السبت 8 يونيو 2024

افتتاحية "لوفيجارو": جيورجيا ميلوني و"التحول الإيطالي"

جيورجيا ميلوني

عرب وعالم27-9-2022 | 10:39

دار الهلال

نشرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية مقالا حول نتائج الانتخابات الإيطالية وفوز حزب "فراتللي دي إيطاليا" اليميني المتطرف بقيادة جيورجيا ميلوني.

وقالت الصحيفة "حتى الآن، كان رجل المجر القوي فيكتور أوربان وحزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا مصدر إزعاج طفيف وهامشي في الاتحاد الأوروبي.

و كان من الضروري أن تلتزم دولتان انضمتا قبل أقل من عشرين عامًا وتزنان بالكاد 5٪ من إجمالي الناتج المحلي للتكتل بالامتثال لقانون بروكسل بشأن "القيم" الواردة في المعاهدات - أو تخاطر بأن يتم نبذهما من قبل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، من خلال تقليل المساعدات المقدمة من الصناديق الأوروبية. 

واضافت الصحيفة فى افتتاحيتها إن وصول جيورجيا ميلوني إلى رأس السلطة في إيطاليا، الدولة المؤسسة والاقتصاد الثالث للاتحاد، ينذر بحدوث اضطراب عميق في ميزان القوى. فلن يتمكن التكتل المكون من 27 دولة بعد الآن من إسكات الآراء التي لا يحبها: سيتعين عليه التكيف، وممارسة نوع من التسامح الذي لم يعتاد عليه.

واشارت الصحيفة إلى أنه لم يتضح بعد ما هي السياسات التي ستنفذها "ميلوني". هل ستكون أفكارها المتعلقة بضمان سيادة الدول ودفاعها عن القيم المسيحية ومكافحة الهجرة غير الشرعية متوافقة مع "التقدمية" المنتشرة في أوروبا؟ هل ستتمكن اول رئيسة للمجلس الإيطالي، على عكس الشعبويين الآخرين، من إظهار الاحترام للديمقراطية والتعددية السياسية واستقلال العدالة والإعلام؟ وهناك العديد من نقاط الخلاف المحتملة من بينها الهجرة، والإجهاض، وحقوق الأقليات، والعلاقات مع روسيا ... . ولكن هناك طريقة للانفتاح لاستيعاب الأولويات الوطنية مع قوانين التعاون المجتمعي. أما البديل، لنكن واضحين، سيكون تفكك البناء الأوروبي على حد قول الصحيفة الفرنسية.

ويبدأ حزب "فراتللي دي إيطاليا" فترة حكمه حاملا أعباء ارتباطه بحركة "الفاشية الجديدة". عند أول خطأ، سيتم تذكير جيورجيا ميلوني بالتاريخ المسئ لحزبها. لكن أوروبا لا تستطيع ببساطة أن تبتعد عن حكومة ميلوني أو عن الحكومة السويدية الجديدة المدعومة من اليمين المتطرف. 

واختتمت "لوفيجارو" افتتاحيتها بالقول إن القومية تزدهر بسبب عجز الاتحاد الأوروبي في مواجهة الهجرة غير المنضبطة: فالأمر متروك لأولئك الذين ينزعجون منها لتقديم حلول فعالة ومقبولة، وإلا ستغرق قيمهم بينما تفرض ميلوني ومن سيتبعونها حصارا بحريا.