة لا تتأخر فى بناء دور العبادة سواء المساجد أو الكنائس بل قامت بترميم 13 موقعاً أثرياً لليهود وهو ما يشير إلى ان الدولة المصرية تحترم كل الأديان، وكل مواطنيها من المصريين وتحترم الإنسان أيا كان، وتحترم اختياره انطلاقاً من جوهر وروح الأديان السماوية وتعاليم المولى عز وجل.
ثالثاً :الدولة المصرية طبقت على أرض الواقع مبادئ التعايش والتسامح والحوار وقبول الآخر، فقد اطلق الرئيس السيسى دعوته التاريخية للحوار الوطنى من أجل أن يجتمع أبناء مصر من كافة الفئات والأطياف والقوى السياسية الوطنية حتى وان اختلفت وجهات نظرهم وآرائهم وتوجهاتهم وأيديولوجياتهم السياسية، لكنهم جميعاً لا يختلفون على الوطن ومصلحته وتحقيق أهدافه وغاياته من خلال احداث التوافق الوطنى حول كافة الشواغل والتحديات والقضايا.
توافق اقتصادى وسياسى ومجتمعى يزيد من صلابة الدولة المصرية ووحدة شعبها، وتجسيد أن المصريين على قلب وهدف واحد، هو مصر.
الحوار الوطنى الذى يضم كل المصريين والذين لم تتلطخ أياديهم بدماء أو إرهاب لم يسمح أطرافه بوجود تنظيم الإخوان الإرهابى لأنه مارس الخيانة ورفع السلاح فى وجه الوطن، واستهدف أبناءه بالقتل والترويع والإرهاب وهدد أمنه وسلامته.
الحوار الوطنى هو عنوان حقيقى لدولة الحوار والتعايش، وتجسيد لمقولة ان الوطن يتسع للجميع وانه لا فرق ولا تمييز.
الحوار الوطنى طاقة نور، وعهد جديد يعيشه المصريون، يقوده الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى لطالما أكد على هذا الشعب أن يكون على قلب رجل واحد، لأن المصريين هم مصدر قوة وإلهام هذا الوطن، وأن الدولة المصرية بقوتها وقدرتها تستطيع أن تواجه أى تهديد خارجي.. طالما أن هذا الشعب على قلب رجل واحد وفى حالة اصطفاف وتوافق وتلاحم.
الحقيقة أن كلمة السيدة الفاضلة انتصار السيسى حرم رئيس الجمهورية على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعى فى «اليوم العالمى للسلام» جاءت شاملة وكاملة ومعبرة عن آمال وتطلعات الإنسان فى كل دول العالم، فالسلام هو روح الأديان السماوية، وهو الخيار الوحيد لتحقيق التعايش المشترك وتحقيق الطمأنينة الغائبة فى العديد من المجتمعات التى دمرتها الصراعات والحروب، وجاءت كلمات السيدة الفاضلة لتقدم تشخيصاً دقيقاً لحال العالم، وروشتة وعلاج لعودته إلى السلام، ونيل شعوبه الطمأنينة وبناء على المعانى الدقيقة التى تضمنتها كلمة السيدة الفاضلة انتصار السيسى فاننا فى حاجة إلى إرساء ثقافة السلام وتعزيز قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر لبناء مجتمع آمن ومستقر ومزدهر على جميع المستويات.
حديث السيدة الفاضلة انتصار السيسى يضعنا أمام مسئولية كبيرة كمجتمع فى أن تقوم مؤسسة الأسرة المصرية والمؤسسات التعليمية والثقافية والدينية والمجتمع المدنى بأدوارهم فى ترسيخ ثقافة السلام وتعزيز قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر لدى أبنائنا من الأجيال الجديدة والقادمة لتصبح هذه المبادئ عقيدة لديهم.
الحقيقة أن ما تحقق فى مصر على صعيد السلام والتسامح والتعايش والمواطنة وقبول الآخر والحريات الدينية يستحق منا ان نوجه أسمى معانى التقدير والتحية إلى القائد الوطنى الشريف المخلص الرئيس عبدالفتاح السيسي، لأن مصر تشهد أزهى عصور التماسك والوحدة والمساواة والعدل بين أبنائها.
