قال الدكتور محمد فهد الحارثي الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتليفزيون بالمملكة العربية السعودية ورئيس اتحاد إذاعات الدول العربية، إن الإعلام له دور خطير في صياغة فكر الأمة وتوجيه الرأي العام.
جاء ذلك في كلمته اليوم خلال افتتاح الدورة الثانية لاتحاد الإذاعات الإسلامية التي تعقد بأكاديمية الأوقاف الدولية تحت عنوان (التعايش السلمي والسلام المجتمعي)، وذلك بحضور 26 شخصية من كبار الإعلاميين ومقدمي ومعدي البرامج التلفزيونية والإذاعية باتحاد الإذاعات الإسلامية.
وأشاد الحارثي بالمجهودات الحثيثة التي يبذلها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، مؤكدًا أن التركيز على قضية التدريب أمر في غاية الأهمية فهو محور أساسي، فبقدر ما نستثمر في التدريب بقدر ما نستثمر في صناعة النجاح في حاضرنا والتميز في مستقبلنا.
وأضاف أن تدريب الكوادر الإعلامية هي مسألة جوهرية، فالإعلام له دور خطير في صياغة فكر الأمة ويوجه الرأي العام، وتكمن الخطورة عندما يتسلل إلى الإعلام أفراد يدعون أنهم إعلاميون وهم أبعد ما يكونون عن ذلك فيسيئون للإعلام.
ولفت إلى أن تأثير الكلمة أخطر من تأثير الرصاصة، فالكلمة تغير الفكر وتوجه إلى المسار، فالإعلام عبارة عن مسألة أخلاقية قبل أن تكون مهنية، لذلك فإن هذه الدورات التي تركز على مفاهيم الوسطية والاعتدال تهدف إلى صون فكر المجتمع وحماية مكتسباته.
وأشار إلى أن من يستغلون المساحات الإعلامية لتمرير خطابات الكراهية والعنف وإقصاء الآخر تحت مسمى الحرية الإعلامية، هم كمن يحاول خلط السم بالعسل، وهناك فرق كبير بين الحرية والفوضى والغوغائية والعقلانية.
وأوضح أن وظيفة الإعلامي وظيفة مهمة، يجب أن يكون لها معايير مهمة قبل أن نطلق كلمة إعلامي، كما أن على الجامعات أن تطور من أساليبها وأن تحرص على التدريب العملي أكثر من الجانب النظري فهناك ما يعرف بأن الكليات تخرج إعلامي نظري على الرغم من أننا نحتاج إلى إعلامي مهني.
وأكد اتفاقه مع وزير الأوقاف في أن قضية بناء الوعي قضية جوهرية فالعمق الثقافي هو الذي يحقق للإعلامي النجاح ولا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي شكلت عالمًا آخر ينظر إليه البعض على أنه تهديد ولكنه فرصة لصناعة المحتوى النوعي المتميز من خلال الوسائط تصل إلى جمهور أكبر وتستطيع التأثير في المجتمع.
وأوضح ضرورة تطوير النفس وصناعة محتوى ملائم وكوادر إعلامية قادرة على الابتكار فحينما نضع رؤية واضحة ونية صادقة وعقل منفتح يتحقق لنا النجاح.