القلق من الأمراض التي تصيب الأطفال وقد لا يلتفت إليها الأباء والأمهات، مما يؤثر على الصحة النفسية للطفل، ويترك آثارًا سلبية مدى حياته، لكن ما هي أعراض القلق وكيف تفرق بين القلق الطبيعي والمرضي لدى الصغار؟.
أوضح علي القط استشاري الطب النفسي وطب نفس الأطفال والمراهقين، أن ليس كل أعراض القلق تنذر بالخطر، حيث يوجد درجة من درجات القلق الطبيعية والمطلوبة حتى ينجز الإنسان مهامه، مثل القلق من الامتحان فيتحفز الطالب للاستذكار الجيد، أو قلق الإنسان على صحته، فيحافظ على نظام غذائي صحي ويمارس الرياضة ويتجنب التدخين، وهو قلق محمود وضروري لحياة نفسية أفضل، بل وتنظم هرمونات وناقلات عصبية تحافظ على أن يعمل باتزان ويتكيف الإنسان مع هذا بصفة عامة.
وأضاف استشاري الطب النفسي، أن القلق المرضي هو الأمر الذي يستوجب وقفة من الأباء والأمهات، خاصة عندما تظهر أعراضه لدى الأطفال في سن مبكرة، فالطفل وهو رضيع يتمسك بوالدته ويقلق من الانفصال عنها وهو شيء طبيعي، لكن تعلق الطفل بوالدته في سن الخامسة مثلًا عند دخوله المرسة ورفضه الانفصال عنها، أو أن يدخل في نوبات من الصراخ والبكاء وأعراض جسمانية كالمغص والصداع وشحوب وضربات قلب سريعة، هو قلق مرضي يسمى قلق الانفصال.
ويوجد أعراض أخرى مثل أن يكون لدى الطفل أفكارًا بأن هناك خطر سيحدث له عند تركه وحيدًا كالخطف أو موت والده أو والدته، ويقلق من تعرض والديه لحادث طوال الوقت، فهذه كلها أفكار ومشاعر لقلق ويحتاج لعلاج وتدخل نفسي.
وينصح الاستشاري النفسي بأهمية وعي الأباء والأمهات بأنواع القلق ومعرفة أسبابه سواء عضوية أم نفسية أو أسرية، فقد يكون تعاملهم مع الطفل هو سبب قلقه، وأحيانًا يحتاج إلى علاج دوائي لفترة من الوقت، أو جلسات علاج نفسي للطفل عبارة عن جلسات كلامية وسلوكية؛ ليساعد نفسه للتخلص من القلق وتوجيه الأهل للتدريب على كيفية علاجه من أعراض القلق، كما يمكن للمدرسة أن تساعد في ذلك.