الرئيس ..والإعلام العربى
ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال استقباله وزراء الإعلام العرب أمس يشكل منهج ودستور عمل للإعلام العربى فى مواجهة التحديات والمتغيرات التى تواجه أمتنا العربية، سواء على صعيد المنطقة والعالم أو فى إطار مواجهة الأفكار الهدامة والأكاذيب والتشكيك والحملات التى تحرض على التدمير والتخريب لذلك فإن ايجاد آليات واقعية قابلة للتنفيذ على الأرض تستطيع صياغة محتوى ومضمون عربى بلغة واحدة تدعم مواجهة التحديات المشتركة التى تواجه الأمة العربية.
من المهم ان تتحول توصيات اجتماع وزراء الإعلام العرب إلى واقع قابل للتنفيذ لديه آليات واضحة وواقعية، من خلال الوصول إلى المحتوى الذى يعكس أهداف الإستراتيجية العربية للإعلام وتحديد الرسائل الإعلامية القادرة على الوصول وايجاد مفاهيم موحدة ومشتركة وبناء وعى عربى حقيقي، للتنوير والتوعية من خلال طرح للقضايا المختلفة على شعوب الأمة العربية يجب أن يكون التناول بشكل عميق وموضوعى يلمسه المواطن العربى ومدعوم بالحقائق من أجل البناء الواقعى والصحيح للعقل الجمعى العربى.. كما أكد الرئيس السيسى.
إن أخطر تحد يواجه الإعلام العربى، قدرته على رصد التحديات ووضع أجندة أهداف تحقق صالح الأمة.. وتعظيم القواسم المشتركة وتحقيق التقارب على مستوى الشعوب العربية والأهم وجود آليات واقعية للتنفيذ، وهو ما يستلزم وجود فريق عمل عربى يمثل كافة الأطراف العربية يعمل على ايجاد محتوى إعلامى عربى موضوعى وواقعى يتناول الأهداف التى تضمنتها الاستراتيجية الإعلامية العربية ويتحدث عنها بمضمون ولغة واحدة وفى وسائل تم الاستقرار عليها.
لا بد من استغلال الإعلام العربى الموحد وتوظيفه فى تحقيق أهداف الأمة سواء فى مواجهة التحديات أو التأكيد على أهداف التكامل العربى فى جميع المجالات أو تشكيل الوعى الحقيقى الجمعى فى العقل العربي.
ما قاله الرئيس السيسى خلال استقباله وزراء الإعلام العرب يمثل خارطة طريق، ومنهجاً يدعم قوة الإعلام العربى فى مواجهة التحديات ويعكس الاهتمام العميق للرئيس بالإعلام ودوره المهم فى مساندته والحفاظ على الأوطان ومسيرتها ومواجهة الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه والتسفيه، وما قاله الرئيس بالأمس هو امتداد عميق لما يؤكد عليه دوماً فى لقاءاته مع الإعلاميين وخلال حديثه عن مختلف القضايا والملفات والتحديات ودورة بناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح والحديث الموضوعى المدعوم بالحقائق انطلاقاً من مقولته لا يجب أن يتصدى للشأن العام سوى أصحاب الفهم والخبرات والتخصص والإلمام بتفاصيل وجذور القضايا والموضوعات محل الحديث، فتلك هى أصول وقواعد ومبادئ الإعلام الناجح الذى لطالما قدم الرئيس السيسى أسباب وحيثيات نجاحه.
نستطيع أن نحدث التكامل الإعلامى العربى إذا ما وضعنا أيدينا على أهداف وتوصيات محددة تتسم بالواقعية، ولديها آليات فاعلة للتطبيق، وحتى لا تكون مجرد سطور وكلمات، لأن الوقت يستلزم العمل الإعلامى الدءوب والمهنى من أجل حماية الأمة من خطر تزييف الوعى ودعم أهدافها ومساندتها فى مواجهة التحديات.